ثوار تعز.. الضعف والقوة

ثوار تعز.. الضعف والقوة

09 اغسطس 2018
+ الخط -
لعب الشباب اليمني الثائر في مدينة تعز دوراً محورياً ورئيسياً في إطاحة نظام علي عبدالله صالح، إذ شكلوا النواة الصلبة التي تفتتت عليها مؤامرات النظام ومناوراته التي هدفت إلى وأد ثورة 11 فبراير 2011، وبفضل صمود هذه المدينة في عام الثورة الأول، تحقق جزء من أهداف الثورة، وهو تغيير رأس النظام.
كانت الخلافات قد بدأت بين مكونات الثوارمبكرا، إلا أن الصف الثوري كان يحافظ على زخمه ونوع من الوحدة الشعبية. لاحقا، لعبت الأحزاب السياسية دوراً رئيسياً في شق الصف الثوري، فقد حاولت هذه الأحزاب (وبالذات حزب الإصلاح) جني ثمار الثورة، وتضحيات الشباب لصالحها، وكثيراً ما كانت لغة الشباب المستقل تحمل روح التضحية والإقدام على مواجهة آلة النظام البوليسية العسكرية، واستشهد شبابٌ كثيرون في سبيل ما آمنوا به من قيم الدولة المدنية المنشودة.
أتذكر أنّ حزب التجمع اليمني للإصلاح كان يمارس نوعا من الوصاية على شباب الثورة في تحديد المسيرات واتجاهها، والشوارع التي ستمر بها. وكان الشباب الثائر، في أحيان كثيرة، لا يلتزم بما تحاول مجاميع حزبية فيه من تغيير بوصلة المسيرة.
استطاع الحوثيون في تعز التغلغل في أوساط الشباب، بفضل ممارسات شباب "الإصلاح" وشيوخه في ساحة الحرية، وحدث خلافٌ حاد عند وصول شوقي أحمد هائل إلى منصب محافظ تعز، فكثيرون من شباب الثورة وقف معه، وبالذات المستقلون. ونتيجة رفض "الإصلاح" سياسة المحافظ التي تبناها في تعيين مسؤولي المكاتب التنفيذية عن طريق الكفاءة والمفاضلة، وليس المحاصصة التي دمرت العمل المؤسسي، حاول الإصلاح تسيير مسيرات ومظاهرات ضد المحافظ ، إلا أنّ الوعي الشعبي والمجتمعي وقف حائلاً في وجه هذه المسيرات التي كانت تحت يافطة "عائدون للتغيير"، فتوحدت القوى الثورية مجدّداً، عندما اجتاحت جماعة أنصار الله الحوثية صنعاء والجنوب وحاولت اجتياح تعز. وعند اندلاع المقاومة الشعبية، كانت تعز، بكل مكوناتها السياسية والاجتماعية، في صف الشرعية، تقاوم جحافل الحوثيين وعلي صالح، وسجلوا أروع صور البطولة والتضحية والفداء، من صبر والوازعية وشرعب والحجرية بمديرياتها المختلفة. واستفاد ثوار تعز وقواها السياسية من تجربة غيرهم كما حدث في عدن بعدم وجود قيادة موحدة للمقاومة الشعبية، ففي تعز تشكلت قيادة للمقاومة وتشكل المجلس العسكري، وانضوت كل الفصائل في هاتين القيادتين، وكانت الأمور تسير بشكل طيب، لولا بعض الخلافات التي طفت بين الإصلاح ومكون السلفيين (كتائب أبو العباس)، وتطورت بشكل سلبي مؤثر في عملية تحرير ما بقي من تعز تحت سيطرة ميلشيات الحوثي الانقلابية.
ثوار تعز بحاجة ماسة اليوم إلى مراجعة مسيرتهم وإعادة تصحيح مسارهم نحو الهدف الكبير، ونعني تحرير ما بقي من تعز والوطن.
792CB557-8E75-46A4-9474-41FAE9572A01
792CB557-8E75-46A4-9474-41FAE9572A01
عبدالإله هزاع الحريبي (اليمن)
عبدالإله هزاع الحريبي (اليمن)