الحكومة العراقية محرجة أمام الاشتباكات بين فصائل الحشد الشعبي

الحكومة العراقية محرجة أمام الاشتباكات بين فصائل الحشد الشعبي

06 يناير 2024
مؤيدون للحشد الشعبي العراقي يرفعون صورة سليماني والمهندس (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

وقعت اشتباكات مسلحة، أمس الجمعة، بين جماعتي "عصائب أهل الحق" و"جند الإمام" العراقيتين في إحدى بلدات مدينة البصرة، أثناء احتفال نُظم لإحياء ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، ما يثير القلق من تكرار هذه الاشتباكات ويزيد من حرج موقف الحكومة العراقية.

وأكدت قيادة عمليات "حشد البصرة" أن الاشتباك وقع من قبل مجاميع أسمتهم بـ"غير المنضبطة" مقللة من تأثيره. وذكرت، في بيان لها مساء الجمعة، أن "هيئة الحشد الشعبي فـي البصرة نظمت المهرجان وقامت مجاميع غير منضبطة وغير تابعة لهيئة الحشد الشعبي بإثارة الفتنة بين الجماهير، ما أدى إلى إطلاق عيارات نارية"، مؤكدة أنه "تم اعتقال هؤلاء الأفراد، الذين ينتمون إلى شخص يدعى (علاء المحمداوي) وستُتخذ بحقهم كافة الإجراءات القانونية".

من جهته، قال مسؤول جماعة "جند الإمام" علاء المحمداوي، على البيان، منتقداً وصف جماعته بالجماعة "غير المنضبطة". مضيفاً، في بيان، "يؤسفنا ما صدر من بيانات وتصريحات بحقنا جردتنا من تاريخنا الجهادي في الدفاع عن الوطن والدين والمذهب والانتماء للحشد المقدس"، مشيراً إلى أنه "مهما صدر بحقنا من أبناء جلدتنا فلن نردّ، حفاظاً على سمعة المجاهدين وسمعة الحشد"، مستدركاً بالقول "لكننا لن نقبل بأن نجرّد من الانتماء للحشد".

والاشتباك المسلح ليس الأول من نوعه بين الفصائل، إذ وقع قبل 10 أيام اشتباك مماثل ومواجهات اندلعت بين الجناح العسكري للتيار الصدري، الذي يتزعمه مقتدى الصدر "سرايا السلام" وبين مسلحين من مليشيا "أهل الحق" في منطقة حي العامل وسط بغداد، بسبب الخلاف على رفع صورة كبيرة تضم قاسم سليماني وأبو المهدي المهندس في المنطقة، التي تعد من أبرز مناطق نفوذ الصدريين.

موقف الحكومة العراقية

وقال مصدر سياسي مطلع لـ"العربي الجديد" إن "تلك المواجهات هي نتيجة حتمية لاختلاف الأجندات والمصالح، إلا أن المحرج فيها هو موقف الحكومة التي تمثل سلطة القانون"، وأضاف، مفضلاً عدم ذكر اسمه، أن "تكرار المواجهات مؤشر على تعمق حالة الخلافات والانقسام بين الفصائل التي تعددت أسماؤها"، مبيناً أن "الحكومة والقوات الأمنية تسعى دائما للتهدئة حفاظاً على الأمن".

وأكد المصدر أن "موقف الحكومة العراقية محرج، إذ أن تلك المواجهات هي خروج عن القانون وعن سلطة الدولة وتهديد للأمن المجتمعي، وأن المطلوب من الحكومة تطبيق القانون على الجميع، وأن محاولاتها للتهدئة تشير إلى ضعف الإجراءات الحكومية وضعف سلطة الدولة".

وتثير مشاهد الاشتباكات المسلحة بين الفصائل العراقية المختلفة بأجنداتها ووجهاتها، التي تتكرر في محافظات البلاد، قلق الحكومة العراقية من تأثيراتها الخطيرة على الأمن المجتمعي وسلطة الدولة بشكل عام، خاصة وأن تلك الفصائل لها من القوة والترسانة العسكرية ما لا يستهان به. وبينما تسعى الحكومة والقوات الأمنية للتهدئة، يؤكد سياسيون أن المطلوب من الحكومة فرض سلطتها على الجميع.

وسجلت المحافظات العراقية وخاصة البصرة خلال العام الماضي 2023 عدة مواجهات، خاصة بين جماعة عصائب أهل الحق" وجماعة "سرايا السلام" المرتبطة بالتيار الصدري، تكون في العادة بسبب الصراع على النفوذ، وقد تسببت في حرق المقرات والمكاتب ما بين الطرفين، إضافة إلى وقوع قتلى وجرحى بين الطرفين.

المساهمون