سورية: وجهاء درعا يوافقون على تسليم السلاح ويرفضون التهجير

سورية: وجهاء درعا يوافقون على تسليم السلاح ويرفضون التهجير

28 يناير 2021
يصر النظام على التهجير (مالك أبو عبيدة/الأناضول)
+ الخط -

انتهى، مساء الأربعاء، اللقاء بين مسؤولين من قوات النظام السوري وأعضاء من "اللجنة المركزية"، التي تفاوض نيابة عن أبناء محافظة درعا جنوبي سورية، بموافقة الأخيرة على تسليم السلاح الموجود لدى المقاتلين السابقين في المعارضة، مع تمسّكها برفض تهجير أي شخص إلى الشمال السوري.

وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك اجتماعاً ستعقده اللجنة المركزية مع مسؤولين في النظام اليوم، وستبلغهم بإصرارها على رفض التهجير أو تأجيله مؤقتاً لما له من تبعات قد توتّر الأوضاع جنوبي سورية".

ولفت إلى أن "النظام ما زال يطالب بتهجير ستة مقاتلين سابقين وعائلاتهم إلى الشمال السوري، وأعطى مهلة تنتهي اليوم الخميس، هدّد بموجبها باقتحام مناطق غربي درعا إن لم تتم الاستجابة لهذا المطلب".

حملة اعتقالات

تزامناً، شنّت قوات النظام السوري حملة اعتقالات في ريف مدينة درعا، واعتقلت خلالها قيادياً في اللواء الثامن التابع لـ"الفيلق الخامس" المدعوم من روسيا، فيما اغتال مسلحون مجهولون رئيس بلدية تابعة للنظام في المنطقة.

وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات تابعة لجهازي الأمن العسكري والمخابرات الجوية التابعين للنظام، داهمت عدة منازل في قرية إيب بمنطقة اللجاة في ريف درعا، واعتقلت خمسة من أبناء القرية.

وأوضح أنّ من بين المعتقلين قيادياً في اللواء الثامن التابع لـ"الفيلق الخامس" المدعوم من روسيا، يدعى صالح الخلاوي.

واغتال مسلحون مجهولون ممدوح فخر المفعلاني رئيس بلدية ناحتة، أمام منزله، في البلدة الواقعة بريف درعا الشرقي.

تطورات أخرى

في سياق منفصل، أصيب ثلاثة عناصر من الشرطة العسكرية التابعة للمعارضة نتيجة انفجار عبوة ناسفة قرب نقطة تفتيش شران - بلبل، قرب مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، شمالي سورية.

وفي ريف الحسكة، شمال شرقي سورية، سيّرت قوات روسية وتركية دورية عسكرية مشتركة، قرب مدينة الدرباسية، شاركت فيها مروحيات روسية.

في حين قصفت فصائل "الجيش الوطني السوري" المعارض المدعوم من تركيا أطراف طريق حلب - الحسكة (إم 4) قرب بلدة عين عيسى، ولم يسفر القصف عن إصابات.

وكانت الفصائل قد حشدت قواتها على أطراف المدينة الشمالية الشهر الفائت، لكن انتشار قوات روسية وأخرى تابعة للنظام داخلها حال دون السيطرة عليها.

وفي محافظة إدلب شمال غربي سورية، قصفت قوات النظام من مواقعها على محور قرية الملاجة في جبل الزاوية نقاطاً عسكرية لفصائل المعارضة، فيما ردّت الفصائل على القصف، وأشارت إلى تحقيق إصابات مباشرة في نقطة تابعة للنظام.

إلى ذلك، داهمت قوات تابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، مساء الأربعاء، المعابر النهرية على نهر الفرات في بلدة الشحيل بريف دير الزور، وصادرت مواد وسيارات كانت معدة للنقل إلى مناطق سيطرة قوات النظام على الضفة المقابلة من النهر.

وتداهم قوات النظام المعابر النهرية التي تنشط فيها عمليات تهريب المواد التجارية إلى مناطق سيطرة النظام بشكل متكرر، ما يوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والمهربين.

الحرس الثوري يستقدم تعزيزات إلى الميادين

إلى ذلك، نقلت مليشيا الحرس الثوري الإيرانية، خلال الساعات القليلة الماضية، عشرات العناصر إلى مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، شرقي سورية، وذلك بعد فرار أكثر من 20 عنصراً من السوريين، نتيجة الضربات الجوية الأميركية والإسرائيلية التي تعرّضت لها مواقعها أخيراً.

وذكر موقع "عين الفرات" المحلي، اليوم الخميس، أنّ المليشيا استقدمت نحو 50 عنصراً من بلدة حطلة بريف دير الزور إلى مدينة الميادين، وأشار إلى أن سيارات رباعية الدفع عليها رشاشات ثقيلة، رافقت العناصر. وأضاف أن العناصر الجدد وزّعوا على ثلاثة منازل بين الأحياء السكنية بالقرب من ثانوية عبد المنعم، كانت المليشيا استولت عليها في وقت سابق.

ولفت إلى أن الحرس الثوري يحاول تعزيز مواقعه في المدينة، وخصوصاً بعد فرار نحو 20 عنصراً من أبناء المنطقة عقب الغارات الإسرائيلية الأخيرة.

وعلى خلفية الضربات الأخيرة التي تلقّتها المليشيات الإيرانية شرقي سورية، أخلت مليشيات عديدة مواقع لها في بادية الميادين، كما أخلى "حزب الله" العراقي ثلاثة مقرات في قرية السويعية ونقلها إلى منطقة السيال.

كما عمدت المليشيات المنتشرة على تخوم مدينة تدمر والطرق المؤدية إليها في ريف حمص الشرقي، إلى استبدال راياتها بعلم النظام السوري، تفادياً لاستهداف مقارّها ونقاط تفتيشها في المنطقة.

وتعتبر مدينتا البوكمال والميادين، الواقعتين على الحدود العراقية السورية، من أكبر مقرات القوات الإيرانية داخل الأراضي السورية، وينتشر فيهما العديد من المليشيات التي من أبرزها الحرس الثوري الإيراني و"فاطميون" و"زينبيون".

وكانت مواقعها قد تعرّضت لقصف من التحالف وجيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق، ما خلّف قتلى وجرحى في صفوف مقاتليها، وحدّ من تحركاتها نهاراً.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

مخيم الهول 

من جانب آخر، أخرجت "الإدارة الذاتية" الكردية، اليوم الخميس، 67 أسرة من الأسر المحتجزة في مخيم الهول للنازحين، الذي يضم عوائل مقاتلين سابقين في تنظيم "داعش" الإرهابي بريف الحسكة، شمال شرقي سورية، بعد تدخّل من وجهاء وشيوخ عشائر وتعهّدهم بكفالة المفرج عنهم.

وذكرت وكالة أنباء "هاوار"، التابعة للإدارة الذاتية، أن هذه الدفعة هي التاسعة، وشملت 67 أسرة مؤلفة من 236 شخصاً، منها 64 من مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي.

وأوضحت أنّ معظم المفرج عنهم هم أطفال ونساء، وتمّ الإفراج عنهم بعد معاينة أوراقهم الثبوتية، والتأكد من الوجهة التي سيقصدونها.

وأشارت إدارة المخيم بحسب المصدر إلى أنها تعمل على تسجيل أسماء جديدة من النازحين الراغبين بالخروج، لكنّها لم تفصح عن مدنهم أو تاريخ خروجهم.

وتحتجز الإدارة الذاتية في مخيم الهول عشرات آلاف الأشخاص، تقول إنهم من عوائل مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي.

 ووصفت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، في تقرير لها المخيم بأنه أقرب إلى معسكر احتجاز يضم حتى الآن عشرات آلاف النازحين في ظروف غير إنسانية.