استطلاع: "الليكود" بقيادة نتنياهو يحصل على أكبر عدد من المقاعد

استطلاع: "الليكود" بقيادة نتنياهو يحصل على أكبر عدد من المقاعد لكنه لن يشكل الحكومة الإسرائيلية

21 يونيو 2022
ارتفاع عدد معسكر مؤيدي نتنياهو إلى 59 مقعداً (Getty)
+ الخط -

أظهر استطلاع للرأي أجرته إذاعة "إف إم 103" المحلية في تل أبيب، صباح اليوم الثلاثاء، حصول حزب الليكود بقيادة زعيم المعارضة، بنيامين نتنياهو على 36 مقعداً، مقابل 30 مقعداً حصل عليها في الانتخابات التي جرت في مارس/ آذار من العام الماضي.

الاستطلاع، الذي جاء بعد إعلان رئيس الحكومة نفتالي بينت الاتجاه لحل الكنيست، أظهر استمرار تشظي الأحزاب الإسرائيلية وحصولها على عدد قليل من المقاعد نسبيا، وبالتالي عدم قدرة أي من المعسكرين في إسرائيل، سواء معسكر نتنياهو أم المعسكر المناهض له تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات التي يُتوقع أن تجري بين 25 أكتوبر/تشرين الأول القادم أو مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، طبقاً لما سيتُفق عليه بين مختلف الأحزاب الإسرائيلية. 

ويحل حزب "ييش عتيد"، الذي يقوده وزير الخارجية الحالي يئير لبيد، والذي سيتسلم الأسبوع القادم منصب رئيس الحكومة وفق اتفاقية التناوب مع نفتالي بينت، في حال تقرر نهائيا حل الكنيست، وعدم حدوث مفاجأة جديدة، في المرتبة الثانية بعد الليكود، وحصد 20 مقعدا مقابل 17 مقعدا كان فاز بها في الانتخابات الأخيرة.

كما سجل الاستطلاع ارتفاعا كبيرا في قوة حزب الصهيونية الدينية الذي يتزعمه المستوطن بتسليئيل سموطريتش بالتحالف مع زعيم حزب "عوتصماه يهوديت" الكهاني، إيتمار بن غفير، إذ حصل، بحسب الاستطلاع، على 10 مقاعد.

ومع ارتفاع قوة حزبي الليكود والصهيونية الدينية، فإن عدد معسكر مؤيدي نتنياهو يرتفع من 52 مقعدا في الكنيست الحالي إلى 59 مقعدا، لكنه مع ذلك لن يكون قادرا على تشكيل ائتلاف حكومي من 61 مقعدا، وفقا ما ينص عليه القانون لتشكيل حكومة جديدة. 

في المقابل، تتراجع قوة المعسكر المناهض لنتنياهو والمشكل أساسا من 7 أحزاب صهيونية يهودية بين أقصى اليمين الديني يمثلها حزب "يمينا" الذي يقوده رئيس الحكومة الحالية، نفتالي بينت، وحزب ميرتس في أقصى اليسار، والذي تنبأ الاستطلاع بعدم تمكنه من اجتياز نسبة الحسم، وبالتالي اختفائه من الخريطة الحزبية. 

ويحصل المعسكر المناهض لنتنياهو مجتمعا (بدون القائمتين العربيتين: القائمة المشتركة بقيادة أيمن عودة وقائمة الحركة الإسلامية بقيادة منصور عباس) على 51 مقعدا. وتحصل القائمتان العربيتان المذكورتان على 10 مقاعد؛ ستة للقائمة المشتركة بقيادة أيمن عودة وأربعة للحركة الإسلامية بقيادة منصور عباس.

وحتى في حال قررت الحركة الإسلامية الانضمام لحكومة قادمة مع نفس معسكر الحكومة الحالية، فإن هذا المعسكر لا يصل هو الآخر إلى أغلبية من 61 صوتا بل يتراجع إلى 55 مقعدا.

وتنذر هذه النتائج، في حال تُرجمت إلى نتائج فعلية في الانتخابات القادمة بعودة الحلبة الحزبية الإسرائيلية إلى نفس النقطة التي كانت فيها عندما قرر نتنياهو في أواخر العام 2018 حل حكومته والذهاب لانتخابات جديدة جرت في إبريل/ نيسان من العام 2019.

وأسفرت انتخابات إبريل/نيسان 2019 عن حالة عجز حالت دون تشكيل حكومة، لا من قبل نتنياهو ولا من قبل خصومه، وتكرر إجراء الانتخابات في 17 سبتمبر/أيلول من نفس العام 2019، ومرة أخرى فشلت جهود تشكيل حكومة جديدة، ثم جرت انتخابات في الثاني من مارس/آذار 2020 أسفرت بشكل مفاجئ عن تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد أن انشق بني غانتس عن تحالفه مع يئير لبيد بعد تكليفه بتشكيل الحكومة بفعل توصية المعسكر المناهض لنتنياهو عليه، بمن في ذلك القائمة العربية المشتركة، بقيادة أيمن عودة، قبل انشقاق الحركة الإسلامية عنها.

ولم يدم عمر الكنيست الـ23 وحكومة الوحدة المشتركة بقيادة نتنياهو وبني غانتس لأكثر من عام وانفضت في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه بعد فشلها في تمرير ميزانية الدولة. 

وفي مارس/آذار من العام الماضي، جرت آخر انتخابات في إسرائيل هي الرابعة منذ حل نتنياهو حكومته عام 2018، وأسفرت الانتخابات لأول مرة عن إمكانية لتشكيل حكومة بديلة لحكومة نتنياهو، بعد أن توافقت أحزاب اليمين واليسار الصهيوني المناهضة لنتنياهو والقائمة المشتركة بقيادة أيمن عودة على زعيم ييش عتيد، يئير لبيد، لتشكيل حكومة جديدة بقيادة نفتالي بينت، شاركت فيها قائمة عربية هي القائمة الموحدة بقيادة رئيس الحركة الإسلامية الجنوبية منصور عباس لأول مرة في تاريخ إسرائيل. 

وتمكنت هذه الحكومة الهجينة في تركيبها بين يمين استيطاني ديني يمثله نفتالي بينت ويمين ليبرالي علماني متطرف يمثله غدعون ساعر، ويسار اشتراكي يمثله حزبا العمل وميرتس وقائمة إسلامية من الصمود سنة و7 أيام منذ منحها الثقة من قبل الكنيست في 13 يونيو/حزيران من العام الماضي، وحتى إعلان رئيسها نفتالي بينت، أمس قرار الاتجاه لحل الكنيست والذهاب لانتخابات هي الخامسة في إسرائيل منذ انتخابات إبريل نيسان 2019.