"الجيش الوطني" يستنفر شمالي سورية بعد وصول "تحرير الشام" لقرب عفرين

"الجيش الوطني" يستنفر شمالي سورية بعد وصول أرتال "تحرير الشام" إلى قرب عفرين

14 سبتمبر 2023
عناصر من الجيش الوطني السوري المعارض (إبراهيم ماسي/Getty)
+ الخط -

استنفرت فصائل من "الجيش الوطني السوري" المعارض والمدعوم من تركيا قواتها العسكرية، اليوم الخميس، وذلك بعد وصول أرتال عسكرية تابعة لـ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) إلى منطقة "غصن الزيتون" بالقرب من مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي، شمالي سورية.

وقالت مصادر عاملة لدى "الجيش الوطني السوري"، لـ"العربي الجديد"، إن جميع فصائل الجيش الوطني استنفرت قواتها، وتحديداً فصائل الفيلق الثاني والفيلق الثالث، وذلك بعد وصول أرتال عسكرية تابعة لهيئة تحرير الشام، ليل أمس الأربعاء، إلى أحد المعسكرات القريبة من مدينة عفرين الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة غصن الزيتون.

وأكدت المصادر أن ثلاثة أرتال من تحرير الشام من منطقة إدلب وصلت عبر معبر الغزاوية إلى معسكر "ترندة" التابع لفصيل حركة أحرار الشام - القاطع الشرقي، وضمت الأرتال قرابة 50 سيارة وبيك آب مزودة برشاشات متوسطة، مُشيرةً إلى أن تلك الأرتال دخلت تحت غطاء "فزعة العشائر" المرابطة على جبهة منبج ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بريف حلب الشرقي، شمالي البلاد.

وأشارت المصادر إلى أن سبب الحشود العسكرية بين فصائل "الجيش الوطني السوري" و"هيئة تحرير الشام" جاء عقب قيام قائد حركة أحرار الشام - القاطع الشرقي بفصل بعض الكتائب التابعة للقطاع والمعروفة بولائها لـ"تحرير الشام"، وذلك بعد ضغوط من فصيل "فرقة سلطان مراد" العامل تحت مظلة "الجيش الوطني السوري"، لجعل معبر الحمران، الفاصل بين مناطق سيطرة الجيش الوطني و"قسد"، تحت سيطرة الفيلق الثاني بشكلٍ كامل.

ولفتت المصادر إلى أن "تحرير الشام" تُريد من خلال الحشد العسكري استعادة السيطرة على معبر الحمران (أهم معبر اقتصادي في الشمال السوري)، والذي تدخل عبره قوافل المحروقات من مناطق سيطرة "قسد" إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية، وذلك لكسب جميع إيرادات المعبر لحسابها من دون السماح لفصائل الجيش الوطني بالاستحواذ على عائدات المعبر المالية التي تُقدر شهرياً بمئات آلاف الدولارات.

إلى ذلك، أوضحت المصادر أن فصائل "الفيلق الثالث" العاملة تحت مظلة "الجيش الوطني السوري" رفعت سواتر ترابية على الطريق الواصل بين مدينة أعزاز وبلدة كفر جنة من جهة بلدة قطمة بريف حلب الشمالي، وذلك استعداداً للتصدي لأرتال "تحرير الشام" في حال اقترابها من المنطقة، لا سيما أن مدينة أعزاز تعتبر معقل فصائل "الفيلق الثالث" شمالي البلاد.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وكان اقتتال اندلع في مطلع أكتوبر/تشرين الأول عام 2022 بين فصائل "الفيلق الثالث" وفصيل "فرقة الحمزة"، وذلك بعد تمكن الفيلق من إلقاء القبض على خلية تتبع للفرقة، متورطة في اغتيال الناشط المدني محمد أبو غنوم في مدينة الباب بريف حلب الشرقي.

وتدخلت "هيئة تحرير الشام" في القتال إلى جانب "الحمزة" بالإشتراك مع فصيل "فرقة سليمان شاه" و"حركة أحرار الشام - القاطع الشرقي"، الأمر الذي أدى إلى دخول الهيئة إلى كامل منطقة "غصن الزيتون" والسيطرة على مدينة عفرين بتمهيد من تلك الفصائل، بعد اشتباكات عنيفة أجبرت الفيلق على الانسحاب إلى مدينة أعزاز، أبرز معاقله، لتنسحب الهيئة من المنطقة بعد مفاوضات واجتماعات بطلب من الجانب التركي.

ورغم الانسحاب، أبقت "تحرير الشام" على بعض المجموعات الأمنية والعسكرية ضمن منطقة "غصن الزيتون"، وتحديداً في مدينة عفرين وبلدة معبطلي شمالي محافظة حلب، تحت رايات فصيل فرقة "سليمان شاه" و"حركة أحرار الشام - القاطع الشرقي"، و"فرقة الحمزة"، والتي سهلت ومهدت لـ"تحرير الشام" للدخول إلى مناطق الجيش الوطني في القتال الأخير.