الاحتلال يشرع بتغيير معالم الحرم الإبراهيمي ويجرف أراضي في ساحاته

الاحتلال يشرع بتغيير معالم الحرم الإبراهيمي ويجرف أراضي في ساحاته

10 اغسطس 2021
تحذيرات من نية الاحتلال العمل على إنشاء مسار سياحي وإنشاء مصعد كهربائي (فرانس برس)
+ الخط -

شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، منذ صباح اليوم الثلاثاء، بتجريف أراضٍ في ساحات الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، وسط تحذيرات من أن يكون الهدف تنفيذ خطة استيطانية لتغيير معالم الحرم والبدء بتطبيق مسارٍ سياحي استيطاني وتركيب مصعد كهربائي.

وقال مدير الحرم الإبراهيمي، الشيخ حفظي أبو سنينة، لـ"العربي الجديد"، إنه "صباح اليوم، فوجئنا بأنّ آليات وجرافات الاحتلال تجرف أراضي بالقرب من مركز شرطة الاحتلال المقام على مدخل الحرم"، محذراً من نية الاحتلال العمل على إنشاء مسار سياحي ومصعد كهربائي، ضمن سعي الاحتلال لتغيير معالم الحرم الإبراهيمي.

وأكد أبو سنينة رفض أي اعتداء على الحرم الإبراهيمي، حيث تم إبلاغ الجهات الرسمية عبر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية بما يجري، لافتًا إلى أنّ موظفي الأوقاف والحرم نفذوا وقفة احتجاجية أمام بوابات الحرم احتجاجاً على ما يجري، "لأن ما يجري هو تعدٍ خطير على واقع الحرم الإبراهيمي".

أبو سنينة: ما يجري هو تعدٍ خطير على واقع الحرم الإبراهيمي

من جانبها، نددت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، في بيان لها، ببدء الاحتلال إجراءاته في بناء المصعد الكهربائي في المسجد الإبراهيمي، واعتبرته "تعدياً صريحاً على حق دولة فلسطين وحكومتها في السيادة على المسجد وكافة مرافقه وأوقافه بشكل حصري، وتجاوزاً حتى للجان التي شكلوها، والتي قضت بمنع إحداث أي تغيير على المسجد الإبراهيمي ومرافقه التابعة له".

وأكد وكيل وزارة الأوقاف الفلسطينية حسام أبو الرب أنّ الاحتلال الإسرائيلي و"في خطوته الخطيرة هذه لما لها من تبعات كبيرة على مستقبل المسجد الإبراهيمي والسيادة الحصرية عليه للمسلمين، هو أمر ترفضه وزارة الأوقاف بشدة وتدعو المؤسسات الدولية والحقوقية ومؤسسات حفظ التراث الإنساني كمؤسسة يونسكو إلى العمل على إيقاف هذا التعدي السافر والواضح، خاصة وأن المسجد موجود ضمن قائمة التراث العالمي التي تصدرها مؤسسة يونسكو".

وطالب أبو الرب المجتمع الدولي بحماية المسجد الإبراهيمي، الذي يتعرض بشكل يومي لانتهاكات من قبل حكومة الاحتلال التي تأتمر بمسؤول سابق لمجلس المستوطنات في الضفة الغربية، وهو ما يضع سياساتها ضمن رؤية المستوطنين المنطلقة من أبعاد دينية وسياسية تهدف لتحويل الإبراهيمي إلى "كنيس يهودي"، بعد أن فرضت تقسيمه زمانياً ومكانياً منذ عام 1994 في خطوة جائرة في حق الشعب الفلسطيني ومقدساته وأماكن عبادته.

وأكد أبو الرب أنّ الإدارة العامة لأوقاف الخليل علّقت دوام موظفيها، اليوم الثلاثاء، في الإدارة ودعتهم للتوجه إلى المسجد الإبراهيمي للمرابطة فيه في محاولة لصدِّ الاحتلال عن تنفيذ مخططاته، كما تمت دعوة مؤسسات الخليل قاطبة للتوجه إلى المسجد.

وناشد أبو الرب أبناء محافظة الخليل بشكل خاص وأبناء الشعب الفلسطيني للتوجه إلى المسجد الإبراهيمي والمرابطة فيه وتكثيف الوجود، سواء خلال الصلوات المفروضة أو فيما بينها، لمنع الاحتلال من تنفيذ جرائمه وانتهاكاته.

والمشروع التهويدي الذي تسعى له سلطات الاحتلال في الحرم الإبراهيمي يشمل ممرات وساحات ومصعداً لتسهيل اقتحام المستوطنين المسجد الإبراهيمي في الخليل، ويهدف الاحتلال إلى الاستيلاء على ما يقرب من 300 متر مربع من ساحات المسجد ومرافقه، وقد تم تخصيص مليوني شيقل (عملة إسرائيلية) حتى الآن لتمويل المشروع التهويدي.

ويهدد المشروع الاستيطاني بوضع يد الاحتلال على مرافق تاريخية قرب المسجد الإبراهيمي وسحب صلاحية البناء والتخطيط من بلدية الخليل ومنحها لإدارات الاحتلال المدنية التابعة للاحتلال.

وكانت محكمة الاحتلال قد رفضت، في إبريل/ نيسان الماضي، طلباً فلسطينياً بتجميد بناء مصعد كهربائي في المسجد الإبراهيمي.

في سياق منفصل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، الفلسطيني مراد عطية عقب دهم منزل ذويه في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة.

على صعيد آخر، هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، منزلاً من طابقين سكنيين في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، يعود للشقيقين رماح وعلي عودة، ومنعت قوات الاحتلال الفلسطينيين من الوجود في محيط المنزل الذي يُؤوي اثني عشر فرداً، وأجبرت العائلة على تفريغ محتوياته، قبل أن تباشر بهدمه.

المساهمون