سلطات الاحتلال تواصل احتجاز معتقلين من فلسطينيي الداخل على خلفية هبّة القدس
نظرت المحكمة في حيفا، اليوم، في 13 ملفا لمعتقلي قرية زلفة بوادي عارة في الداخل الفلسطيني، وتم إطلاق سراح اثنين منهم، وغصت قاعة المحكمة بذوي المعتقلين والمحامين طيلة اليوم، فيما لا يزال هناك 17 معتقلا حتى الآن من قرية زلفة، و37 معتقلا من مدينة عكا.
وتنسب الشرطة الإسرائيلية للمعتقلين تهمة إلقاء حجارة والاعتداء على إسرائيليين.
وشهدت مدينة عكا، خلال الأيام الماضية، حملة اعتقالات شرسة شنتها الشرطة الإسرائيلية، ويوم أمس اعتقلت اثنين آخرين. وتداهم الشرطة والمخابرات البيوت في عكا في منتصف الليل أو خلال ساعات الفجر بقوات كبيرة لاعتقال الشباب. ومنذ المظاهرات التي نظمها فلسطينيو الداخل من أجل الأقصى والشيخ جراح، تم اعتقال أكثر من 150 شخصا من مدينة عكا.
وفي السياق، قال الشيخ عباس ذكور، من مدينة عكا، ومن اللجنة الشعبية، وهو والد أحد المعتقلين أيضًا: "الشرطة والشاباك ومن خلفهم لا يتجهون نحو العنوان الصحيح. هم يريدون تلقين درس لكل مواطن عربي بسبب الأحداث التي حدثت في عكا. إن كنا نؤيد خروج الناس من بيوتهم للتظاهر والتضامن مع الأقصى والشيخ جراح، وإن كنا نرفض أعمال الحرائق وتكسير الممتلكات، فهذا لا يعطي الحق للشرطة لأن تتصرف بما تتصرف به اليوم. لا بد أن يعلموا جيدا أن الحرائق التي اندلعت في عكا أطفأها العرب".
ومضى قائلًا: "كان هنالك غياب واضح للشرطة التي تريد أن تعبّر عن غضبها بهذا الكم الكبير من الاعتقالات، لم يبق بيت ولم تبق عائلة إلا وتم فيها اعتقال أو مداهمة، في منتصف الليل أو في الفجر، وهذا الأمر من أجل دب الرعب والخوف في قلوب الأمهات والأبناء. أنا أقول إن ما يعمل به اليوم في المدن المختلطة خاصة وفي عكا على وجه الخصوص هو من أجل تربية وتأديب الشباب الذين أعلنوا عن الانتماء لشعبهم وحبهم للأقصى وتضامنهم مع الشيخ جراح".
وأردف قائلًا: "من حق سكان عكا أن يعلنوا تضامنهم مع شعبهم. لا يستطيع أي يهودي أن يقول لي أن أنسلخ عن شعبي وعن عقيديتي وعن أمتي الإسلامية.. من يفكر بالمساس بالأقصى أو بحق الإنسان وكرامته هذه النتائج ستكون كل يومي اثنين وخميس.. هذا نداء لكل قيادة الشرطة التي لم تركز على اعتقال من شكلوا مجموعات للانتقام من العرب، وقسم كبير من الادعاءات على المعتقلين شطبت. لماذا إذن أرعبتم الأطفال في داخل البيوت؟".
من جهته، قال نبيل أمارة، نائب رئيس مجلس محلي طلعة عارة: "حتى الآن هناك صعوبة بالنسبة للمحامين في لقاء المعتقلين وأن يطلعوا على ملفات التحقيق ليعرفوا ما هي التهم التي تنسب لهم. نحن هنا كأهالي ومجلس محلي داعمون للشباب المعتقلين حتى الرمق الأخير، ونستنكر كل هذه الحملة الشرسة".
ويقول عبد الله موسى زيتاوي، والد المعتقل عمر، لـ"العربي الجديد": "اعتقلوه من مطعمه واقتادوه إلى الشرطة، كان في مطعمه وتم اعتقاله من المطعم. أوكلنا محاميا ونأمل خيرا. اليوم هناك جلسة لابني. هكذا تعودنا من قبل السلطة. الشبهة هي الاعتداء على مواطن يهودي، لا نعرف إذا ابني كان موجودا، لا نعلم أي شيء عن التحقيق. المحامي التقى معه في المعتقل وسمحوا لي بأن أقول له مرحبا. وقلت له ارفع رأسك إلى الأعلى".
ودعت اللجنة الشبابية لمتابعة معتقلي عكا، عبر صفحتها في "فيسبوك"، إلى وقفة احتجاجية يوم غد تضامنا مع معتقلي عكا بمحكمة حيفا.