"سولابة"... متحف مراحيض العالم

"سولابة"... متحف مراحيض العالم

07 يونيو 2016
يتضمن المتحف أيضاً الأثاث الذي وجد بالمراحيض (Getty)
+ الخط -
يُخصّص متحف "سولابة" في العاصمة الهندية نيودلهي، لعرض تاريخ المراحيض والصرف الصحي عالمياً، حيث تديره منظّمة سولابة الدوليّة المعنيّة بشؤون البيئة، وهو يُصنّف بأنّه واحد من أغرب عشرة متاحف في العالم. يُذْكَر أن متاحف المراحيض الأكثر شهرة حول العالم، تتضمن متاحف في كوريا الجنوبية واليابان وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، ويقع "سولابة" في مقدمتها. أنشئ المتحف الكبير عام 1992، على يد البروفيسور، بيندشوار باتاك، وهو ناشط ومصلح اجتماعي، حائز على عدة جوائز محلية ودولية، منها جائزة استوكهولم للمياه عام 2009. وكان الغرضُ من إنشاء هذا المتحف، هو تسليطُ الضوءِ على حاجة الهند لمعالجة مُشكلة قِطّاع الصّرف الصحّي في البلاد، وذلك عبر التأريخ للجهود التي بُذِلَت حول العالم في هذا الشأن، منذ الألفيَّة الثالثة قبل الميلاد.


يُقدِّم المعرض مقتنيات جُمعَت من 61 دولةٍ حول العالم، وتم ترتيبها في ثلاثة أقسام: العصور القديمة والوسطى والحديثة، أي تمّ ترتيب القطع الأثريّة وفقاً للتعاقب الزمنيّ، ويعود أقدمها إلى 3000 عام قبل الميلاد، وتتواجدُ قطعٌ تعود إلى نهاية القرن العشرين. تُبرِز تلك المعروضات تطوُّر التكنولوجيا المتعلقة بالمرحاض في سلسلة كاملةٍ من التاريخ البشري، والعادات الاجتماعية، والآداب المخصصة للتعامل مع الصرف الصحي في كلّ حقبةٍ زمنيّة، والإطار القانوني لذلك في كل عصر.

لا يحتوي المتحف على المراحيض وعناصر الصرف الصحي وحدها، بل يشمل كذلك الأثاث الذي وجد بالمراحيض، كالمقاعد والأواني التي توجد بغرفة المرحاض والحمّامات، وعناصر المرحاض الفيكتوري المزخرَف وأدوات الشّطف ودورات المياه التي ظهرت وراجت منذ عام 1145م وحتى اليوم. كما يعرُض المتحف كيفيّة استخدام كلّ مرحاض.


من المعروضات المثيرة للاهتمام والمسلية أيضاً؛ المواد والرسوم البيانية للمعلومات، وبعض المراحيض التي تم استنساخها للعرض، مثل المرحاض على شكل خزينة أو صوان لحفظ الكنوز من بريطانيا في العصر الأوسط، ونسخة، أيضاً، مُفترضَة لمرحاض الملك لويس الرابع عشر، حيث يُقَال إنّ الملك كان يستخدمه أثناء إدارة جلسات الديوان، كما يوجد مرحاضٌ مُموّه على شكل حقيبة كتب. ويقدم المعرض المعلومات عن نقل التكنولوجيا من روسيا إلى وكالة "ناسا" الفضائية الأميركية والخاصة بمعالجة البول وتحويله لمياه صالحة للشرب، في صفقة بلغت حوالي 19 مليون دولار. إضافة إلى لوحات فنية ورسوم فكاهية وساخرة وكاريكاتير تخص المراحيض ومستخدميها.


من المعروضات المميزة، أيضاً، مراحيض الذهب والفضة التي استخدمها أباطرة الرومان. كما يوجد شرح لوعاء طرد للمياه صممه السير "هارينجتون"، واسْتُخدِم في عهد الملكة إليزابيث الأولى. ويستعرِض المتحف نظام الصرف الصحي الذي كان موجوداً في عهد حضارة الهاربان (من 3300 – 1300 قبل الميلاد) في العصر البرونزي بوادي السند (حالياً: باكستان والهند الغربية). حيث تحتفظ صالة المتحف بمعروضات تاريخية تم جمعها من موقع لوتهال الأثري، وتكشف تطور المراحيض خلال حضارة وادي السند.

دلالات

المساهمون