إصابات خلال تصدي الفلسطينيين لمحاولات إقامة بؤرة استيطانية بالأغوار

إصابات خلال تصدي الفلسطينيين لمحاولات إقامة بؤرة استيطانية في الأغوار

24 يوليو 2021
من المواجهات مع المستوطنين اليوم في قرية تياسير (Getty)
+ الخط -

أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح متفاوتة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، خلال مواجهات على مشارف قرية تياسير بمحافظة طوباس، شمال شرقي الضفة الغربية المحتلة، خلال تصديهم لمجموعات من المستوطنين سيطرت على معسكر تياسير الذي أخلاه جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 2013، بنية إقامة "بؤرة استيطانية" في الموقع.

وقال مسؤول ملف الاستيطان في طوباس والأغوار معتز بشارات، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ست إصابات بالرصاص وأخرى اختناقًا بالغاز المسيل للدموع وقعت في صفوف الفلسطينيين الذين حاولوا الوصول إلى المعسكر لطرد المستوطنين، حيث تمكنوا من إحراق عدة خيام تعود لهم".

وأشار بشارات إلى أنّ "جيش الاحتلال قمع الفلسطينيين بعنف كبير، حيث أطلق الرصاص الحي والمطاطي والغاز تجاههم".

جاء هذا في وقت يتواصل توافد المستوطنين مع قطعان من الأبقار إلى معسكر تياسير الذي يقع شرقي مدينة طوباس شمالي الضفة، والذي كانت قوات الاحتلال قد أخلته عام 2013، في محاولة لتحويله إلى "بؤرة استيطانية"، نظراً لموقعه الاستراتيجي، على مشارف الأغوار الشمالية الفلسطينية.

ووصلت، قبل يومين، خمس عائلات من المستوطنين إلى المعسكر الذي يتكون من عدة غرف كبيرة مهجورة، كما وصلت اليوم عائلات أخرى، حيث بدأت بإعادة تأهيله للمبيت فيه، كما أحضرت معها صهاريج مياه، وهو ما يؤكد نيتها السيطرة عليه، في وقت تتعمد فيه قوات الاحتلال إغلاق حاجز تياسير القريب من المعسكر، والذي يربط بين طوباس والأغوار الشمالية، بشكل تعسفي من حين إلى آخر، ما يحول دون وصول الفلسطينيين إلى الموقع لحمايته ومنع وضع المستوطنين اليد عليه.

ويعود تاريخ إنشاء المعسكر الذي أطلق عليه اسم القرية الفلسطينية القريبة منه "تياسير" إلى 1992 على مساحة 16 دونماً من الأراضي التي تصنف بأنها خزينة المملكة الأردنية الهاشمية، وتم إخلاؤه من جيش الاحتلال، مع ترك المباني قائمة.

ويتجاوز عدد سكان قرية تياسير ثلاثة آلاف نسمة، حيث عانوا على مدار عقود من نيران معسكرات الاحتلال ومستوطناته، وأصيب واستشهد عدد منهم بسبب الألغام وتدريبات الجنود.

وقال الباحث الحقوقي عارف دراغمة، لـ"العربي الجديد"، إنّ إقامة بؤرة استيطانية في المكان "تعني سيطرة المستوطنين على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والرعوية، وقطع الطريق بشكل نهائي نحو الأغوار الشمالية، إذ يعد الحاجز المقام هناك البوابة الرئيسية التي يسلكها الفلسطينيون للوصول إلى عشرات البلدات والقرى والخرب في الأغوار".

وكانت قوات الاحتلال قد نصبت هذا الحاجز مع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، حيث احتل موقعاً استراتيجياً في منطقة جغرافية تشبه عنق الزجاجة، وليس هناك من سبيل للمتوجهين للأغوار أو المغادرين لها بدخول المنطقة إلا عن طريقه؛ بسبب التضاريس الجغرافية الجبلية الصعبة هناك، وقد فرضت سلطات الاحتلال من خلاله حدودًا بالأمر الواقع، فعزلت الأغوار عن امتدادها الطبيعي في الضفة الغربية، وفق دراغمة.

وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنّ مجموعة من المستوطنين وصلت، نهاية الأسبوع الماضي، مع قطيع كبير من الأبقار إلى قاعدة عسكرية إسرائيلية مهجورة شمال غور الأردن، وتمركزت فيها.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الأشهر الماضية شهدت إنشاء موقعين استيطانيين آخرين قرب المدخل الشرقي لقرية العقبة، بالإضافة إلى بؤرة استيطانية ثالثة في محمية "أم زوكا" المتاخمة لمعسكر إسرائيلي في الأغوار الشمالية.

وأوضحت الصحيفة أن المواقع الاستيطانية تلك تشهد عمليات توسع مستمرة، في ظل ما يقدمه لها جيش الاحتلال من مساعدة لها، حيث يزودها بإمدادات المياه من معسكراته.

على صعيد منفصل، اعتدى مستوطنون، اليوم السبت، على صحافيين أثناء وجودهم في منطقة تل الرميدة وسط مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، ومنعوهم من مواصلة عملهم.

إلى ذلك، أصيب فلسطيني بجروح ورضوض في رأسه باعتداء للمستوطنين بالحجارة، وبحماية جنود الاحتلال الإسرائيلي، على منازل الفلسطينيين في قرية التوانة بمسافر يطا جنوبي الخليل، وفق ما أفاد به منسق لجان الحماية والصمود في جبال جنوب الخليل فؤاد العمور.

كذلك، اعتدى مستوطنون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، على فريق هيئة تسوية الأراضي، واستولوا على جهاز خرائط (GPS) كان بحوزتهم، أثناء عملهم شرقي يطا جنوبي الخليل، وفق العمور.

من جانب آخر، هاجمت مجموعة من المستوطنين، اليوم السبت، منزلاً على مدخل قرية قريوت جنوبي نابلس شمالي الضفة، لكن الأهالي تصدوا لهم، وفق ما أفاد به الناشط في مقاومة الاستيطان بشار القريوتي.

إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، الأسير المحرر محمد شراكة من مخيم الجلزون شمالي رام الله وسط الضفة.

المساهمون