الحكومة الفنزويلية والمعارضة تتوصلان إلى اتفاق في مكسيكو

الحكومة الفنزويلية والمعارضة تتوصلان إلى اتفاق في مكسيكو

26 نوفمبر 2022
تسعى كراكاس للتوصل إلى عقد اجتماعي واسع مع المعارضة (أسوشييتد برس)
+ الخط -

وقعت، السبت، الحكومة الفنزويلية والمعارضة اتفاقاً بعد استئناف المفاوضات في مكسيكو بين الطرفين، بعد توقّف استمر 15 شهراً، في مسعى لكسر جمود حول تفسير مفهوم الانتخابات "الحرة".

ومن شأن نجاح هذا الاتفاق أن يفتح المجال أمام عودة فنزويلا الغنية بالنفط بقوة إلى الأسواق العالمية وتخفيف الحظر النفطي الذي تفرضه عليها الولايات المتحدة.

وتفاقمت الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ أن أعلن الرئيس المنتهية ولايته حينها، نيكولاس مادورو، فوزه بولاية جديدة في الانتخابات التي أجريت في عام 2018 وطعنت المعارضة وكذلك جهات دولية عدة في شرعيتها.

وسبق أن خاض مادورو والمعارضة الفنزويلية جلسات تفاوض عدة بوساطة نرويجية في مكسيكو العام الماضي. واكتسبت الجهود الدولية المبذولة لحل الأزمة الفنزويلية زخماً كبيراً منذ أن بدأت روسيا بغزو أوكرانيا مع ما رافق ذلك من ضغوط على إمدادات الطاقة العالمية.

وتمتلك فنزويلا أكبر احتياطيات نفطية في العالم، لكن الفنزويليين يعانون الفقر وأزمة سياسية ما دفع، بحسب الأمم المتحدة، نحو سبعة ملايين فنزويلي إلى الهرب من البلاد في السنوات الأخيرة.

وتطالب المعارضة الفنزويلية بتنظيم انتخابات رئاسية حرة ونزيهة، يُفترض أن تجرى في عام 2024، في المقابل تطالب كراكاس المجتمع الدولي بالاعتراف بمادورو رئيساً شرعياً وبرفع العقوبات، خصوصاً الحظر الذي تفرضه الولايات المتحدة على النفط الفنزويلي.

ولدى وصوله إلى مكسيكو، قال عضو الوفد الحكومي المفاوض خورخي رودريغيز إن أحد الأهداف التي تسعى إليها كراكاس التوصل إلى "عقد اجتماعي واسع النطاق" مع المعارضة. وكانت الحكومة أعلنت في وقت سابق أن الاتفاق يُفترض أن يفضي إلى آلية لإتاحة أموال مجمدة في النظام المالي الدولي.

ويفترض أن تستخدم الأموال في تحسين الرعاية في قطاع الصحة العامة وشبكة الكهرباء، وفق بيان أصدره رودريغيز الذي لم يحدد المبلغ أو الجهة التي تجمّد الأموال.

"العيش في سلام"

وأبدت الإدارة الأميركية استعداداً لرفع العقوبات المفروضة على عمل شركات طاقة أميركية في فنزويلا، بما في ذلك إمكان منح شركة "شيفرون" النفطية العملاقة ترخيصاً لتوسيع نطاق أعمالها.

لكن الخارجية الأميركية تصرّ على أي عقوبات لن تخفف إلا بعد اتّخاذ حكومة مادورو خطوات ملموسة باتّجاه إجراء انتخابات حرة.

وبعد انتخابات 2018 المطعون في شرعيتها، اعترفت نحو 60 دولة بينها الولايات المتحدة بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيساً بالوكالة.

وكان رودريغيز، الذي يرأس أيضاً الجمعية الوطنية، أشار قبيل مغادرته كراكاس إلى أن فريقه سيدافع عن "حقّنا.. بالعيش في سلام".

من جهتها طالبت "المنصة الموحدة" للمعارضة باتّخاذ خطوات ملموسة لحل "الأزمة الإنسانية واحترام حقوق الإنسان.. وخصوصاً (تقديم ضمانات) بشأن تنظيم انتخابات حرة" بحضور مراقبين.

لكن مصدراً مطّلعاً على سير المفاوضات قال في تصريح لوكالة "فرانس برس" إن المعارضة لم تتوصّل إلى توافق بشأن الشروط المطلوبة للمشاركة في انتخابات عام 2024.

وفي السنوات الأخيرة، انحسر تأثير غوايدو بعدما خسر حلفاء أساسيين له محلياً وإقليمياً مع وصول يساريين إلى الرئاسة في بلدان عدة. وأصبح الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو لاعباً أساسياً في المحادثات منذ أن أصبح في آب/ أغسطس أول يساري يتبوّأ سدة الرئاسة في البلاد.

ويسعى بيترو إلى تحسين الروابط بين بلاده وفنزويلا وقد استأنف العلاقات الدبلوماسية معها للمرة الأولى منذ عام 2019، حين رفض الرئيس إيفان دوكي الاعتراف بفوز مادورو بولاية رئاسية جديدة.

(فرانس برس)

المساهمون