احتجاجات ثلاثية مرتقبة ببغداد والصدر يدعو أنصار "الإطار" لدعم حراكه

احتجاجات مرتقبة في بغداد.. ومقتدى الصدر يدعو أنصار "الإطار" لدعم حراكه

12 اغسطس 2022
تأتي التظاهرات في ذروة المأزق السياسي في العراق (Getty)
+ الخط -

دعا زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر أنصار تحالف "الإطار التنسيقي"، الذين يستعدون للخروج بتظاهرة أمام المنطقة الخضراء، عصر اليوم الجمعة، تلبية لدعوة زعاماتهم؛ إلى دعم اعتصام أتباعه وتظاهراتهم الداعية لحل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة و"مكافحة الفساد".

يأتي ذلك وسط دعوات من قبل المنصات التابعة لـ"الإطار التنسيقي" لتحشيد الشارع بشكل مكثّف، حيث دعت أنصارها في كل المحافظات والعشائر و"عموم الشعب" للتجمع في بغداد، لأجل ما أسمته "حماية الدولة"، وأن تخرج بتظاهرات عند بوابة المنطقة الخضراء، التي يعتصم داخلها أنصار الصدر.

وقال الصدر في بيان له: "حسب فهمي، فإننا وجماهير الإطار لا نختلف على وجود الفساد، واستشرائه في البلاد، وإن اختلفنا مع قياداته في ذلك، فإن فسطاط الإصلاح (أنصار الصدر) في تظاهراته إنما يتظاهر من أجلكم أيضاً يا جماهير الإطار، فالعجب كل العجب من عدم مناصرتكم لنا من أجل إنقاذ الوطن، الذي وقع أسير الاحتلال والإرهاب والفساد"، داعياً إياهم لأن "تكون تظاهراتكم نصرة للإصلاح لا نصرة لهيبة الدولة والحكومات التي توالت على العراق بلا أي فائدة ترتجى".

وأضاف: "ألا تريدون كرامتكم وحريتكم وأمنكم ولقمتكم وسلامتكم وصلاحكم، كما نحن نطالب؟"، مذكراً إياهم بعدم مواجهة تظاهراتهم نهاية العام الماضي على ما اعتبروه تزوير الانتخابات بتظاهرات مماثلة.

وطالب الصدر جمهور قوى "الإطار التنسيقي"، المدعوم من طهران، أن تكون "مظاهراتكم سلمية ولتحافظوا على السّلم الأهلي"، مضيفاً أن "أيدينا ممدودة لكم يا جماهير الإطار دون قياداته، لنحاول إصلاح ما فسد، وإن رفضتم.. فنحن ماضون بالإصلاح طاعة لله وحباً بسيد الإصلاح وحباً بالوطن".

وكان المقرّب من الصدر، أو ما يسمى بـ"وزير الصدر"، قد دعا أنصار التيار في عموم المحافظات العراقية إلى الخروج بتظاهرات، كل في محافظته، بتوقيت تظاهرات أنصار "الإطار" نفسه، لـ"إغاظة الفاسدين"، مؤكداً "الاستمرار بالاعتصام".

وفي كلمة له، قال ممثل الصدر، مهند الموسوي، خلال خطبة الجمعة الموحدة، التي أقيمت اليوم في بغداد داخل المنطقة الخضراء بحضور الآلاف من أعضاء التيار الصدري، إن المتظاهرين "خرجوا لرسم ملامح العراق المقبلة"، معتبراً أن "الثورة بمثابة بارقة أمل وفرصة لإنقاذ العراق من الفساد"، ودعا المعتصمين إلى "الاستمرار على اعتصامهم حتى تحقيق المطالب".

احتجاجات ثلاثية مرتقبة في بغداد

وكانت العاصمة العراقية بغداد قد استيقظت، صباح اليوم الجمعة، على إجراءات أمنية بالتزامن مع استعدادات للخروج بتظاهرات لأنصار التيار الصدري و"الإطار التنسيقي"، وأخرى للحزب الشيوعي، ما دفع باتجاه اتخاذ إجراءات لتأمين المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، والتي يعتصم داخلها أنصار مقتدى الصدر، وسط مخاوف من حصول احتكاكات وصدامات.

ولم تكن تظاهرات أنصار "التنسيقي" الأولى، التي خرجت الاثنين قبل الماضي، في المستوى المطلوب لقيادة التحالف من ناحية العدد، حيث سارعت إلى إنهائها بعد نحو ساعتين من انطلاقها، فيما بدأت التحشيد لتظاهرات اليوم التي تريد أن تكون أقوى في إطار استعراض للقوة.

وتأتي التظاهرات في ذروة المأزق السياسي في العراق، والذي وصل إلى حد اللاعودة واللاحل، بعد أن حدد زعيم التيار الصدري مهلة للسلطة القضائية حتى نهاية الأسبوع المقبل لاتخاذ قرار بحلّ البرلمان، ملوّحاً بـ"إجراءات أخرى" بخلاف ذلك، وهو ما يقطع الطريق بشكل نهائي أمام "الإطار التنسيقي" الذي يعد نفسه "الكتلة الكبرى" برلمانياً، ويأمل بتشكيل الحكومة الجديدة.

ومما يزيد الترقّب أنّ "التنسيقي" يعتبر هذه التظاهرات فرصة أخيرة لإثبات وجوده في الشارع، لا سيما أنّ الصدر استطاع إثبات شعبيته بقوة، بعد أن حشد الآلاف من أنصاره ومن العشائر الموالية له داخل المنطقة الخضراء، وفي عموم المحافظات.

تقارير عربية
التحديثات الحية

أحد أنصار الصدر، من محافظة ميسان (جنوب)، ويدعى مازن الساعدي، أكد لـ"العربي الجديد" أنّ المئات في محافظته من المنتمين للتيار الصدري، ومن العشائر، و"أبناء الشعب" استعدوا للخروج في تظاهرات تلبية لدعوة الصدر، مشدداً على أنّ "تظاهراتنا سلمية، وهي ضد الفساد والفاسدين، وهذا ما يكسبها شعبية واسعة".

وأشار الساعدي إلى أنّ "الحشود ستخرج في عموم المحافظات في الوقت المحدد، وقد تم التنسيق واتخاذ الاستعدادات اللازمة".       

وعلى الطرف الثالث، وفي ظل هذا التصعيد، دعا الحزب الشيوعي العراقي أنصاره أيضاً إلى التظاهر في ساحة الفردوس في بغداد، وعلى ما يبدو فإنّ مطالبه مشابهة لمطالب الصدريين.

وقال سكرتير الحزب، رائد فهمي، في تغريدة له: "نهج المحاصصة ومنظومته السياسية الحاضنة للفساد أوصلت العملية السياسية إلى الانسداد.. التغيير الشامل نحو دولة المواطنة بات ضرورة. يتحقق سلمياً عبر حل البرلمان وانتخابات مبكرة وتشكيل حكومة انتقالية"، مؤكداً أنّ "تظاهرة الجمعة في ساحة الفردوس ملتقى لكل متطلع إلى عراق خال من المحاصصة والفساد والمليشيات".

تكثيف الوجود الأمني

في موازاة ذلك، قال ضابط في قيادة عمليات بغداد إنّ "الاستعدادات الأمنية اتخذت منذ ليل أمس الخميس، إذ تم تكثيف الوجود الأمني في داخل ومحيط المنطقة الخضراء، والتشديد أكثر عند بوابة الجسر المعلق الذي تم إغلاقه (وهو المكان الذي يريد أنصار التيار التظاهر عنده)".

وأكد الضابط، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أنّ "التوجيهات العليا أكدت أن تبقى الأجهزة الأمنية على أهبة الاستعداد، وانتظار التعليمات والتوجيهات التي ستصل تباعاً".

وأشار إلى أنّ "قرار قطع الطرق والجسور قد يتخذ في الساعات المقبلة، بحسب المعطيات"، مؤكداً أنه "نشرت مفارز ثابتة ومتحركة في محيط الخضراء والطرق المؤدية إليها".

الباحث في الشأن السياسي العراقي، شاهو القرة داغي، علّق في تغريدة له بالقول إنّ "تظاهرات الإطار التنسيقي ستكون بعنوان (الشعب يحمي الدولة)، بينما التيار الصدري يهدف من خلال تجمّعاته إلى إغاظة الفاسدين، كما يقول، فهل ستنتهي الأمور إلى حماية الدولة وإبعاد الفاسدين، أم إعادة توزيع الحصص من جديد؟".

ومن المقرر أن تكون التظاهرات في وقت واحد، وهو الخامسة عصراً بتوقيت بغداد، وسط مخاوف من حصول عمليات احتكاك وصدام بين المتظاهرين.