أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، يوم الخميس، عن تفعيل اللجنة الليبية الروسية المشتركة، واختيار وزير النفط الليبي محمد عون، رئيساً مشاركاً للجنة مع نظيره الروسي.
جاء ذلك خلال زيارة يجريها الدبيبة لموسكو، بحث فيها مستجدات الوضع في ليبيا وتفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين مع عدد من المسؤولين الروس، من بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، ووزير الخارجية سيرغي لافروف.
ووصل الدبيبة الخميس، إلى العاصمة الروسية موسكو، وكان في استقباله نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف.
وبحسب المكتب الإعلامي لحكومة الوحدة الوطنية فإن الجانبين أكدا على العمل لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة في مجالات الطاقة والنقل والزراعة، من خلال تفعيل اللجنة الليبية الروسية المشتركة، وتسمية وزيري النفط الليبي والروسي رئيسين مشاركين لها.
وطلب الدبيبة من الجانب الروسي "المساعدة في كل شيء، فدولة روسيا الكبيرة العظمى لها خبرة كبيرة جداً في مجال تطوير الخدمات في مجال الصحة وقطاع النفط وباقي الخدمات في البنية التحتية".
ودعا كل الشركات الروسية التي كانت عاملة في ليبيا "للرجوع إلى العمل في مجال الغاز تحديداً، فبعض الشركات موقعة عقوداً في مجال السكة الحديدية وبعض المجالات التنموية الأخرى"، وقال في هذا السياق "نريد تطوير وتفعيل بعض العقود القديمة التي تم توقيعها قبل 2011".
دعا الدبيبة كل الشركات الروسية التي كانت عاملة في ليبيا "للرجوع إلى العمل في مجال الغاز تحديداً"
كما أكد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، على ضرورة إعادة فتح روسيا سفارتها في طرابلس والعودة الى العمل من خلالها، مؤكداً أن حكومته تسعى إلى رفع تمثيلها الدبلوماسي في موسكو.
وأشار الدبيبة إلى أن حكومته تمكنت من توحيد أكثر من 80 في المئة من مؤسسات الدولة الليبية تحت مظلة هذه الحكومة، مستدركاً "ولم يبق إلا المؤسسة العسكرية".
وأضاف الدبيبة، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، "لابد لكل الأطراف في المؤسسة العسكرية أن تلتقي تحت مظلة هذه الحكومة لنلتفت إلى بناء هذه الدولة".
من جانبه، أكد لافروف اهتمام بلاده بـ"المشاركة في وضع الحلول لكل المشكلات والقضايا العالقة أمام ليبيا والشعب الليبي"، معرباً عن أمله في أن تكون مباحثات حكومة الوحدة الوطنية في موسكو "طريقاً تتمكن من خلاله موسكو من التعرف على الحكومة تجاه الوضع الراهن".
ودعا لافروف الليبيين إلى تبني خيار المصالحة الوطنية الشاملة لكل الأطراف الليبية دون استثناء.
وإثر وصوله إلى روسيا قال الكرملين إن بوتين أجرى مباحثات هاتفية مع الدبيبة، تم خلالها مناقشة مسألة التسوية في ليبيا بشكل مفصل، حيث رحب فلاديمير بوتين بتشكيل سلطات مركزية في البلاد لفترة انتقالية، التي من المقرر أن تحضر وتجري انتخابات وطنية نهاية العام.
وأكد بيان الكرملين أن بوتين تعهد للدبيبة بمواصلة دعم بلاده للعملية السياسية الليبية من أجل تحقيق استقرار طويل الأمد في ليبيا، وتعزيز سيادتها ووحدتها، وضمان التنمية الاجتماعية والاقتصادية التقدمية.
كما التقى الدبيبة بسكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، وناقشا خلال اللقاء، عدداً من قضايا التعاون الروسي الليبي في المجال الأمني، مع التأكيد على أهمية تطوير الحوار بين الأجهزة الأمنية الخاصة وأجهزة إنفاذ القانون، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية.