الصدر يهاجم فضائيات المليشيات والحكومة لتقصيرها في واقعة حرق المصحف

العراق: الصدر يهاجم فضائيات المليشيات والحكومة وينتقد تقصيرها في متابعة جريمة حرق المصحف

01 يوليو 2023
زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر (Getty)
+ الخط -

هاجم حساب يسمّى "وزير القائد - صالح محمد العراقي" المقرّب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر القنوات الفضائية التابعة للحكومة وللمليشيات، لعدم تغطيتها الاحتجاجات ضد حادثة حرق المصحف، معتبرا أن ذلك يؤكد أنهم "ليسوا ممن يدافعون عن الحق والدين".

وتظاهر مئات الآلاف من أتباع التيار الصدري، يوم أمس الجمعة والخميس، أمام مبنى السفارة السويدية في بغداد، منددين بحادثة إحراق المصحف، مطالبين الحكومة بمواقف حازمة تجاه العراقي الذي أقدم على ارتكاب تلك الجريمة، وإعادته إلى العراق ومحاكمته.

ووفقا لمدونة لـ"وزير الصدر" صالح محمد العراقي، نشرها اليوم السبت على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن "قنوات دولية تنشر وتبث أخبار تظاهرات العراقيين الذين تظاهروا من أجل القرآن ومن أجل وقف الفاحشة لا لمطالب سياسية أو دنيوية أو حتى خدمية أو من أجل فساد حكومي، أما القنوات المليشاوية والحكومية (الفضائيات التابعة للفصائل المسلحة وللأحزاب الحاكمة) ولا سيما الشيعية منها فقد غضّت بصرها عنها".

وشدد بالقول: "ألا فتعساً لتلك القنوات التي تغض بصرها عن نصرة الدين"، مضيفا: "لو أن أسيادها (تلك القنوات) تظاهروا أو أغلقوا سفارة السويد في بلدانهم لغطّوها إعلامياً وبكثافة".

وتعيد التظاهرات الكبيرة التي قام بها أتباع الصدر مشاهد التظاهرات السابقة واقتحام مبنى البرلمان، قبل انسحاب الصدر من العملية السياسية.

ولم تخل تظاهرات الصدريين من الجانب السياسي، إذ رددوا هتافات سياسية منها "نحن جنود ابن السيد"، وغيرها من الهتافات ذات الأبعاد السياسية وإثبات الوجود في الساحة، كما حملوا صور زعيمهم "الصدر" وصور والده.

وعلى أثر تلك التظاهرات، صعّد أتباع التيار الصدري لهجتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال القيادي في التيار حيدر الحداد الخفاجي، في تغريدة له: "للصدريين ثوابت راسخة ينفردون بها دون غيرهم هي الإسلام، العراق، المقاومة، وأن من الواضح أن عرابي السياسة الدولية لا يفضلون هذا النوع من القوى، فتراهم يلجأون إلى القوى التي تجيد فن المتاجرة بالدين والمذهب والوطن والمقاومة، يشترون منهم شعاراتهم بثمن بخس (في إشارة الى قوى الإطار التنسيقي)، وهذا ما لم يستطيعوه مع الصدريين..".

ويقرر متابعون للشأن السياسي العراقي أن الصدريون أرادوا من خلال التظاهرات إرسال رسائل سياسية، منها إثبات وجودهم وطاعتهم وسرعة تلبيتهم لأي نداء يوجهه زعيمهم (الصدر)، وقال الإعلامي والمتابع للشأن السياسي حسام الحاج، في تغريدة له: "ثمة رسالة أخرى أراد الصدريون إيصالها، فضلا عن القضية الرئيسية التي دعتهم للتظاهر فهل وصلت؟".

في الأثناء، دعا وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الحكومة السويدية إلى تسليم حارق القرآن الكريم في استوكهولم إلى الحكومة العراقية من أجل محاكمته وفق القانون العراقي. وذكرت الوزارة، في بيان لها اليوم السبت، أن "الوزير تلقى اتصالاً هاتفيّاً من نظيره السويدي توبياس بيلستروم، وجرت خلال الاتصال مناقشة الحادثة، مطالباً الحكومة السويدية بـ"اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق هذا الشخص، داعيا إلى تسليمه للحكومة العراقيَّة من أجل محاكمته وفق القانون العراقيّ".

يجري ذلك وسط ترقب سياسي وشعبي عراقي لمواقف جديدة قد يعلن عنها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي اعتزل العمل السياسي قبل نحو عام مضى، بشأن إمكانية عودته إلى العمل السياسي، لا سيما مع قرب موعد إجراء الانتخابات المحلية، التي لا تُستبعد مشاركة الصدر فيها.

وانسحب التيار الصدري من العملية السياسية في الـ29 من أغسطس/ آب الماضي، بعدما قرر زعيمه مقتدى الصدر سحب نواب كتلته "الصدرية" من البرلمان، ومن ثم اعتزال العمل السياسي، بعد سلسلة أحداث كبيرة بدأت بتظاهرات لأنصار التيار وانتهت بالاشتباكات داخل المنطقة الخضراء في بغداد مع فصائل مسلحة منضوية تحت هيئة "الحشد الشعبي".