الحكومة الإثيوبية تتجاهل الوساطات مع تقدم قواتها صوب عاصمة تيغراي

الحكومة الإثيوبية تتجاهل الوساطات الأفريقية مع تقدم قواتها صوب عاصمة تيغراي

21 نوفمبر 2020
الحكومة أعلنت سيطرة الجيش على عدة مدن (Getty)
+ الخط -

أعلنت الحكومة الإثيوبية، السبت، تحقيق تقدم عسكري في منطقة تيغراي المتمردة، وسط تجاهل للضغط الدولي من أجل وقف تصعيد النزاع الذي دفع بعشرات آلاف الأشخاص للنزوح وسط مخاوف من حدوث كارثة إنسانية.

وقالت وسيلة الإعلام الحكومية "Ethiopia state of emergency fact check"، السبت، إن "قواتنا بصدد التقدم نحو ميكيلي"، عاصمة تيغراي. وتمثل المدينة معقل "جبهة تحرير شعب تيغراي" التي تحكم المنطقة.

وأطلق رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019، عملية عسكرية في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني ضد الجبهة التي يتهمها بالسعي إلى تقويض الحكومة الفدرالية، ومهاجمة قاعدتين عسكريتين للجيش الإثيوبي في المنطقة، وهو ما تنفيه سلطات تيغراي.

ووفق الوكالة الحكومية، سيطر الجيش على عدة مدن في تيغراي، بينها أكسوم، وأديغرات الواقعة على مسافة نحو 117 كيلومتراً شمال ميكيلي.

من جهتها، تحدثت "جبهة تحرير شعب تيغراي"، في بيان، عن "قصف كثيف" استهدف أديغرات، دون أن تحدد الجهة التي تسيطر على المدينة حالياً.

وتعذر التحقق من تصريحات المعسكرين من مصدر مستقل، إذ توجد تيغراي في عزلة شبه كاملة عن العالم منذ تفجر النزاع.

وأشاد رئيس الوزراء الإثيوبي، في بيان السبت، بتقدم الجيش، وقال "حررت قواتنا مدينة أديغرات بالكامل من مليشيا جبهة تحرير شعب تيغراي".

وأضاف آبي أحمد "معاً، مع بقية إثيوبيا، سوف نضمن تلبية كل الاحتياجات الإنسانية".

وتابع "أمن الجميع ورفاه سكان تيغراي يحظيان بأهمية قصوى لدى الحكومة الفدرالية، وسنقوم بما يجب لتحقيق الاستقرار في منطقة تيغراي".

ولم يتفاعل رئيس الوزراء حتى الآن مع الدعوات الدولية لوقف التصعيد.

وعيّن الاتحاد الأفريقي ثلاثة رؤساء سابقين مبعوثين خاصين إلى إثيوبيا للسعي إلى الوساطة، وفق ما أعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا الذي يتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد.

والمبعوثون هم يواكيم تشيسانو الرئيس السابق لموزامبيق، وإلين جونسون سيرليف رئيسة ليبيريا السابقة، وكغاليما موتلانثي الرئيس السابق لجنوب أفريقيا.

لكن لم يحدد الاتحاد الأفريقي متى يمكن للمبعوثين التوجه إلى إثيوبيا.

وأفادت الوكالة الحكومية بأنّ رئيس الوزراء سيلتقي المبعوثين. لكنها نفت تصريحات رامابوزا، وقالت إنّ "المعلومات التي تشير إلى توجه المبعوثين الخاصين إلى إثيوبيا من أجل وساطة بين الحكومة الفدرالية وقوات جبهة تحرير شعب تيغراي المجرمة خاطئة".

من جهته، أسف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس الجمعة، لأنه "حتى الآن، لم توافق السلطات الإثيوبية على أي وساطة خارجية".

وتخطى النزاع حدود المنطقة الإثيوبية، مع إطلاق "جبهة تحرير شعب تيغراي" صواريخ على العاصمة الإريترية أسمرة ومنطقة أمهرة في إثيوبيا.

وعقب هيمنتها طوال 15 عاماً على النزاع المسلح في إثيوبيا ضد النظام الماركسي العسكري الذي أُطيح عام 1991، بسطت "جبهة تحرير شعب تيغراي" سلطتها على الجهازين السياسي والأمني في البلاد، قبل أن يهمشّها آبي أحمد تدريجياً منذ توليه رئاسة الوزراء عام 2018.

ولا توجد أي حصيلة دقيقة من مصادر مستقلة للمعارك التي خلفت مئات القتلى على الأقل منذ 4 نوفمبر/ تشرين الثاني.

ولجأ أكثر من 36 ألف إثيوبي إلى السودان، وفق مفوضية اللاجئين في الخرطوم.

ودعا غوتيريس إلى "فتح ممرات إنسانية" لمساعدة السكان الذين تحاصرهم المعارك.

(رويترز)