نام يتحدّث لغته الأم...استيقظ يتحدّث بلكنة أجنبية

نام يتحدّث لغته الأم...استيقظ يتحدّث بلكنة أجنبية

13 مايو 2016
(Getty)
+ الخط -
رغم أنه من هولندا ولم يذهب قط لزيارة فرنسا، إلا أن الشاب الهولندي ابن السبعة عشر عاماً، الذي يفضل عدم الإفصاح عن اسمه حتى لا يتحول إلى ظاهرة إعلامية، لا يستطيع الحديث إلا باللكنة الفرنسية رغم كل محاولاته.

في الواقع، هناك 140 حالة حول العالم تسمى بـ"متلازمة اللكنة الأجنبية" التي سلطت عليها الضوء وسائل إعلام غربية عدة بينها "بي بي سي"،  حيث يجد بعض الأشخاص أنفسهم يتحدثون بلكنة أجنبية، تختلف تماماً عن لهجتهم الأم. وللتوضيح، لا يكتسب هؤلاء فجأة لغة جديدة من حيث المفردات والجمل والقواعد، بل أن طريقة لفظهم ولكنتهم تتغير لتصبح قريبة جداً لكيفية نطق الكلمات بلغة أخرى. وبحسب الدراسات العلمية، فإن معظم هؤلاء الناس أصيبوا بهذه الحالة إثر تعرضهم لجلطة دماغية.

في بريطانيا، على سبيل المثل، استيقظت امرأة من نيوكاسل بعد إصابتها بجلطة في عام 2006 لتجد أنها تتحدث بلكنة جامايكية. ومن الحالات الأخرى امرأة إنكليزية تتحدث بلكنة صينية، ورجل بات يتكلم بلكنة فرنسية بين عشية وضحاها بعد إصابته بنوبة من الالتهاب الوعائي الدماغي.

لكن المراهق الهولندي الذي سبق وأشرنا إليه، شذّ عن هذه القاعدة، إذ إنه يتحدث بلكنة فرنسية منذ الصغر كلفظ الراء بطريقة فرنسية، وكذلك أحرف العلة ليبدو كلامه فرنسياً تماماً، رغم أن والديه لا يفقهان شيئاً من هذه اللغة ولم يحاولا تلقينه إياها، وهو ما أثار اهتمام الباحث جو فرهوفن وفريقه من جامعة لندن.

بعد خضوعه لفحوصات عدة، تبين أن الخلل ناجم عن انخفاض في تدفق الدم إلى الجانب الأيسر من المخيخ المرتبط عادة بالقدرات الكلامية. وهو أمر يحدث لكل المصابين بهذه الحالة، إذ إن متلازمة اللكنة الأجنبية تعكس الضرر الحاصل في الجزء من الدماغ المسؤول عن اللغة واللهجة.

لكن المفاجأة في حالة الفتى الهولندي، أن الخلل في الجانب الأيسر من المخيخ ليس وحده المسؤول، بل هناك جزء آخر غير متوقع متأثر بالضرر، وهو الجانب الأيمن من المخيخ، المعروف عادة بأنه يرتبط بتنسيق الحركة لدى الإنسان ليس إلا.

بالتالي أفضت الفحوصات إلى أدلة تشير إلى أن المخيخ الأيمن غير مسؤول فقط عن تنسيق الحركة، لكنه يشارك أيضاً في التخطيط المعرفي والكلامي وقد يصاب بنفس الخلل كالجزء الأيسر. لكن الفحوصات لم تكشف عن السبب الذي أدى إلى اكتساب الفتى هذه اللكنة الفرنسية تحديداً البعيدة كل البعد عن محيطه وبيئته، وهو أمر يتكرر في كل الحالات المماثلة التي يبقى سببها غامضاً.

دلالات

المساهمون