نقيب الأطباء يفنّد واقع كورونا في أكبر سجون لبنان

نقيب الأطباء يفنّد واقع كورونا في أكبر سجون لبنان

17 سبتمبر 2020
من اعتصام أهالي السجناء (حسين بيضون)
+ الخط -

قلقٌ يوميٌّ تشهده السجون في لبنان بعد اختراق فيروس كورونا جميع الحواجز والإجراءات والتدابير الصحية لمبانيها وأروقتها، بدءاً بقوى الأمن، وصولاً إلى السجناء والموقوفين الذين رفعوا الصوت، قبل أسبوعٍ، مطالبين بالنظر إلى وضعهم، داعين إلى إنقاذهم مما أسموه "إعداماً جماعياً"، ومهددين بتحرّكات تصعيدية لا سقف لها.

ويكشف نقيب الأطباء في لبنان، شرف أبو شرف، لـ"العربي الجديد"، أنّ عدد المصابين بفيروس كورونا في سجن رومية المركزي، (المتن الشمالي)، وهو أكبر سجن في لبنان وأكثرها اكتظاظاً، وتحديداً بين السجناء، وصل إلى 223 إصابة موثقة، مشيراً إلى أنّ فحوصات الـPCR التي خضع لها السجناء قد صدرت وأتت كلّها موجبة، فيما رُصدَت إصابة 13 عنصراً أمنياً تدريجياً بفيروس كورونا سابقاً، وُضعوا فوراً في حجر منزلي تفادياً لنقل العدوى.

ويشير أبو شرف إلى أنّ المصابين توزّعوا على مبانٍ عدّة خُصّصت لإصابات كورونا، وذلك بحسب وضعهم، فقُسِّموا منفصلين، بين من ظهرت نتيجة فحصه التي أجراها موجبة بشكل كامل، أي 100%، وبين من يُشتبه في إصابته بالمرض.

ويلفت نقيب الأطباء، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ المشكلة تكمن في أنّ عدداً من السجناء يرفضون التقيّد بالتدابير الوقائية، ما من شأنه أن ينقل العدوى في حالة إصابتهم بالفيروس إلى كلّ شخص يتعاطى أو يتعامل معهم، من طاقم طبي تمريضي، إلى العناصر الأمنية، مروراً بالسجناء، وصولاً إلى الأهالي خلال الزيارات، الذين بدورهم قد ينقلون الفيروس إلى الخارج، و"هنا خطورة الموضوع"، كما يقول.

ويضيف أبو شرف أنّ "هناك حالات استوجبت نقلها إلى مستشفيات العاصمة اللبنانية بيروت وضواحيها، كذلك تُطبَّق تدابير وقائية وإجراءات مشددة داخل السجون حتى تكون آمنة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني والدولي، منظمة الصحة العالمية، نقابة الأطباء والقوى الأمنية".

وشدد على أنّ "المطلوب تعاون الجميع، بمن فيهم السجناء، لتفادي أي تداعيات كارثية، والأمر ينطبق أيضاً على جميع اللبنانيين الذين يجب أن يلتزموا كل الإجراءات الوقائية، ولا سيما في ظلّ تسجيل أرقام مرتفعة جداً من الإصابات والوفيات يومياً".

ويوضح نقيب الأطباء أنّ "الاكتظاظ الكثيف هو من المشاكل الكبرى في السجون، وجرت محاولات وخطوات سابقة للتخفيف منه، من طريق وزارة العدل ومجلس القضاء الأعلى والأجهزة المعنية والمختصة، سواء من خلال تسريع المحاكمات، وإخلاء سبيل من يعانون من أمراض مزمنة وحالات أخرى خاصة، ووصل الرقم إلى نحو 1300 شخص، ويجب أن تستغلّ القضية للمطالبة بالعفو العام، علماً أننا ضد هذا القانون، ونفضّل العفو الخاص".

ويدعو أبو شرف إلى "الإسراع في المحاكمات الآن، لتفادي الخطر المحدق"، مشيراً إلى أنّ وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم "بدأت تعمل على الموضوع، وقد التقت رئيس الجمهورية ميشال عون لهذه الغاية".

وكانت وزيرة العدل اللبنانية قد أشارت، في حديث تلفزيوني، إلى أنّ "الاكتظاظ في السجون هو من المشاكل المزمنة التي يصعب حلّها في يومٍ أو اثنين، وكل الإجراءات التي اتخذت منذ انتشار فيروس كورونا في لبنان أثبتت نجاحها، والدليل أننا لم نسجل أي إصابة بالفيروس خلال 6 أشهر".

في الإطار، عملت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مع السلطات في سجن رومية، على تحديث البنية التحتية، وإنشاء أجنحة عزل طبي، للأشخاص المشتبه في إصابتهم، أو المؤكدة إصابتهم مع أعراضٍ خفيفة.

ولأجل ذلك، قدّمت اللجنة، وفق بيان لها، معدات الوقاية الشخصية، ومواد التنظيف، واستحدثت مناطق مخصصة لغسل اليدين وغرف للتعقيم، كذلك قدمت التوصيات والمبادئ التوجيهية الفنية بشأن كيفية الاستجابة والرعاية وإجراءات الوقاية الصحية والفحص المخبري، والحجر الصحي، والعزل الطبي. ويجري العمل حالياً على تفعيل آليات الإحالة إلى المستشفى ورفع مستوى جناح الاحتجاز في مستشفى الإحالة.

ونفذ أهالي السجناء اعتصامات عدّة في الأيام الماضية أمام قصر العدل في بيروت، للمطالبة بإصدار قانون عفو عام عن أبنائهم، وحمايتهم وإنقاذهم من تداعيات تفشي فيروس كورونا داخل السجن الذي على حدّ قولهم يفتقد المعايير الوقائية.

وقد أظهرت مقاطع مصوّرة جرى تداولها عبر "تويتر" ومواقع التواصل الاجتماعي، طريقة نوم السجناء على الأرض، بجانب بعضهم، بأعدادٍ كبيرة، دون مراعاة التباعد الاجتماعي والمسافة الآمنة.

المساهمون