إيران تتهم وكالة الطاقة الذرية بالانحياز والتسييس

إيران تتهم وكالة الطاقة الذرية بالانحياز والتسييس قبل أيام من الجولة السادسة لمحادثات فيينا

08 يونيو 2021
لن تتحرّك الدول الغربية حالياً ضد إيران في مجلس المحافظين (بهروز مهري/فرانس برس)
+ الخط -

علّق المندوب الإيراني الدائم في المنظمات الدولية بفيينا، كاظم غريب أبادي، اليوم الثلاثاء، على أحدث تقارير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية مانويل غروسي، عن أنشطة بلاده النووية، برفضه، واتهامه بممارسة الانحياز والتسييس.

وقال غريب أبادي، وفق ما أورده التلفزيون الإيراني، إن "مواقف غروسي تنمّ عن توجه الوكالة الأحادي في تعاملاتها مع إيران، وتجاهل مستوى التعاون بين الطرفين"، مؤكداً أن "هذا التوجه من شأنه أن يشكل مانعاً أمام علاقات الطرفين مستقبلاً".

ورأى المسؤول الإيراني أن تقرير الوكالة الذي صدر أمس الاثنين "يتعارض مع سجل التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية"، قائلاً إنه "يفتقد المصداقية لأنه اعتمد على مصادر غير موثوق بها وغير مقنعة، ولا يعكس جميع أبعاد التعاون والتقدم الحاصل".

ودعا غريب أبادي الوكالة الدولية إلى "تجنب أي أجندة سياسية، واتخاذ موقف شفاف تجاه التهديد الذي يمثله البرنامج النووي الإسرائيلي"، قائلاً إن "بقاء الكيان الصهيوني خارج عضوية معاهدة حظر الانتشار النووي أمر غير مقبول".

وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعرب، أمس الاثنين، في بيان، خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة، عن "قلق عميق" لعدم رد إيران على "أي من أسئلة الوكالة" حول العثور على آثار اليورانيوم في ثلاثة مواقع وآثار مواد نووية في مكان رابع. وأضاف أن "عدم حصول تقدم في خلق الشفافية، وعدم الردّ على أسئلة الوكالة من قبل إيران، قد أثر بشكل جاد في قدرتها على التحقق من سلمية البرنامج النووي الإيراني"، محذراً من أن طهران قد وصلت إلى مستوى عالٍ من تخصيب اليورانيوم على نحو بات قريباً من مرحلة إنتاج سلاح نووي.

وأعرب غروسي عن أمله في وصول مباحثات فيينا النووية إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي، متحدثاً عن تقدم فيها.

والتأم مجلس محافظي الوكالة الدولية المكوّن من 35 دولة، أمس الاثنين، على أن يواصل اجتماعه حتى الجمعة المقبل. ويتصدر الملف الإيراني أجندة هذا الاجتماع.

لكن الدول الغربية في الوقت الراهن ليست بصدد التحرك ضد إيران في مجلس المحافظين لاستصدار قرار بشأن برنامجها النووي بناءً على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتصريحات مديرها العام رافايل غروسي، وذلك خشية أن يسبب هذا الموقف انهيار مباحثات فيينا، ولمنح الفرصة لها، على أمل أن تفضي هذه المفاوضات إلى نتيجة لعودة الرقابة الدولية المشددة على برنامجها النووي.

وفي السياق، نقلت وكالة "رويترز"، الجمعة، عن دبلوماسيين، أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة لن تضغط لاستصدار قرار ضد إيران في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رغم فشل طهران في تقديم تفسيرات لجزيئات اليورانيوم التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع، حتى تتفادى الإضرار بمحادثات فيينا.

ومن الممكن أن يترتّب عن أي قرار تصعيد للتوتر بين طهران والغرب، يعرّض محادثات إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 للخطر.

وفي الاجتماع ربع السنوي الأخير لمجلس المحافظين الذي يتألف من 35 دولة، أعدت القوى الأوروبية الثلاث، بتأييد من الولايات المتحدة، مشروع قرار ينتقد طهران، لكنها لم تقدمه رسمياً، مع إعلان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محادثات جديدة.

وبموازاة نشر الوكالة الدولية تقريرها حول إيران، وقع أمس سجال غير مباشر بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن، بعد تصريحات للأخير خلال جلسة استماع في الكونغرس الأميركي، قال فيها إن بلاده "لا تزال لا تعلم إن كانت إيران لديها رغبة واستعداد للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة" الموقعة عليها عام 2015. وأضاف أن مفاوضات فيينا لم تصل بعد إلى مرحلة الامتثال مقابل الامتثال بالتعهدات، مؤكداً أن "إيران، في حال مواصلة انتهاكاتها للاتفاق النووي، يمكنها إنتاج سلاح نووي خلال أسابيع".

وسرعان ما رد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على بلينكن، قائلاً إنه "ليس واضحاً بعد ما إذا كان الرئيس الأميركي (جو بايدن) وبلينكن مستعدين لوضع سياسة الضغط الأقصى لـ(الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب و(وزير خارجيته مايك) بومبيو جانباً، ووقف استخدام الإرهاب الاقتصادي أداةَ ضغط للمساومة أو لا".

وتأتي التطورات الجديدة حول ملف إيران النووي، قبل أيام من انطلاق الجولة السادسة لمباحثات فيينا، نهاية هذا الأسبوع.

وبدأت مباحثات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي بواسطة أطراف الاتفاق، المكونة من روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، في الثاني من إبريل/ نيسان الماضي، وعُقدت خمس جولات حتى الآن بهدف إحياء الاتفاق النووي، من خلال عودة واشنطن إلى الاتفاق ورفعها العقوبات المفروضة على إيران وعودة الأخيرة إلى التزاماتها النووية.