اختبار قوة بين فنزويلا وغويانا مرتبط بأزمة منطقة إيسيكيبو

اختبار قوة بين فنزويلا وغويانا مرتبط بأزمة منطقة إيسيكيبو

30 ديسمبر 2023
عرض القوة العسكرية لفنزويلا جاء رداً على وصول السفينة البريطانية لغويانا (فرانس برس)
+ الخط -

يندرج عرض القوة العسكرية لدولة فنزويلا، قرب غويانا المجاورة لها، أمس الجمعة، باعتباره رداً من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على وصول سفينة بريطانية إلى سواحل المستعمرة السابقة، في إطار برنامجه الوطني إذ يسعى لإعادة انتخابه في 2024، كما يخوض مفاوضات مع واشنطن لتخفيف العقوبات التي تثقل كاهل بلاده، كما يرى خبراء.

وعرض التلفزيون لقطات ظهرت فيها طائرات حربية وفرقاطات عسكرية تنتشر قرب غويانا التي تطالب كراكاس بالسيادة على منطقة إيسيكيبو فيها.

ويرى خبراء أن هذا العرض العسكري الذي يظهر فيه مادورو وهو يصدر أوامر، يهدف إلى الردّ على وصول سفينة الدورية التابعة للبحرية الملكية البريطانية، أمس الجمعة، إلى مياه المستعمرة البريطانية السابقة، لكنه يفترض ألا يؤدي إلى نزاع مسلح.

الانتشار 

حشدت فنزويلا 5682 مقاتلاً، في إطار هذا الانتشار "الدفاعي" الذي شاركت فيه مقاتلات "إف-16"، وسوخوي وسفن حربية وزوارق دورية في أعالي البحار، وزوارق صواريخ وآليات برمائية.

ويعتبر مادورو وصول السفينة الحربية البريطانية "إتش إم إس ترينت" إلى المياه الإقليمية لغويانا "استفزازاً وتهديداً من المملكة المتحدة ضد السلام وسيادة بلاده". وردت لندن بالقول إن "المناورات الفنزويلية غير مبررة ويجب أن تتوقف".

وكانت غويانا قد حاولت التقليل من أهمية وصول سفينة الدورية، مؤكدة أنه يندرج في إطار تدريبات "روتينية" مخطط لها منذ فترة طويلة، لكنها لم تلغ المناورات العسكرية المشتركة. وأعربت البرازيل عن "قلقها"، أمس الجمعة، داعية جارتيها إلى "تجنب استعراضات القوة العسكرية".

تهور؟

وقالت الخبيرة العسكرية روكيو سان ميغيل، التي تنتقد عادة نظام مادورو، إن "وجود زورق الدورية هو سلوك متهور يجبر فنزويلا على الرد كما فعلت حتى الآن"، مضيفة أن "التصعيد العسكري يعتمد على تحركات هذه السفينة البريطانية في مياه لم يتم ترسيم حدودها بعد".

من جهته، يرى غاري بيست، رئيس الأركان السابق للقوات المسلحة لغويانا، العكس، إذ قال: "ليس هناك أي أمر غير عادي، وهذا ليس تهديداً لسيادة فنزويلا". وأضاف أن "سفناً أخرى عبرت المنطقة في إطار نظام الأمن الإقليمي"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه "يتفهم أن ترى فنزويلا في ذلك استفزازاً".

مفاوضات 

تصاعد التوتر بين عاصمة البلدين، كراكاس وجورجتاون، بعدما أطلقت غويانا مناقصات لامتيازات نفطية في سبتمبر/ أيلول، ثم تنظيم فنزويلا رداً على ذلك في الثالث من سبتمبر/ كانون الأول استفتاء بشأن ضم منطقة إيسيكويبو الغنية بالنفط والثروات الطبيعية.

وتبلغ مساحة هذه المنطقة التي تديرها غويانا وتطالب بها فنزويلا 160 ألف كيلومتر مربع، ويعيش فيها نحو 125 ألف شخص يمثلون خُمس سكان غويانا، وهي تشكل ثلثي مساحة البلاد.

وتصر فنزويلا على أن نهر إيسيكويبو يجب أن يكون الحدود الطبيعية كما كان في عام 1777 خلال فترة الإمبراطورية الإسبانية.

لكن غويانا تقول إن "الحدود التي يعود تاريخها إلى الحقبة الاستعمارية الإنكليزية، أقرت في عام 1899 من قبل محكمة تحكيم في باريس"، وتدافع لندن أيضاً عن هذا الموقف. وتجري حالياً إجراءات تسوية أمام محكمة العدل الدولية، لكن فنزويلا لا تعترف بالهيئة القضائية العليا للأمم المتحدة.

وتعهد الرئيس مادورو ونظيره الغوياني عرفان علي، خلال اجتماع عقد في 14 ديسمبر/ كانون الأول الماضي بـ "عدم استخدام القوة"، لكن كلا من البلدين تمسك بموقفه.

ملفات موازية

 ويرى بيست أن ردة فعل مادورو مرتبطة بالسياسة الداخلية أيضاً مع سعيه للفوز بولاية ثالثة في الانتخابات الرئاسية في 2024، ويقول إنه "استعراض للقوة ولخطاب طنان لإبقاء النار مشتعلة في البلاد في مواجهة المعارضة، وبالتالي شغل الساحة الإعلامية بقضية تثير تعبئة".

وهناك لاعب مهم آخر في هذه المواجهة هو الولايات المتحدة التي تتفاوض معها فنزويلا في الأسابيع الأخيرة، لمحاولة التوصل إلى رفع نهائي للعقوبات التي تثقل كاهل البلاد التي تمتلك أكبر احتياطيات نفطية في العالم.

وتكشف عملية تبادل الأسرى التي جرت الأسبوع الماضي أن الحوار مستمر، حيث جاءت هذه الخطوة بعد رفع العقوبات الأميركية مؤقتاً لمدة ستة أشهر، إثر اتفاق بين القوى والمعارضة على وجود مراقبين خلال انتخابات 2024 التي لم يجر تحديد موعدها الدقيق بعد.

والولايات المتحدة هي المشغل الرئيسي للمنشآت النفطية في غويانا، وكانت مهيمنة مع شركة شيفرون في فنزويلا.

(فرانس برس)

المساهمون