مختارات لأوسكار وايلد: لا أستطيع التفكير إلا في القصص

مختارات لأوسكار وايلد: لا أستطيع التفكير إلا في القصص

17 سبتمبر 2020
+ الخط -

"لا أستطيع التفكير إلا في القصص" عبارة قالها الكاتب الإيرلندي أوسكار وايلد (1845-1900) لصديقه أندريه جيد (1869-1951). ورغم أن أكثر ما يعرف عن أحد أهمّ كتاب العصر الفكتوري هو رواياته ومسرحياته، لكن ذلك لا يعني أن قصصه القصيرة لم تلفت الأنظار في ثقافات مختلفة، من بينها العربية التي تحتوي مكتبتها على ترجمات أنجزها إبراهيم المازني لبعض من قصص وايلد في كتابه "مختارات من القصص الإنجليزي"، كما صدر كتاب "الأمير السعيد وحكايات أخرى" لـ وايلد بترجمة سارة طه علّام. 

مؤخراً، أصدرت "جامعة هارفارد" مختارات من تسع قصص لوايلد، مع شروحات عليها ومقدّمة وضعها نيكولاس فرانكل، أستاذ الأدب الإنكليزي في "جامعة فرجينيا". 

الصورة
أوسكار وايلد


في هذه المختارات المعنونة "القصص القصيرة لأوسكار وايلد"، تعرض أعماله بصفته قاصاً وحسب، وفي المقدمة لا يجري الالتفات إلى وايلد راوياً أو مسرحياً، ويضيف فرانكل إلى كل قصة تعليقاً ليس نقدياً وحسب، بل وتاريخياً يتعلّق بسياق القصة وفي أي فترة من حياة وايلد كتبت. 

أما مقدمة الكتاب الواسعة، فتجلب القراء إلى العالم الذي استلهم المؤلف منه، هذه الحكايات، حيث تزخر كل قصة، بحسب فرنكل، بذكاء وايلد وأسلوبه وانتقاده الاجتماعي الحاد.

ويضيف "يشتهر العديد من هذه القصص بأنه كُتب للأطفال، على الرغم من أن وايلد أصر على أن هذا لم يكن صحيحًا وأن قصصه ستنال إعجاب جميع أولئك الذين احتفظوا بملكاتهم الطفولية في الإعجاب والبهجة". 

رغم أنها أعمال مكتوبة للقراء الفيكتوريون وفي زمانهم، لكنها تحتوي على ما يجذب القراء المعاصرين

في الكتاب، نجد "جريمة اللورد آرثر سافيل" جنبًا إلى جنب مع قصص أخرى - بما في ذلك "الأمير السعيد"، وهي حكاية حاكم شاب لم يعرف الحزن من قبل، و"العندليب والورد" وهي قصة العندليب الذي يضحى بنفسه من أجل الحب الحقيقي، حيث شغل موضوع الحب المأساوي المحظور أعمال وايلد، وحاول تقديمه بشيء من الجدّية واليأس من تغيّر  القيم الاجتماعية والجنسية القمعية في نظر وايلد.

مثل كتاباته اللاحقة للقصص، فإن أعماله القصصية القصيرة هي لائحة اتهام كاسحة للمجتمع الذي سيسجنه بتهمة المثلية الجنسية في عام 1895 ، قبل خمس سنوات من وفاته في سن السادسة والأربعين.

ورغم أنها أعمال مكتوبة للقراء الفيكتوريين وفي زمانهم، لكن قصص وايلد القصيرة تحتوي على الكثير الذي يجذب القرّاء المعاصرين من مختلف الأعمار والأمزجة. 

إلى جانب القصص التي ذكرناها، تتضمّن المختارات السيدة ألروي (1887)، المليونير المثالي (1887)، العملاق الأناني (1888)، عيد ميلاد الأميرة الصغيرة (1889)، صورة السيد دبليو إتش (1889) وأخيراً الصياد وروحه (1891). 

المجموعة تحتوي أيضاً على رسومات وضعها وايلد لقصة "صورة السيد دبليو إتش"، وتُعرض في كتاب لأوّل مرة.

المساهمون