إسرائيل تخرب الجهود الدولية للتوصل لتهدئة في غزة

إسرائيل تخرب الجهود الدولية للتوصل لتهدئة في غزة

13 مايو 2021
دمّرت قوات الاحتلال 5 مبانٍ في بلدة بيت لاهيا على ساكنيها (مصطفى حسونة/الأناضول)
+ الخط -

في ذروة الاتصالات الدولية والإقليمية لدفع الأوضاع في قطاع غزة للهدوء والعودة إلى تثبيت وقف إطلاق النار، أقدمت الطائرات الحربية الإسرائيلية على تدمير 5 مبانٍ في بلدة بيت لاهيا شمالاً على ساكنيها، ما أدى لاستشهاد فلسطيني وزوجته وطفل، وسقوط عشرات الإصابات.

المكان المستهدف بالقصف كان شارعاً عاماً وليس به أي مقر أمني ولا مواقع للمقاومة، ما يعطي مؤشراً على أنّ الاحتلال كان يحاول تنفيذ عملية اغتيال لكنها لم تحقق أهدافها، وقد كان القصف بالطيران الحربي والمُسيّر والدبابات.

وكان القصف الإسرائيلي، الذي تزامن مع فرصة غير معلنة، أعطتها المقاومة للوسطاء لدفع الاحتلال الإسرائيلي للهدوء، بمثابة رسالة رفض للجهود الدولية والإقليمية.

وكانت المقاومة، وبشكل غير معلن لكنه يبدو منسقاً في ما بين الفصائل، قد توقفت عن قصف المستوطنات والمدن الإسرائيلية لنحو ساعتين عند مساء أمس الأربعاء، بالتزامن مع تصاعد الحراك الدولي والإقليمي للوصول إلى التهدئة، قبل أنّ ترد اسرائيل على هذا كله بتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها.

وتحوّل وسط شارع بيت لاهيا العام إلى كومة من الحطام، بعدما استهدف الاحتلال المنازل ودمرها على ساكنيها، وطاول القصف محال تجارية وبوابة مقر الصيانة لشركة توزيع الكهرباء القريب من المكان، في مشهد دامٍ ورسالة إسرائيلية قاسية كالعادة ضد المدنيين العزل.

وعادت المقاومة للردّ على الاحتلال الإسرائيلي وتجاهله للوساطات الدولية، بإطلاق عشرات الرشقات الصاروخية على تل أبيب وعسقلان ومستوطنات "غلاف غزة"، في تأكيد على رسالتها الأولى بأنّ توقف التصعيد في القطاع يجب أن يكون متزامناً.

ويشابه الوضع الحالي تماماً ما جرى في العام 2014، عندما توافق الوسطاء مع المقاومة والاحتلال على إعطاء فرصة لجهود تثبيت وقف إطلاق النار، لكن الاحتلال الإسرائيلي استهدف في حيّ النصر شمالي مدينة غزة منزلاً، في محاولة لاغتيال القائد العام لكتائب "القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس" محمد الضيف، ما أعاد المنطقة للاشتعال من جديد.

وعلى الرغم من تعثر جهود الوسطاء حتى الآن، إلا أن الاتصالات مع المقاومة، وخصوصاً حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" مستمرة للعودة إلى وقف إطلاق النار، وفق مصادر "العربي الجديد"، ولا تزال الفصائل عند موقفها الأول من أن يشمل هذا الوقف لإطلاق النار في غزة، وقف كل الممارسات العدوانية الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة.

المساهمون