الحكومة الروسية تجنّد صقوراً لحماية مقرها من الغربان

الحكومة الروسية تجنّد صقوراً لحماية مقرها من الغربان

06 أكتوبر 2020
تسعى الخطة إلى إخافة الغربان وليس إبادتها (Getty)
+ الخط -

قررت الحكومة الروسية تخصيص قرابة 600 ألف دولار في السنتين المقبلتين من أجل إبعاد الغربان عن مقرها، ومنعها من الإزعاج وإلحاق الأذى بالمبنى، وكشفت أنها تنوي الاستعانة بعدد من الصقور والبيزان والنسور بهدف إخافة الغربان وطردها إلى أماكن أخرى.

وكشفت وسائل إعلام أن تمويل الحملة الهادفة إلى منع أسراب الغربان من العيش والتكاثر فوق مبنى الحكومة والحدائق التابعة له في وسط العاصمة موسكو أدرج في الموازنة الفيدرالية لعامي 2021 و2021. ومع إشارته إلى أن أسراب الغربان تشكل تهديداً لأنها تحمل الأمراض، ما يضر بالصحة العامة للمواطنين، وتؤذي المساحات الخضراء والمباني وخاصة التاريخية منها، أوضح متحدث باسم وزارة الموارد الطبيعية الروسية لصحيفة "إر بي كا" أن الحديث يدور عن استخدام أنجع الطرق العالمية لهذا الهدف، وهو شراء ما بين ثلاثة وخمسة صقور توكل مهمة تدريبها لعدد من المدربين (صقارين).

تمويل الحملة الهادفة إلى منع أسراب الغربان من العيش والتكاثر فوق مبنى الحكومة والحدائق التابعة له في وسط العاصمة موسكو أدرج في الموازنة الفيدرالية لعامي 2021 و2021

وشدد على أن الهدف هو إبعاد الطير عن المبنى وليس اصطيادها وإبادتها. وذكر أن المصاريف ستتوزع على العناية البيطرية بالطيور الجارحة، ونقلها والدعم العلمي المنهجي للعملية. وأثنت الخبيرة في "اتحاد حماية الطيور" يلينا شنايدر على خطط الحكومة لاستخدام الصقور، وقالت في تصريحات صحافية إن "استخدام الأعداء الطبيعيين للغربان يعدّ خيارا ممتازا"، مشددة على أن الهدف يجب أن يكون "ترهيب الغربان وليس إبادتها". وحذرت من أن "إبادة الطيور يمكن أن تتسبب في أثر عكسي، لأن طيورا برية أخرى يمكن أن تحتل مكان الغربان المقتولة".
من جانبها، قللت الخبيرة في مركز التنسيق في "اتحاد حماية الطيور" من خطر الغربان، وأشارت إلى أن "أعداد الغربان تتناقص في كل عام من دون الحاجة إلى استخدام الصقور والبيزان. وفي السنوات الأخيرة، تراجع عددها بنحو خمس مرات"، مشددة على أن "الغربان لا يمكنها الإضرار بسقوف المباني غير المصنوعة من البلاستيلين".
وعادة ما تخصص الحكومة الروسية مبالغ من أجل إبعاد الطيور عن المواقع الحكومية والاستراتيجية. وفي عام 2016 اشترت وزارة الدفاع الروسية 432 بالونا كبيرا رُسمت عليها صور لطيور جارحة من أجل إخافة الطيور وإبعادها عن المطارات.

أعداد الغربان تتناقص في كل عام من دون الحاجة إلى استخدام الصقور والبيزان. وفي السنوات الأخيرة، تراجع عددها بنحو خمس مرات

واستخدمت السلطات الشيشانية أجساما طائرة صغيرة يتحكم بها عن بعد (ميني درون) من أجل إبعاد أسراب الغربان عن مطار مدينة غروزني. وبعد حادث اصطدام لطائرة مدنية مع أسراب الغربان قرب مطار "جوكوفسكي" في 2015، تم شراء 11 جهازا لطرد الغربان من محيط المطار ومدرجاته باستخدام تقنية الأصوات، كما أطلقت إدارة المطار عددا من البالونات العاكسة في السماء لإخافة الطيور.
ومع انتشار الغربان والطيور في شوارع موسكو ودخولها إلى محطات المترو، قررت إدارة المترو إلصاق صور كبيرة  للصقور والنسور والبوم على البوابات الزجاجية في مداخل وردهات 21 محطة لإبعاد الطيور الصغيرة والتخفيف من حوادث اصطدامها بالزجاج الشفاف.

صورة كبيرة لنسر معلقة على البوابة الزجاجية لإحدى محطات المترو في موسكو (غافريل غريغوروف/تاس)

وكانت موسكو أطلقت حملة منذ نحو عشر سنين من أجل تخفيف عدد الغربان في الحدائق العامة والمحميات الطبيعية، وسمحت لعدد من "الصقارين" المحترفين بتجريب مهاراتهم في بعض الحدائق لمواجهة "الغربان الوقحة" التي تهاجم الطيور الأخرى وتزعج رواد الحدائق بالاقتراب منهم، لكن سلطات المدينة تراجعت لاحقا عن ذلك.
نية الحكومة الاستعانة بالصقور لإبعاد الغربان تندرج في خانة تجربة طويلة للقائمين على حماية أبنية الكرملين وتوفير أفضل الظروف لعمل قادة البلاد. ومنذ ثمانينيات القرن الماضي، تحرس فرقة خاصة باستخدام الصقور والبيزان السطوح المطلية بالذهب في أبنية وكنائس الكرملين وتمنع الغربان وطيور الحمام البري من نقرها وتخريبها أو توسيخها.
ويستخدم القائمون على الفرقة طيور البوم لإخافة وطرد الغربان والنوارس من حدائق الكرملين، ومنعها من بناء أعشاش لها تحت سطوح الأبنية. ويؤكد حراس الكرملين أن الطيور الجارحة تتلقى تدريبات طويلة تركز على أن الهدف الرئيس هو إخافة وطرد الغربان وليس افتراسها. ولجأت حراسات الكرملين في الماضي إلى تخصيص فرقة من أجل الصعود إلى السقوف وطرد الغربان ومنعها من بناء أعشاش هناك، بطلب من مؤسس الدولة السوفييتية فلاديمير لينين، كما كُلف بعض الجنود بإطلاق النار عليها نظراً إلى أنها تطرد الطيور المغردة وتنشر قاذوراتها في المكان.

لايف ستايل
التحديثات الحية

لكن الشكاوى المتواصلة من قبل السكان القريبين وبعض القادة السوفيات، دفعت الحراس إلى ابتكار أساليب جديدة، منها إخافة الغربان عبر تسجيلات صوتية لطيور جارحة، لكن ذكاء هذه الطيور قلل من فعالية هذه الوسائل. ومنذ عام 1984، تشكلت وحدة الحراسة الخاصة من طيور الباز والصقور والبوم وتعدّ جزءا من الحرس الفيدرالي لحماية مقر القياصرة والقادة السوفيات والرؤساء الروس حاليا. ومن سخرية القدر أن تمثال لينين في وسط مدينة ماغادانسك شرقي روسيا، تحول إلى مادة لتهكم وسخرية الروس بعدما قامت المدينة بتركيب أسياخ قطع حديدية على رأس وكتف الزعيم الشيوعي من أجل إبعاد الغربان، والتقليل من الحاجة إلى غسل التمثال من قاذورات الطيور، من دون استخدام وسائل مكلفة، حسب سلطات المدينة، ولكن بعد شكاوى عديدة من الشيوعيين، أكدت السلطات منذ شهرين أنها ستعمل على إزالة القضبان والأسياخ الحديدية.

دلالات

المساهمون