ألفا مهاجر يواصلون الانتظار على الحدود البيلاروسية البولندية

ألفا مهاجر يواصلون الانتظار على الحدود البيلاروسية البولندية.. ولوكاشينكو يتهم أوروبا برفض أي حوار حول مصيرهم

23 نوفمبر 2021
نقلت بيلاروسيا حوالى ألفي مهاجر إلى مركز لوجستي قريب من الحدود (Getty)
+ الخط -

يواصل قرابة 2000 مهاجر الانتظار في مركز لوجستي على الحدود البيلاروسية البولندية وسط ظروف صعبة أملاً في العبور إلى أوروبا، فيما اتهم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو سلطات الاتحاد الأوروبي برفض أي حوار مع مينسك حول مصيرهم.

ويتوافد ممثلو منظمات إغاثية دولية على المركز الذي يمكث فيه المهاجرون في منطقة بروزغي الحدودية بمدينة غرودنو البيلاروسية.

وفي تصريح صحافي عقب تفقد المركز، الاثنين، قال هانز كلوج، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، إنّ المهاجرين الذين التقاهم يرفضون العودة إلى بلادهم، ويرغبون في الانتقال إلى دول الاتحاد الأوروبي، لافتاً إلى أنّ المنظمة ستوفر أدوية ومستلزمات للمهاجرين لمكافحة الأمراض المزمنة.

وأشار أيضاً إلى ضرورة اتخاذ التدابير للحيلولة دون تفشي فيروس كورونا بين المهاجرين في المكان المغلق الذي يمكثون فيه.

بدوره، أكد السيناتور فيكتور ليسكوفيج، العضو في مجلس الجمهورية البيلاروسي، الذي يعمل على دعم جهود إيصال المساعدات إلى المهاجرين، خلوّ المركز من جائحة كورونا.

وأوضح أنّ المهاجرين بشكل عام تلقوا التطعيم قبل مجيئهم إلى بيلاروسيا، وأنهم أقاموا نقطة تطعيم في المركز لمن لم يتلقّ لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا، ولفت إلى أنّ الأعراض المرضية التي تظهر لدى المهاجرين بشكل عام مرتبطة ببرودة الجو.

وأفاد ليسكوفيج بأنّ هناك 22 امرأة حاملاً بين المهاجرين. ورداً على سؤال لوكالة "الأناضول"، فيما إذا كانوا يعتزمون إقامة حمامات لاغتسال المهاجرين، قال إنهم يخططون لذلك.

من جهته، قال الأمين العام للصليب الأحمر البيلاروسي، ديميتري شيفتسوف، توزيع نحو 53 ألف طن من المساعدات الغذائية على المهاجرين.

أما والي منطقة غرودنو، فلاديمير كارانيك، فلفت إلى أنّ الشعب البيلاروسي والمنظمات الإغاثية يقدمون المساعدات للمهاجرين، لافتاً إلى أنّ الاتحاد الأوروبي كان قد أعلن تخصيصه 700 ألف يورو للمهاجرين، لكن لم يصلهم أي شيء بعد، مؤكداً حاجتهم إلى دعم مالي لتوفير ظروف معيشة ملائمة للمهاجرين.

لوكاشينكو يتهم الاتحاد الأوروبي برفض أي حوار يتعلق بالمهاجرين مع بيلاروسيا

في الأثناء، اتهم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ممثلي منظمات دولية زاروا المركز الذي يقيم فيه المهاجرون بالقيام بالدعاية لأنفسهم عوضاً عن تقديم مساعدات ملموسة، متهماً سلطات الاتحاد الأوروبي برفض أي حوار مع مينسك حول مصير ألفي مهاجر عالقين على الحدود الشرقية للتكتل.

وقال لوكاشينكو، خلال اجتماع حكومي: "أنا في انتظار أن يجيب الاتحاد الأوروبي عن القضية المتعلقة بـ 2000 مهاجر"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "بيلتا".

ويُخيّم آلاف المهاجرين، ومعظمهم من الأكراد العراقيين، منذ أيّام في غابة باردة ورطبة عند حدود بيلاروسيا مع بولندا، على أمل دخول الاتحاد الأوروبي، وأعيد نحو 400 منهم بالطائرة إلى العراق الخميس، ونقلت السلطات البيلاروسية حوالى 2000 منهم إلى مركز لوجستي قريب من الحدود.

الصورة
الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو (Getty)
لوكاشينكو يواصل الضغط على أوروبا عبر استغلال أزمة المهاجرين (Getty)

وقال لوكاشينكو الاثنين إنه طلب من الاتحاد الأوروبي استقبال هؤلاء المهاجرين، وأكد أنّ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "وعدتني بأنهم سيدرسون هذه المشكلة على مستوى الاتحاد الأوروبي".

وأضاف لوكاشينكو الذي تحدث هاتفياً مرتين الأسبوع الماضي مع الزعيمة الألمانية: "لكنهم لا يفعلون ذلك". ويرفض المسؤولون الأوروبيون أي اتصال بشأن هذا الموضوع، على الرغم من مناشدات وزير الخارجية البيلاروسي، بحسب لوكاشينكو.

واعتبر لوكاشينكو أنه "يتعين علينا الطلب من الألمان استقبالهم" في إشارة إلى المهاجرين.

وأعلنت بيلاروسيا، الأسبوع الماضي، أنّ المستشارة الألمانية ستجري مفاوضات حول إقامة "ممر إنساني" مع الاتحاد الأوروبي لإجلاء 2000 مهاجر إلى ألمانيا.

ونفت الحكومة الألمانية بشدة هذا الإعلان. وقال الناطق باسمها، شتيفن زايبرت أمام الصحافيين، الاثنين، في رده على تصريحات لوكاشينكو، إنّ "فكرة إمكانية وجود ممر إنساني إلى ألمانيا لألفي مهاجر ليس حلاً مقبولاً لألمانيا أو الاتحاد الأوروبي".

ويتّهم الاتحاد الأوروبي مينسك بتنظيم تدفق آلاف المهاجرين إلى حدود بولندا وليتوانيا، بدعم من موسكو، رداً على العقوبات المفروضة عليها إثر القمع المستمر للمعارضة البيلاروسية منذ 2020، فيما نفت بيلاروسيا الاتهامات وانتقدت الاتحاد الأوروبي لرفضه استقبال المهاجرين.

(الأناضول، فرانس برس)