عيد الشمس في "ستونهينغ"

عيد الشمس في "ستونهينغ"

05 يونيو 2016
ما زال هذا الحدث غير رسمي (Getty)
+ الخط -
لا تزال الدائرة الحجرية الأسطورية في منطقة ستونهنج (Stonehenge) البريطانية، تشهد حدثاً سنوياً غريباً يستمد جذوره من غموض نشأة تلك الدوائر التي تعود إلى العصر الحجري.

فما أكثر أولئك الذين يتجمعون في محيط المنطقة من السائحين والدريديين (عباد الطبيعة) والهيبز والباحثين عن الأسرار والأساطير، لقضاء أقصر ليلة في الصيف في نصف الكرة الشمالي، ومتابعة الشمس يوم 21 يونيو/ تموز حيث تكون الشمس في أعلى ارتفاع لها ظهراً فوق الأفق. التكوين الصخري الذي بُني منذ خمسة آلاف سنة؛ يحتضن الآلاف سنويا في الواحد والعشرين من شهر يونيو/تموز. وأيا كانَت دوافع الحاضرين العقائدية أو السياحية أو العلمية؛ فإن لحظة الشروق هذه تشبه السحر الذي يتغلغل فجأة في نفوس جميع الحاضرين. تماماً مثلما يحدث في معابد الأنكا في البيرو حين يحتفلون بانقلاب الشتاء. السحر الذي يفيض جلاله على الموقع أسهم في أن تذهب العقول كل مذهب. فمن أين أتت تلك الأحجار الضخمة؟!

فمنهم من يقول إنّها معابد قديمة أو مقابر للقدماء، ويزعم آخرون بأنّها كانت مرصداً للفلك وللاتصال مع الشمس. فيما يذهب عددٌ منهم إلى أنها دليل على زيارة الكائنات الفضائية للأرض، وغير ذلك من التفسيرات.

لم تكن ثقافة العصر الحجري مكتوبة، وليس لها تاريخ مدون ولا نقوش؛ لذا تبقى هذه التكوينات أسطورية غامضة، ويأتي هذا اليوم الاحتفالي ليمارس فيه الوثنيون الجدد الطقوس الأثرية القديمة في دوائر عفوية، فيملؤون المكان بقرع الطبول وفقاً للإيقاع القبائلي، بينما يقوم آخرون بالعزف والرقص والغناء.

دائرة أحجار "ستونهينغ" كانت مكاناً للتجمع على مدى آلاف السنين؛ وحديثاً جداً بدأ أشخاص يتجمعون حولها لممارسة عبادة الانقلاب الشمسي. وكان هذا اليوم المشهود يُحتفَى به، بين عامي 1972 و1984 بوصفه مهرجاناً للثقافة البديلة، حتى هاجمته الشرطة البريطانية واقتحمت الحدث. واليوم، ما زالت حدثاً غير رسمياً وتجمعاً عفوياً غير مُصرّح به.





المساهمون