إدانات لاغتيال الاحتلال الإسرائيلي الصحافية شيرين أبو عاقلة: "طمس للحقيقة"

القدس المحتلة

نضال محمد وتد

نضال محمد وتد
رام الله

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
11 مايو 2022
استشهاد شيرين أبو عاقلة باستهداف مباشر من الاحتلال في جنين
+ الخط -

عدّ فلسطينيون اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، الزميلة الصحافية شيرين أبو عاقلة، خلال تغطيتها عدوان الاحتلال على مخيم جنين، شمالي الضفة، أحد محاولات الاحتلال "طمس الحقيقة". فيما حاول الجانب الإسرائيلي التنصل من الجريمة بزعم أنّ أبو عاقلة استشهدت بنيران من وصفهم بـ"مسلحين فلسطينيين".

ونعى أهالي جنين ومخيّمها وكافة الفصائل الفلسطينية، الشهيدة، وجابوا في مسيرة شعبية شوارع المخيم والمدينة، خلال نقل جثمانها باتجاه مستشفى النجاح في مدينة نابلس، لإجراء فحوص ما قبل دفن الجثمان. وأوقف أهالي بلدة سيلة الظهر الموكب الذي كان ينقل الجثمان، وجابوا به في مسيرة شوارع البلدة.

وبعد إتمام الإجراءات اللازمة في مستشفى النجاح، نقل جثمان أبو عاقلة إلى رام الله، حيث سيلقي زملاؤها نظرة الوداع عليها في مكتب قناة "الجزيرة". ويوم غد الخميس، سيخصّص لها تشييع رسمي بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مقر الرئاسة برام الله.

وأعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينت أنه يساند جنود جيش الاحتلال، مدعياً في الوقت نفسه أنّ أبو عاقلة استشهدت بنيران "مسلحين فلسطينيين خلال الاشتباكات في مخيم جنين".

وقال بينت، في بيان عمّمه مكتبه على وسائل الإعلام الإسرائيلية، إنّ "رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوجه الاتهامات لإسرائيل بدون أي أسس". وزعم بينت "أنه وفقاً للمعطيات المتوفرة لدينا الآن، فهناك احتمال لا بأس به أنّ فلسطينيين مسلحين ممن أطلقوا النار بشكل عشوائي هم من أدوا إلى مقتل الصحافية المؤسف"، على حد قوله.

وزعم بينت في بيانه أنه تم توثيق مسلحين فلسطينيين وهم يصرخون "أصبنا جندياً وهو على الأرض بالرغم من أنه لم يصب أي جندي"، وهو ما يؤشر، بحسب زعم رئيس حكومة الاحتلال، لإمكانية أن "يكونوا هم من أصابوا الصحافية".

وكرر بينت، إضافة إلى وزير خارجيته يئير لبيد، الدعوة لما يسميه بـ"فحص وتشريح مشترك" لجثمان الشهيدة أبو عاقلة "بغية الوصول للحقيقة".

ويتمسك بينت وجيش الاحتلال بادعائهم بأنه لا يمكن التأكد من هوية من أطلق النار على أبو عاقلة، وأنّ العملية "كانت شائكة ومعقدة"، ضمن محاولات التنصل من مسؤولية الاحتلال عن الجريمة، ومحاولة كسب الوقت لترتيب رواية كاذبة عن اغتيال أبو عاقلة علماً أنّ صحافياً آخر كان يرافقها، هو علي السمودي، أصيب هو الآخر بنيران في ظهره.

وفي هذا الصدد، نفى عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ورئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية، حسين الشيخ، تلقي طلب من الاحتلال الإسرائيلي لإجراء تحقيق بشأن اغتيال أبو عاقلة.

وكتب في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر": "ننفي ما اعلنه رئيس حكومة الاحتلال عن توجههم للسلطة الفلسطينية باجراء تحقيق في اغتيالها".

وفيما حمل الشيخ بدوره الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية اغتيال مراسلة "الجزيرة"، أكد أن السلطة الفلسطينية ستحول هذا الملف إلى محكمة الجنايات الدولية.

الرئاسة الفلسطينية: الاحتلال يستهدف طمس الحقيقة

في المقابل، أدانت الرئاسة الفلسطينية "جريمة إعدام" قوات الاحتلال الإسرائيلي الصحافية شيرين أبو عاقلة، محمّلة الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة".

وشدّدت الرئاسة الفلسطينية، في بيان لها، على أنّ "جريمة إعدام الصحافية أبو عاقلة، وإصابة الصحافي علي السمودي، جزء من سياسة الاحتلال باستهداف الصحافيين لطمس الحقيقة وارتكاب الجرائم بصمت".

وقدّمت الرئاسة الفلسطينية أحرّ التعازي والمواساة لعائلة الشهيدة أبو عاقلة وزملائها، وحيّت الصحافيين "الفلسطينيين، الذين يواصلون القيام بواجبهم الوطني والإنساني تجاه القضية الفلسطينية العادلة بالرغم من هذا الاستهداف".

الخارجية: "امتداد لجرائم الإعدامات الميدانية"

بدورها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان صحافي، الجريمة بحق شيرين أبو عاقلة، وكذلك إصابة الصحافي علي السمودي في ظهره بجروح خطيرة، معتبرة أنّ هذه الجريمة المركبة "امتداد لجرائم الإعدامات الميدانية المتواصلة ضد أبناء الشعب الفلسطيني وضد الصحافيين بشكل خاص في محاولة إسرائيلية ممنهجة لإسكات صوت الحقيقة وللتغطية على جرائم الاحتلال ومستوطنيه ضد الشعب الفلسطيني".

وقالت الخارجية إنّ الجريمة هي "ترجمة لتعليمات المستوى السياسي في دولة الاحتلال التي حوّلت جنوده إلى مجرد آلات متحركة لقتل الفلسطينيين واستباحة حياتهم وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم".

خلال تشييع جثمان أبو عاقلة (جعفر اشتيه/ فرانس برس)
استهدفتها قوات الاحتلال برصاصة في الرأس (جعفر اشتيه/ فرانس برس)

وحملت الخارجية بينت المسؤوليةَ الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة البشعة، واعتبرت أنّ الشهيدة أبو عاقلة هي "ضحية مباشرة لإرهاب دولة الاحتلال المنظم التي تتصرف بعقلية العصابات الصهيونية، وهي ضحية ازدواجية المعايير الدولية والصمت المريب للجنائية الدولية".

أما دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني في منظمة التحرير الفلسطينية فقد طالبت، في بيان صحافي، بتحقيق دولي في جريمة إعدام الصحافية أبو عاقلة، واستهداف الصحافي السمودي، معتبرة أنّ ذلك "يشكّل منحنى خطيراً في انتهاكات قوات الاحتلال الهادفة لطمس الحقيقة ومنع نقل جرائم الاحتلال في الأرض المحتلة".

وأكدت الدائرة أنّ هذه الجريمة تستدعي تطبيق القوانين والاتفاقيات الدولية ومحاسبة حكومة الاحتلال وأركانها الأمنية والعسكرية بمقتضى ذلك أمام المحاكم الدولية، داعية المجتمع الدولي إلى "وقف الكيل بمكيالين والوقوف عند المسؤوليات التي تفرضها الاتفاقيات والقوانين الدولية التي وقعت عليها دول العالم، ومحاسبة منتهكيها وخاصة حكومة الاحتلال التي مصيرها المحتم هو المحكمة الجنائية الدولية".

بدورها، أكدت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية على ضرورة تضافر كافة الجهود من أجل محاكمة دولة الاحتلال على جرائمها بحق الصحافيين الفلسطينيين، وشددت على أنّ استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة "لحظة فاصلة لمحاكمة الاحتلال وحماية الصحافيين، ورفع الغطاء عن دولة الاحتلال في ظل استهتارها بكل القوانين الدولية وإمعانها في مسلسل اعتداءاتها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ومنظومة القوانين الدولية برمتها".

وأشارت إلى أنّ "العالم الذي احتفل قبل أيام باليوم العالمي لحرية الصحافة مطالب اليوم بإسماع صوته انتصارا للضمير الإنساني والقيم والمبادئ الأخلاقية من أجل القيام بواجبه تجاه ما يجري من جرائم من قبل دولة الاحتلال".

النيابة العامة الفلسطينية تحقق في جريمة إعدام أبو عاقلة

وأعلنت النيابة العامة الفلسطينية، في بيان صحافي، اليوم الأربعاء، أنها باشرت إجراءات التحقيق في جريمة إعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي الصحافية شيرين أبو عاقلة واستهداف الصحافي علي السمودي في مخيم جنين.

وأوضحت النيابة العامة أنها ستتابع القضية من خلال نيابة الجرائم الدولية المختصة بتوثيق الجرائم الداخلية باختصاص المحكمة الجنائية الدولية، تمهيداً لإحالتها لمكتب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية.

إلى ذلك، أعلن عن إضراب شامل في القدس، اليوم الأربعاء، حداداً على روح الشهيدة شيرين أبو عاقلة، علماً أنها من سكان المدينة.

السفارة الأميركية في القدس: نشجع على إجراء تحقيق شامل

وقالت وحدة الشؤون الفلسطينية في السفارة الأميركية في القدس، في تغريدة لها على "تويتر": "نشجع على إجراء تحقيق شامل في وفاتها وإصابة زميلها الصحافي علي السمودي"، علماً أنّ شيرين أبو عاقلة تحمل الجنسية الأميركية.

وغرد السفير الأميركي لدى إسرائيل توماس نايدز كاتباً: "حزين جداً لوفاة الصحافية الأميركية والفلسطينية شيرين أبو عاقلة. أشجع على إجراء تحقيق شامل في ملابسات وفاتها، وإصابة صحافي آخر على الأقل اليوم في جنين".

من جهته، قالت ممثلية الاتحاد الأوروبي في فلسطين، في منشور على صفحتها الرسمية على "فيسبوك": "مصدومون من مقتل مراسلة الجزيرة الصحافية شيرين أبو عاقلة خلال تغطيتها اقتحام القوات الإسرائيلية لمدينة جنين".

وأضافت "نعرب عن أعمق تعازينا لأسرتها وندعو إلى إجراء تحقيق سريع ومستقل لتقديم الجناة إلى العدالة. من الضروري ضمان سلامة وحماية الصحافيين الذين يغطون النزاعات".

الخارجية القطرية: جريمة نكراء تضاف إلى السجل البشع للاحتلال

بدورها، نددت مساعدة وزير الخارجية القطري لولوة الخاطر باستشهاد شيرين أبو عاقلة على يد الاحتلال الإسرائيلي، وكتبت في تغريدة على "تويتر": "جريمة نكراء تضاف إلى السجل البشع للاحتلال الإسرائيلي، إذ قتلوا الصحافية #شيرين_ابو_عاقلة برصاصة في الوجه وهي ترتدي سترة الصحافة وتوثق إرهابهم للمدنيين".

ذات صلة

الصورة
صندوقة خاض تجربة مريرة بسجون الاحتلال في مقتبل العُمر (العربي الجديد/Getty)

رياضة

روى المدرب الفلسطيني أيمن صندوقة، صاحب الأكاديمية الرياضية التي دمرها الاحتلال في منطقة شمال غرب القدس، لـ "العربي الجديد"، تجربته القاسية مع حلمه.

الصورة
من قصف إسرائيلي استهدف بلدة الخيام، 20 نوفمبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

ساعات عصيبة تمرّ على بلدة الخيام الاستراتيجية جنوبي لبنان، حيث تواجه إبادة إسرائيلية، إذ تتعرض منازلها ومبانيها حالياً لعمليات تفخيخ وتفجير واسعة.
الصورة
الطبيب الأميركي طلال علي خان (الأناضول)

مجتمع

أعلن الطبيب الأميركي من أصول باكستانية طلال علي خان، الذي عمل لفترة في قطاع غزة في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية، أن نظرته للحياة تغيرت جراء ما شاهده من أهوال
الصورة
مقر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، 30 إبريل 2024 (الأناضول)

سياسة

هدد مشرعون أميركيون المحكمة الجنائية الدولية بمعاقبة أفرادها وصلت إلى حد التلويح باستخدام "قانون غزو لاهاي" ضد الدول التي قد تنفذ أوامر المحكمة.