إيران.. هل يكتمل المشهد؟

إيران.. هل يكتمل المشهد؟

06 يناير 2018
+ الخط -
قد يكون للتاريخ مكره الخاص أو منطقه الخاص، أو ربما لكل ثورة أجل.
يشهد التاريخ المعاصر لإيران بهندستهاثورة الجمهورية الإسلامية سنة 1979 بقيادة الخميني، إذ صمدت الجمهورية الإسلامية بعد ذلك كثيرا، من حرب الخليج مع العراق إلى الصراع مع أميركا، إلى انهيار العراق، إلى تحكمها في أكثر من ثلاث عواصم عربية، إلى تشويشها على حكام ودول إسلام السنة، إلى دعمها نظام سورية، إلى تحالفها مع روسيا، إلى ترتيب علاقات جيدة مع تركيا... ويبدو أنّ إيران حسبت المعادلة جيدا مع المحيط الدولي، واعتقدت أنها حسمت الأمر كله، لصالحها في منطقة الشرق الأوسط المشتعلة حروبا ونزاعات.
لكن الشعب لا يرحم، والتاريخ لا يرحم، والمعادلة يجب أن ترتب من الداخل أكثر مما يعتقد الحكام. فبعد شبه ردة على نتائج الانتخابات الرئاسية سنة 2009 من خلال مظاهرات الموجة الخضراء بين الإصلاحيين والمحافظين، عاد الشعب الإيراني هذه المرة، ومن مدن الهامش، وليس من طهران ليحرك مياه آسنة في دولة الفرس التي بدت وتبدو قوة إقليمية. والأمر هذه المرة يستعصي وينفلت من المحافظين والإصلاحيين معا.
تبدو المطالب التي يرفعها المتظاهرون في إيران اجتماعية، حتى الآن. لكن السياسي في المطلب يبقى حاضرا في كل نفس الحركات والاحتجاجات كمسلمة قائمة منذ أزل تاريخ الثورات، وحتى بالنسبة للثورات المغامرة والمرتجلة. لكن السؤال والمعطى الذي بات يحاصر إيران هو مبادرة الشعب بالاحتجاج، وتحدي الخوف الذي لف المواطنين هناك منذ 1979، وبعدها 2009.
رفع الخوف والتظاهر له وجهان، وجه التحرر، ووجه المغامرة، فوجه التحرّر تحكمه النظرية، والمغامرة يحكمها أيضا غياب التأطير والنظرية، فأين إيران من كل هذا؟
هناك أسئلة معدة في أجندات معقدة في المنطقة: هل ستسمح أميركا وإسرائيل بتفويت فرصة الأحداث الداخلية في إيران، على سبيل نهج الكيل بمكيالين لنظام طهران الذي يؤرق أميركا وإسرائيل معا؟ وهل ستستثمر السعودية وكل الحلفاء معها كبوة طهران في إعادة ترتيب موازين قوى المنطقة؟ وهل سيكتمل مشهد العنف المعمم في الشرق الأوسط بتمدده إلى إيران الشيعية الفارسية؟
A4F7B411-6DC2-40DA-A7BA-A42851C8E327
A4F7B411-6DC2-40DA-A7BA-A42851C8E327
أحمد بومعيز (المغرب)
أحمد بومعيز (المغرب)