شادي طعمة يحتاج إلى كلية

شادي طعمة يحتاج إلى كلية

07 نوفمبر 2020
أنهك العلاج الطويل جسد طعمة (عن فيسبوك)
+ الخط -

رغم كلّ أوجاعه، فإنّ الأسير الفلسطيني المحرر شادي طعمة (42 عاماً) يتشبث بالأمل الأخير له لإنقاذ حياته، بأن تتاح له الفرصة والتغطية المالية لزرع كلية، تنقذه من المرض والألم اللذين يرافقانه منذ سنوات طويلة. ما كاد طعمة وهو من بلدة الزبابدة جنوب شرقي جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، يتنفس هواء الحرية، بعد أربع سنوات ونصف السنة أمضاها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حتى دهمته الأوجاع، ليتبين أنّه يعاني من فشل في وظيفة الكليتين، فبات منذ أكثر من عامين ملازماً للسرير في قسم غسل الكلى، إذ تجرى له عملية الغسل 3 مرات أسبوعياً.
الأطباء الذين أشرفوا على حالته، أكدوا له أنّ الإهمال الطبي في سجون الاحتلال، ونوعية الطعام الرديئة، بالإضافة إلى الإضرابات المتكررة عن الطعام، التي خاضها مع رفاق الأسر، تسببت له بمجملها بالتهابات شديدة في الكليتين، وتفاقمت حالته لوقتٍ طويل من دون اهتمام أو علاج. يقول طعمة لـ"العربي الجديد": "أحوال السجون الصحية تعيسة جداً، فلا هواء نظيفاً ولا شمس ولا طعام مناسباً، وعندما تشعر بالتعب تتعرض لإهمال كبير من إدارات سجون الاحتلال، وما أنا إلاّ حالة من بين آلاف الأسرى الذين يخسرون في كلّ يوم يمرّ عليهم خلف قضبان السجن من صحتهم وعافيتهم".

مرت السنوات ثقيلة على طعمة، حتى تنفس الصعداء وهو يودع السجن، لكن إلى إين؟ إلى المستشفيات وعيادات الأطباء في طول البلاد وعرضها، حتى جرى تشخيصه بأنّه مصاب بالفشل الكلوي، لتبدأ رحلة العلاج بتناول أنواع كثيرة من الأدوية بما فيها الكورتيزون الذي كانت له آثار جانبية تركت علامات واضحة على جسده الذي انتفخ بشكل كبير، وتدريجياً لم يعد هذا الجسد المنهك يستجيب للدواء. بدت الصورة أشد قتامة، مع قرار الأطباء بضرورة خضوع الأسير المحرر طعمة لجلسات غسل الكلى، إذ تستغرق الجلسة الواحدة نحو أربع ساعات تستنزف طاقته بالكامل، ومع دخوله هذه المرحلة تأثرت حياته بصورة سلبية، إذ بات غير قادر على القيام بواجباته العائلية، فهو أب لطفلة في الثامنة من عمرها، كما فقد قدرته على العمل، والتواصل مع الآخرين والتزاور. يعلق طعمة: "أسوة بغيري من مرضى الكلى، أشعر بإرهاق عظيم فور انتهاء جلسة الغسيل فلا أقوى على الوقوف، وأبقى نائماً في البيت بعد عودتي منها، حتى أتمكن من الذهاب إلى الجلسة التي تليها بعد يومين، وهكذا دواليك".
رجل كشادي طعمة خبر سجون الاحتلال جيداً، وقارع السجان الإسرائيلي، لم يكن سهلاً عليه أن يستسلم للمرض، ويصف حاله قائلاً: "بعد سنتين ونصف، قررت بمشاورة الأطباء الخضوع لعملية زرع كلية، لكنّ الأمر لم يكن بالسهولة التي توقعتها، فلا بدّ من البحث عن متبرع تتطابق خلايا جسده وكليته معي. كان الخيار الأول هم أشقائي، لكن، نظراً لظروفهم الصحية لم يقع الاختيار عليهم بالرغم من وجود التطابق المطلوب". كان الحل بالسفر إلى الخارج، لكنّ إغلاق المعابر والحدود من جراء جائحة كورونا من جهة، والأزمة المالية التي تمرّ بها السلطة الفلسطينية من جهة ثانية، والمبلغ المالي الكبير المطلوب للعملية الذي يقترب من مائة ألف دولار أميركي، من جهة ثالثة، كلّها عوامل أطفأت شعاع النور والأمل الذي كان لدى شادي للتخلص من مرضه.

زوجة شادي ورفيقة دربه منال إسعيد، لا تكلّ أو تملّ من التحرك في كلّ الاتجاهات لإنقاذ حياة زوجها، وتقول لـ"العربي الجديد": "ندرك تماماً الأزمة المالية للسلطة، لكن ألا يستحق من ضحى لوطنه أن تكون له الأولوية في العلاج؟ تواصلنا مع مستشفيات في مصر وتركيا، وقد أبدت استعداداها لاستقبال شادي وإجراء العملية له، لكنّها تريد مالاً مقابل ذلك، فمن أين نأتي به ونحن عائلة مستورة الحال وزوجي لا يعمل بسبب مرضه؟". تضيف إسعيد: "رغم حالته المرضية الصعبة، فإنّ راعي الكنيسة في بلدتنا وأهل الخير وفروا له كشكاً صغيراً يسترزق منه، لكن هذا لا يكفي لتوفير المأكل والمشرب، فكيف بثمن العملية؟ لذا لجأنا لمناشدة المسؤولين في السلطة الفلسطينية بدءاً بالرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء محمد اشتية ووزيرة الصحة مي الكيلة وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، لإنقاذ حياته بزرع كلية له عاجلاً، نظراً إلى حالته الحرجة، لكن ختى الآن لم يتواصل أحد معنا".

المساهمون