عقدت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، السبت، اجتماعاً في العاصمة المؤقتة عدن، هو الأول منذ اجتياح مقر إقامتها في قصر معاشيق الرئاسي أواخر مارس/آذار الماضي، فيما شهدت محافظة مأرب، شرقي البلاد، معارك متصاعدة وسط خسائر بشرية كبيرة في صفوف جماعة الحوثيين.
وستكون الحكومة الشرعية في مواجهة ملفات صعبة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، حيث يتزايد الغليان الشعبي جراء انهيار الريال إلى 1210 أمام الدولار الواحد، في مستوى قياسي منذ بدء الحرب.
وجاء الاجتماع الأول، رغم غياب أكثر من نصف قوام حكومة المحاصصة، جراء استمرار رفض عدد من الوزراء العودة لممارسة مهامهم من دون وجود ضمانات حقيقية من المجلس الانتقالي الجنوبي بعدم التدخل في صلاحياتهم.
وقالت مصادر حكومية، لـ"العربي الجديد"، إنّ الاجتماع الرمزي عُقد بحضور 9 وزراء فقط من إجمالي 24 يشكلون قوام حكومة المحاصصة، المشكلة بين شمال وجنوب اليمن بموجب اتفاق الرياض، وكان من بين الحاضرين 5 من الوزراء الموالين للمجلس الانتقالي.
وذكرت وكالة "سبأ" الحكومية أنّ الاجتماع تدارس "المهام الماثلة أمام الحكومة لمواجهة التحديات الصعبة والمركبة في هذه المرحلة الحرجة، وما يتطلبه ذلك من تكاتف الجهود وتكاملها لتحقيق النجاح في معالجتها، وبما يلبي الحد المعقول من متطلبات حياة ومعيشة المواطنين اليومية، بما في ذلك وقف تدهور أسعار صرف العملة وتحقيق الاستقرار التمويني للمشتقات النفطية".
ووعدت الحكومة بـ"جملة من الإجراءات المتخذة والتي تم الشروع في تنفيذها"، لافتة إلى أنّ "ثمارها ستُلمس في الفترة القريبة لتحقيق استقرار أسعار العملة، بما فيها توريد إيرادات المحافظات إلى الحساب العام للحكومة وفرض قيود على واردات السلع الكمالية، والاستفادة من حقوق السحب الخاصة لليمن من صندوق النقد الدولي".
وشدد رئيس الحكومة معين عبد الملك على ضرورة "توحيد الجهود لمواجهة الأخطار القائمة، وتجاوز الاختلالات التي حدثت سواء في الجانب العسكري أو الأمني أو الخدمي، وترتيب الملفات والأولويات بحسب أهميتها"، في إشارة إلى الانتكاسة التي تعرضت لها القوات الحكومية أمام جماعة الحوثيين في أطراف محافظتي مأرب وشبوة.
وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية الطاحنة، فإنّ رئيس الوزراء أشار إلى أن أولويات حكومته القصوى "سيتم توجيهها لدعم جبهات القتال لاستكمال إنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا، وعمل كل ما يمكن في سبيل هذه الغاية"، وعلى رأس ذلك انتظام صرف رواتب القطاعات العسكرية والأمنية خلال الفترة القادمة، ومعالجة المتأخرات السابقة وفق آلية سريعة.
وفي ما يتعلق بعملية السلام المعقدة، أشار رئيس الحكومة اليمنية إلى أنه "سيتم التعامل بإيجابية كاملة مع أي جهد يسعى لتحقيق السلام الذي يذهب لمعالجة أصل الداء وليس الأعراض فقط"، في إشارة إلى ضرورة إنهاء الانقلاب الحوثي بالمقام الأول قبل معالجة وقف إطلاق النار وغيرها من الملفات الإنسانية.
ولن تكون الحكومة اليمنية قادرة على مواجهة كل هذه التحديات في ظل الغموض الذي يلف ما تبقى من بنود تنفيذ اتفاق الرياض، وخصوصاً في ظل رفض المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً سحب المعسكرات من عدن ودمج الوحدات الأمنية، وكذلك التراجع عن قرارات الاستحواذ على المؤسسات الحكومية.
وفي تطور ميداني منفصل، أفادت وكالة الأنباء السعودية "واس" بأنّ الدفاعات الجوية للتحالف الذي تقوده المملكة اعترضت ودمرت طائرة مسيرة مفخخة، أطلقها الحوثيون تجاه المنطقة الجنوبية.
#عاجل #التحالف: الدفاعات الجوية تعترض وتدمر طائرة مسيرة مفخخة أطلقتها المليشيا الحوثية تجاه المنطقة الجنوبية.#واس_عام
— واس العام (@SPAregions) October 9, 2021