ثروة مرسي المهولة في سنة

ثروة مرسي المهولة في سنة

24 سبتمبر 2020
+ الخط -

احتارت الأجهزة الرقابية منذ يومين في أنهار ثروات الرئيس الراحل محمد مرسي، ومنابعها وينابيعها وشلالاتها، فوجدوها تسدّ عين الشمس، فصادروها، فكيف حصل الرجل على كل هذه الثروات الطائلة خلال سنة حكم واحدة؟ سؤال حيّر الأجهزة الرقابية، وحيّر الناس وحيّر حتى الجن، وكيف تضخمت ثروات أولاده من بعده، وبنوا ناطحات السحاب في خمس مدن أوروبية كبيرة محنكة في الصرافة والبنوك؟ على الرغم من أن أصغرهم المرحوم عبد الله توفّاه الله، والثاني في السجن، فماذا لو كانوا كلهم طلقاء؟ وماذا لو استمر أصغرهم عبد الله رحمه الله عليه ممسكاً بحقيبة الطيران المدني؟

هل كوّن الرجل صناديق سيادية في السر، ومنحها لأولاده في الزيطة؟ أم أن زوجته كانت تشرف على مكتبة سوزان مبارك من بعد السيدة سوزان، وسطت على أموال المكتبة ليلاً بعد فك الوديعة؟ أم أن محمد مرسي كان خبيراً في البنوك والصيرفة والبورصات، من دون أن يعرف أحد عنه ذلك، وبذلك تمكّن "العفريت" خلال مهلة الـ 48 ساعة التي منحها له عبد الفتاح السيسي من أن يرسل المليارات إلى بنوك الصومال وإريتريا وتشاد ومالي وبوكو حرام وطالبان وتركيا وقطر؟ أم أنها عمولات حلايب وشلاتين، وقد جمّدها بالدولار مع عمولات بيع قناة السويس وأهرام خوفو وخفرع ومنقرع، وبالمرة مقدّم أتعابه في تيران وصنافير؟ لا أحد يعرف منابع كل هذه الثروات التي أدهشت الأجهزة الرقابية وبنوك الغرب.

بالطبع، كاد المرحوم عبد الله يحصل على وظيفة صغيرة في الطيران المدني، فهل بالفعل أُبعد عن الوظيفة، أم حصل عليها وتغلغل فيما بعد في وزارة الطيران وبناء المطارات وتهريب التحف في الحاويات إلى إيطاليا وغيرها؟ هل كان عبد الله غير مراقب تماماً من الأجهزة حتى يحصل على كل هذه الثروات، على الرغم من أنه لم يحصل على الوظيفة؟ أم أن عبد الله كان يدير المطارات كلها "من تحت تحت"، فمن سوف يفكّ لنا شفرة الصندوق الأسود لكل هذه الأموال التي نهبها عبد الله، وهل كانت لعبد الله أصابع خفية في البورصة وديون مصر في الخارج، وهل وعد الدائنين بشيء؟ فكيف تعلم هذا الشاب كل هذه الألاعيب، على الرغم من أنه كان في العشرين؟

هل حصل عبد الله على أفدنة في "أرض الطيارين" وسكتت عنها السلطة الحالية احتراماً لوالده مثلاً؟ إذن، كان على السيدة والدته أن تنبّهه على "أن هذا حرام"، وهي الحافظة لكتاب الله. ويجب عليها فوراً أن تردّ الأفدنة للدولة، أو حتى إلى صندوق "تحيا مصر"، وهل ما زالت لديها بعض الملايين من ميزانية مكتبة الإسكندرية بعدما دفنتها مع الألماس والعقود الذهب تحت الحيط؟ إذن عليها أن تنبّه مصطفى الفقي عليها، كي ينفقها في الأوجه المشروعة، مثل إقامته في الفندق الخمس نجوم في الإسكندرية منذ سنوات تخفيفاً على الدولة... أم أن كل هذه الأموال في خزائن محصّنة بالحرس الأشداء من رجال خيرت الشاطر بقرية الرئيس بالعدوة، ونحن قد سمعنا أن عددهم كما قيل "50 ألف انتحاري، وفي مقدورهم أن يقلبوا البلاد إلى مذبحة في غمضة عين". وبالطبع السيد محمد مرسي لا يرضيه ذلك، وهو الرجل حافظ القرآن، فلماذا لا يفعلها أولاد مرسي بكل شجاعةٍ وأدب، ويسلموا تلك الأموال الطائلة جداً إلى الدولة، احتراماً لسيرة والدهم، وأسوةً على الأقل بحسني مبارك الذي، قبل موته بسنوات، سلّم كل شيء للدولة، بما فيها سترة الطيران التي ارتداها شاباً وكرافتات "الأهرام" وبيادات (أحذية) القوات المسلحة، ولم يترك لأولاده سوى شقة الزواج (3 أوض وصالة في الإسكندرية وخاتم الزواج ومقبرة صغيرة اشتراها في السبعينيات بالتقسيط من مقاول من منشية ناصر، وما زالت السيدة سوزان تسدّد باقي الأقساط لأولاد المقاول في آخر كل سنة).

إذن، على أولاد مرسي تسليم كل قصور العدوة وقصور الشرقية ومليارات الأحفاد التي في حسابات غامضة في سويسرا، مع الاحتفاظ باليخت والطائرة الخاصة والألماس والياقوت والمرجان وراتب والدهم، لأنهم إن لم يفعلوا ذلك، فسوف يتم إرسال السيدة الفاضلة أم لالو، بالملاية على اللحم، أمام قصورهم في المجمع الخامس، وسوف تعمل لهم "العشرة بقرش".

720CD981-79E7-4B4F-BF12-57B05DEFBBB6
عبد الحكيم حيدر

كاتب وروائي مصري