الاحتلال يحول القدس لثكنة عسكرية قبيل "مسيرة الأعلام"

الاحتلال يحول القدس لثكنة عسكرية قبيل "مسيرة الأعلام"... ودعوات للتصدي لها

15 يونيو 2021
حملة اعتقالات واستدعاءات بحق نشطاء مقدسيين (Getty)
+ الخط -

بدت مدينة القدس المحتلة، منذ صباح اليوم الثلاثاء، أشبه بثكنة عسكرية بفعل التواجد الكثيف لقوات الاحتلال الإسرائيلي استعدادًا لتنظيم وحماية مسيرة الأعلام الإسرائيلية الاستفزازية التي سينفذها مستوطنون مساء اليوم، في المدينة المقدسة، بعد أكثر من شهر على إفشالها من المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. 

وسبقت هذه الاستعدادات الإسرائيلية حملة اعتقالات واستدعاءات بحق نشطاء مقدسيين، بينما تأتي ممارسات الاحتلال تلك على وقع الدعوات للتصدي لتلك المسيرة مقدسيًا وفي الضفة الغربية  وفي فلسطين التاريخية.

وكثفت قوات الاحتلال منذ صباح اليوم من تواجدها في المدينة المقدسة، سواء بلباسها المدني أو بالزي العسكري، وعززت من عناصر وحدة التدخل السريع، الذين انتشروا في ساحات المسجد الأقصى المبارك، وقاموا بإبعاد الفلسطينيين وملاحقتهم ومنعهم الاقتراب من مسارات اقتحام المستوطنين.

ونشرت قوات الاحتلال أكثر من 2500 من عناصرها ووضعت الحواجز الحديدية على ساحة باب العامود وعلى جميع أبواب البلدة القديمة والمناطق المتاخمة لها كسوق المصرارة التجاري وعلى الشوارع الرئيسية مثل السلطان سليمان وصلاح الدين ضمن تحضيراتها واستعداداتها لمسيرة رقصة الأعلام التي ينظمها المستوطنون المتطرفون والمتوقع أن يشارك فيها عشرات الآلاف منهم.

ومن المقرر أن يبدأ تجمع المستوطنين في مركز مدينة القدس الساعة الرابعة والنصف من مساء اليوم، ومن هناك إلى شارع الأنبياء، فباب العامود، حيث ستقام فعالية رقصة الأعلام، ومن هناك تتجه إلى باب الخليل أحد أبواب البلدة القديمة من القدس مروراً إلى داخل المدينة المقدسة وانتهاء بساحة البراق، حيث الاحتفال المركزي والذي يشارك فيه عادة وزراء وأعضاء كنيست وكبار مسؤولي الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

وأفشلت المقاومة الفلسطينية في العاشر من مايو/ أيار الماضي، المستوطنات المحيطة بمدينة القدس، ردًا على محاولة المستوطنين تنظيم مسيرة الأعلام الاستفزازية، وردًا على ممارسات المستوطنين في القدس، لكن المستوطنين يحاولون أكثر من مرة إعادتها، في وقت تحذر فيه المقاومة الفلسطينية والفصائل من الرد على تلك المسيرة.

يأتي ذلك وسط توترات شديدة كانت شهدتها مدينة القدس، الليلة الماضية وحتى فجر اليوم، حيث نفذت قوات الاحتلال حملة من الاعتقالات ضد نشطاء مقدسيين وتسليم بلاغات استدعاء للتحقيق للعديد منهم.

وارتفعت حدة التوتر مع قيام الحاخام المتطرف يهودا غليك باقتحام المسجد الأقصى صباح اليوم، برفقة عدد من أعوانه وأتباعه وبحماية قوات الاحتلال الخاصة، في وقت فرضت فيه قيود على حركة المصلين الفلسطينيين.

ووفقاً لدائرة الأوقاف الإسلامية، اقتحم الحاخام غليك ساحات المسجد الأقصى ونفذ مع معاونيه جولات استفزازية في ساحاته، كما أدوا شعائر تلمودية بشكل جماعي قبالة مسجد قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من باب السلسلة.

وترافقت هذه الاقتحامات أيضاً مع محاولة قوات الاحتلال إجبار العديد من أًصحاب المحال التجارية على إغلاق محالهم بالتزامن مع دخول المسيرة إلى البلدة القديمة تحديدا في منطقة باب الخليل وسوق الحُصُر وكذلك ملتقى شارع الواد المتاخم للمسجد الأقصى مع ساحة البراق.

وتأتي هذه التطورات مع تأكيد حراكات شبابية وقوى وطنية وإسلامية عزمها على مواجهة هذه المسيرة والتصدي لها، مشددة على أن قيود الاحتلال المشددة التي أعلنتها شرطة الاحتلال لن تمنعهم من مواجهتها والحيلولة دون المس بالمسجد الأقصى، فيما أعلنت قوى وحراكات فلسطينية إلى التصدي للاحتلال على نقاط التماس اليوم، رفضًا لهذه المسيرة.

وقال منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، عصام بكر في حديث لـ"العربي الجديد": "إن القوى الوطنية والإسلامية دعت للتجمع على المدخل الشمالي لمدينتي البيرة ورام الله، الساعة الخامسة من مساء اليوم، والانطلاق بمسيرة باتجاه مستوطنة بيت إيل المقامة على أراضي مدينتي رام الله والبيرة، وذلك رفضاً لمسيرة الأعلام الاستفزازية".

وأضاف بكر، "إن هذه المسيرة تأتي بعد تشكيل حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة، ونحن نخرج اليوم، للتأكيد على رفض سياسة تكريس الأمر الواقع في مدينة القدس والتأكيد أنها لن تكون إلا عاصمة لدولة فلسطين والتأكيد على عروبتها ورفض الاستباحة الإسرائيلية فيها".

في هذه الأثناء، حمّل المجلس الوطني الفلسطيني في بيان له، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة، بموجب مسؤولياتها القانونية كقوة احتلال، عن كافة التداعيات التي قد تنتج عن هذه المسيرة.

أما اللجنة المركزية لحركة "فتح"، فقد دعت، في بيان لها، كوادرها وجماهير الشعب الفلسطيني للتصدي لمسيرة المستوطنين اليوم، والوقوف صفاً واحداً للدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تفجر الأوضاع في القدس وعموم الأراضي الفلسطينية، داعية المجتمع الدولي للتدخل السريع لوقف هذه الهستيريا التي تهدد بانفجار المنطقة برمتها.

كما دعت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، في بيان لها، إلى تصدٍ وطني موحد لمسيرة المستعمرين المستوطنين في مدينة القدس، مشددة على أن جماهير الشعب الفلسطيني وشباب القدس قادرون بمقاومتهم الشعبية على مواجهة تلك المسيرة وإفشال أهدافها ويساندهم الشباب الفلسطيني في سائر أرجاء الأراضي المحتلة والداخل الفلسطيني.

أما حركة "الجهاد" الإسلامي، فقد دعت في بيان لها، إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط فيه والاعتصام في ساحة باب العامود وأحياء الشيخ جراح وبطن الهوى، والنفير العام في كافة المدن والقرى والمخيمات داخل فلسطين وفي مناطق اللجوء والشتات اليوم الثلاثاء، لمواجهة أي مساس بالمقدسات.

وأكدت حركة "الجهاد" أن ما يسمى بـ "مسيرة الأعلام" التي يجري التحضير لها هي عمل استفزازي وتصعيد خطير يمس بأقدس المقدسات، وعدوانٌ يستهدف العرب والمسلمين جميعاً، مشددة على أن المقاومة الفلسطينية في كل مكان، على أتم استعداد وجاهزية لمواجهة أي عدوان والرد عليه بكل قوة وثبات.

من جانبها، حملت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في بيان لها، دولة الاحتلال المسؤولية كاملة عن أية نقطة دم قد تسيل في هذا اليوم، كما حذرتها من التغول في التعدي على أبناء الشعب الفلسطيني، واعتقالهم عشوائياً.

على صعيد منفصل، أوقفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، أعمال تأهيل مدخل بلدة سبسطية شمال نابلس شمال الضفة، فيما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، ثلاثة شبان من بلدتي اليامون والعرقة غرب جنين بينهم أمين سر حركة فتح في العرقة رجا واكد.

المساهمون