إصدارات.. نظرة أولى
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات النقدية والفكرية والتاريخية والفلسفية والرواية والقصة القصيرة وتاريخ الفن.
■ ■ ■
عن "منشورات المتوسّط"، صدرت قبل أيام النسخة العربية لكتاب "القارئ الأخير" للناقد والروائي والقاص الأرجنتيني ريكاردو بيجليا، أنجزها المترجِم المصري أحمد عبد اللطيف عن الإسبانية. في هذا العمل، يناقشُ بيجليا، الذي يُعدّ أحد أبرز المشتغلين في مجال النقد الثقافي وعلاقة الأدب بالتلقّي، أسئلةً من قَبيل: ما هو القارئ؟ مَن هو؟ وماذا يحدث له عندما يقرأ؟ ويَعتبر المؤلّف أنّ ثمّة تنويعةً لانهائية من القرّاء؛ مثل: الرائي، والمريض، والمُوسوَس، والميلانكولي، والمترجِم، والناقد، والكاتب، والفيلسوف، والمؤلِفُ نفسُه.
"أحفورات الفهم.. تاريخانيات المعنى"، عنوان كتابٍ للباحث السوري نجيب جورج عوض، صدر مؤخّراً عن "المؤسَّسة العربية للدراسات والنشر"، ويتضمّن دراسات تحليلية وتفكيكية تقارب قضايا تتعلّق بالشأن الثقافي والمخيال الديني والفكر السياسي في شقَّيها الغربي والعربي. وبحسب تقديم الكتاب، فإنّ "القارئ يجد في كل فصلٍ من فصوله محاولة حوارية في فكر فلسفي أو ديني أو سياسي لإحدى مدارس الفكر الغربية مع فكر عربي، أو لفكر غربي مع نفسه. ويترك للمفكّر العربي مصادر ووسائل يمكن له أن يعتمدها في فهم المخيال المعرفي العربي والمشرقي".
"مفهوم الجو العام"، عنوان كتاب جديد للباحث بروس بيغو صدر مؤخراً عن منشورات "سوي" ضمن سلسلة "النظام الفلسفي". يتناول العمل مفهوماً شبه منسيّ من البحث الفلسفي وهو الجو العام الذي يعرّفه المؤلّف بـ"دائرة غير مرئية تحدث فيها كل فصول حياتنا". يقرأ بيغو العالم باعتباره مجموعة من الدوائر التي ننتقل ضمنها: دائرة الجو الشخصي، ودائرة الحميمية الأولى، ودائرة الأسرة، فالفضاء العام، وصولاً إلى دوائر أشمل تتعلّق بالزمنية المطلقة لعصر من العصور. يتساءل بيغو عن الكيفية التي يتشكّل بها كل جو من هذه الأجواء التي نعيش ضمنها.
صدر مؤخراً عن "مجمع الأطرش" في تونس كتاب "محمد الطاهر بن عاشور تنويرياً" للباحث جمال الدين دراويل. يندرج الكتاب ضمن مجال تاريخ الأفكار، حيث يدرس مدوّنة المصلح التونسي من زاوية انشغاله بتطوير المؤسسات التعليمية في زمن وُضعت فيه في مواجهة تيارات التغريب بفعل وصول الاستعمار الفرنسي في نهاية القرن التاسع عشر. يشير دراويل إلى أن بن عاشور كان له وعي بأن النظم التعليمية السائدة عربياً في زمنه كانت لا تسمح للفكر العربي بأن يكون ضمن مجرى التاريخ، ومن هنا تأتي ضرورة اقتراح مناهج جديدة لتمرير المعارف بين الأجيال.
عن "دار العين"، صدر مؤخراً كتاب "البلاغة والفلسفة في أعمال محمد عابد الجابري" لـ إدريس جبري. في تقديمه للعمل، يشير الباحث المصري عماد عبد اللطيف إلى وجاهة تناول مدوّنة الجابري من زاوية البلاغة مقابل الانهماك البحثي حولها من زاوية مضامينها الفكرية. يدرس العمل مشروعين انكب عليهما الجابري، وهما: نقد العقل العربي وتحليل الخطاب القرآني، وهما عملان تميّزا ببناء برهاني يلامس الكثير من القضايا، مثل الأخلاق والدين والسياسة، وبالتالي فإن الكتاب يجعل من الجابري مدخلاً لفهم حضور البلاغة في مقاربة إشكاليات الفكر عموماً.
ضمن سلسلة "حروف الفلسفة"، يصدر قريباً كتاب "أفلاطون: الوجود والمثل والجدل" لـ محمد أبو هاشم محجوب، عن منشورات "كلمة". يلاحظ المؤلّف تركيز الفلاسفة على محاورة أفلاطون بداية من أرسطو وأفلوطين من الأقدمين، ثم الفارابي وابن رشد في الحضارة الإسلامية، وصولاً إلى العصور الحديثة مع كانط وهيغل وشلايرماخر ونيتشه وهيدغر، إضافة إلى عدد كبير من الدراسات الحديثة حول أفكارهم ورؤاهم. يتساءل محجوب إن كان ذلك يدلّ على "فشل في معرفة أفلاطون وقصور عن الإحاطة به"، أم يعني تجدّد قراءته بين العصور في محاولة لإدراك حقيقته.
صدرت حديثاً عن دار "الجمل" ترجمة لرواية "سلامبرلاند" للكاتب الأفروأميركي بول بيتي بترجمة عهد صبيحة. العمل يتناول قصة موسيقي جاز يسافر من أميركا إلى برلين بعد سقوط الجدار باحثاً عن موسيقي آخر يعمل في حانة يطلق عليها "سلامبرلاند" بهدف العمل معه على قطعة موسيقية ستشكل فرقاً. الرواية التي كتبها المؤلف الحائز على "مان بوكر"، تتناول علاقة العرق بالموسيقى والتمثيلات النمطية. العمل مليء بالشخصيات الغرائبية والأسطورية وتحضر الموسيقى والذاكرة الصوتية كمحرك أساسي في الأحداث المكتوبة بأسلوب بيتي الساخر والمرح.
عن منشورات "تكوين" في الكويت، صدرت رواية "قماش أسود" للكاتب والشاعر السوري المغيرة الهويدي. تقصّ الرواية حكاية نساءٍ وحيدات واجهن حياة قاتمة في ظلّ حكم "داعش" لمدينة الرقة السورية إلى جانب عددٍ من الصراعات المسلّحة التي شهدتها المدينة خلال السنوات الماضية ولم تنته بعد. كما يضيء الكاتب حكايات عن تكاتف الضحايا الذين يشتركون في المعاناة نفسها، ويتطرّق إلى مشاعر الحبّ التي تنمو في الظلمة، وعن الحرية التي تلوح في أفق الهاربين، وعن الخوف والقيود التي تحطم الإنسان في مدينة منسيّة نبتت أوجاعها على ضفاف نهر الفرات.
عن "دار خطوط وظلال"، يصدر قريباً كتاب "مسالك البصري: مرجعيات ورهانات الفن المعاصر" للكاتب والفنّان التشكيلي المغربي بنيونس عميروش، الذي يتناول فيه تاريخَ الفنّ المعاصر منذ نشأتِه مِن رحم الممارسات التصويرية، متتبّعاً تغيُّرات الاشتغال الفني وتحوُّلات المواضيع والوسائط ودور التاريخ والمجتمعات فيها، خصوصاً في الجهة الشمالية للبحر الأبيض المتوسّط. يعتبر المؤلِّف أنَّ الرصد التاريخي للقطائع المهمّة في نسق تاريخ الفن يُمكّن القارئَ العربي من فهم واستيعاب قفزات الممارسات الفنية وتحوُّلات الذائقة البشرية.
تحت عنوان "فاكهة الرجل الأخيرة"، صدر حديثاً عن "منشورات العائدون" كتابٌ للروائي والقاص الأُردني إلياس فركوح يتضمّن نصوصاً مِن مُجمَل مجموعاته القصصية اختارها بنفسه قُبَيل رحيله، منتصَف تمّوز/ يوليو الماضي. تُقّرّب هذه المختاراتُ القارئَ من تجربة فركوح القصصية وما مرّت به من محطّاتٍ وتحوُّلات. أصدر فركوح سبع مجموعاتٍ قصصية؛ هي: "الصفعة"، و"طيور عمّان تُحلّق منخفضة"، و"إحدى وعشرون طلقةً للنبي"، و"مَن يحرث البحر"، و"أسرار ساعة الرمل"، و"الملائكة في العراء"، و"من رأيت كان أنا"، و"حقول الظلال".
