السودان: مضمون جلسات اليوم الثاني لورشة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو

مضمون جلسات اليوم الثاني لورشة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو في السودان

الخرطوم

عبد الحميد عوض

avata
عبد الحميد عوض
10 يناير 2023
+ الخط -

تواصلت في العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الثلاثاء، أعمال ورشة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، نظام عمر البشير، وذلك ضمن أعمال المرحلة النهائية للعملية السياسية لإنهاء الأزمة في البلاد.

وخلال جلسات اليوم الثاني من الورشة التي انطلقت الإثنين، قدّم خبراء دوليون تجارب دولية في تفكيك الأنظمة الشمولية عن مفاصل الدولة، لضمان انتقال ديمقراطي سلس، كما قدّم خبراء مقترحات للإطار القانوني لعمل لجنة تفكيك النظام ومقترحات لتعديلها.

ودعا الخبير الدولي ألكسندر مايير، إلى وضع أسس منهجية لعملية التفكيك، واستراتيجية لترتيب الأولويات، وإنشاء مؤسسات قوية للغرض، وإرساء سيادة حكم القانون، وإتاحة الفرص للاستئناف والتظلم دون تعقيدات وبيروقراطية، فيما قدّمت الخبيرة الكينية زورلين أوديدي خلاصة تجربة بلادها في مضمار إزالة التمكين.

وشهدت الجلسات مداولات ساخنة، وطالب المتحدثون بأن تشمل عمليات التفكيك ما حدث بعد انقلاب رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان العام قبل الماضي.

وفي هذا السياق، يوضح عضو لجنة إزالة التمكين عروة الصادق لـ"العربي الجديد"، أن قيام الورشة هو واحد من متطلبات الاتفاق الإطاري، وتعقبها ورش ومتطلبات أخرى، مشيراً إلى أن المشاركين أثروا النقاش، وقدّم الخبراء الدوليون تجارب قيّمة، خصوصاً التجربة الكينية في فحص القضاء، مؤكداً أن الورش والمؤتمرات ستقود إلى اتفاق نهائي، ومن ثم إلى التحول المدني الديمقراطي.

وحول غياب أحزاب وحركات مسلحة عن الورش، أكد الصادق أن غيابهم لم يؤثر على جلسات اليومين الماضيين، لكنه سيؤثر دون شك على المؤتمرات الخاصة بالسلام والإصلاح العسكري والأمني، وملف شرق السودان، موضحاً أن "تحالف الحرية والتغيير" سيعمل على إلحاقهم ليكونوا جزءاً من العملية السياسية برمتها.

بدوره، يقول صالح أحمد، وهو واحد من المشاركين من شرق السودان، إن مثل هذه الورش يعني توسيع دائرة المشاركة في التوصل إلى اتفاق سياسي ينهي الأزمة، ويستفيد من تجربة الحكم الانتقالي في السنوات القليلة الماضية، مبيناً أن الورشة أجرت تقويماً حقيقياً للتجربة السابقة، وكيفية تجاوز التحديات، وتحسين عمل لجنة إزالة التمكين كأمر مهم وضروري للمرحلة المقبلة، لافتاً إلى أن كل الورش ستحقق النتيجة عينها.

من جهتها، تعتبر المشاركة من ولاية شمال كردفان، منيرة أحمد عبد الرحيم، أن الورش مثلت مؤتمراً جامعاً، ضم كلّ المؤيدين للاتفاق الإطاري الموقع في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وأن التوصيات التي ستخرج بها الورشة ستبين بوضوح ما يجب أن تقوم به لجنة إزالة التمكين، لافتة إلى أن المشاركين يمثلون صوت الشارع، وأن الورشة ناجحة حتى الآن بكل المقاييس، معربة عن أملها في التوصل لاتفاق نهائي في الأسابيع المقبلة، لبدء مرحلة جديدة في البلاد.

ولم يغب الشباب عن المشاركة في أعمال المرحلة النهائية، ومنهم يقول البشير محمد عثمان من مكتب اتصال لجان مقاومة الوحدة لـ"العربي الجديد"، إن تفكيك النظام البائد هو الضمان الوحيد لإنجاح التحول الديمقراطي، ذلك لأن حزب المؤتمر الوطني حكم البلاد بالتغول على السلطة وامتلاك المال العام، مبيناً أن عدم إكمال ملف التمكين تسبب مباشرة في انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021.

ويؤكد لـ"العربي الجديد" أنه على جميع الثوار الوقوف مع اللجنة، وتطوير آليات اللجنة، ومضاعفة إسنادها من مختلف قطاعات الشعب السوداني.

من جهته، يرى الخبير الأممي صلاح الأمين أن الورشة كانت بحاجة لمزيد من الخبراء والمتخصصين، لتكون النتائج أكثر علمية، وتضع خارطة طريق فعلية لعمل اللجنة، كما طالب ببناء قدرات كل أعضاء اللجنة ومدها بمهارات متنوعة.

ذات صلة

الصورة
أطفال سودانيون في مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور في السودان (الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنّ طفلاً واحداً على الأقلّ يقضي كلّ ساعتَين في مخيّم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور غربي السودان بسبب سوء التغذية.
الصورة
نازحون سودانيون في مدرسة في وادي حلفا 1 (أشرف شاذلي/ فرانس برس)

مجتمع

في فناء رملي لمدرسة تحوّلت إلى مركز إيواء للنازحين في شمال السودان، يلعب أطفال بالكرة. من حولهم، ينتظر عشرات الأشخاص المنهكين الفارين من الحرب، منذ أشهر، تأشيرة دخول الى مصر.
الصورة
تشاد (مهند بلال/ فرانس برس)

مجتمع

فرّ مئات الآلاف من السودانيين من الحرب في بلادهم إلى تشاد، ووجدوا الأمان في أكواخ هشّة في مناطق صحراوية، لكنّهم باتوا أمام تحدٍّ لا يقلّ صعوبة وهو إيجاد الرعاية الطبية والأدوية للبقاء على قيد الحياة.
الصورة
مطار إسطنبول الدولي (محمت إيسير/ الأناضول)

مجتمع

استغاثت ثلاث عائلات مصرية معارضة لإنقاذها من الترحيل إلى العاصمة المصرية القاهرة، إثر احتجازها في مطار إسطنبول الدولي، بعدما هربت من ويلات الحرب في السودان عقب سبع سنوات قضتها هناك، مناشدة السلطات التركية الاستجابة لمطلبها في الحماية