فن الأوريغامي: طيّ الورق في اليابان

فن الأوريغامي: طيّ الورق في اليابان

03 مارس 2016
يسمى الورق المستخدم بـ "واشي" (Getty)
+ الخط -
عرفت جميع ثقافات العالم استخدام الخامات الورقية في صنع بعض ألعابها وتشكيلاتها الفنية، غير أن الثقافة اليابانية وحدها، استطاعت أن تحتفظ لنفسها بحقوق الملكيّة الفكريّة في هذا المجال تحت اسم "الأوريغامي". وهي كلمة تتكوّن من مقطعين؛ "أوري" ومعناها طي، و"غامي" ومعناها الورق. بالرغم من أن أول إشارة لظهور فنّ طي الورق، تعود لرهبان بوذيين قدموا من الصين.
يهدف الأوريغامي إلى بلورة الخيال على الورق المُسطَّح، من أجل إخراج نوعين من المجسمات. الأول، مجسمات ثنائية الأبعاد تستخدم فيها ورقة واحدة‏. والثاني، ثلاثية الأبعاد تستخدم فيها أكثر من ورقة. وهي مُجسَّمات تشبه كائناً ما أو حالة عامة. وفي العادة يكون الورق المستخدم مُربَّع الشكل وصغير الحجم.

ازدهر الفن باليابان في القرنين السابع عشر، والثامن عشر، باعتباره نوعاً من ألعاب التسلية، حيث أضيفت له أشكال جديدة وابتكارات ومنافسات في تطويره. فأنشأ اللاعبون مجسمات للكائنات الحية مثل طيور الكركي،‏ والضفادع،‏ والفراشات،‏ والديناصورات، والعديد من النباتات، ومراوح اليد النسائية. كما ظهرت مجسمات تعبيرية عن الحزن والبهجة والانطلاق وغيرها.
لا يحتاج العمل إلى أكثر من ورقة، فأصابع اليد وحدها هي التي تقوم بالعمل، مع انتباه شديد وتركيز حتى لا يحدث أيّ خطأ في ثني الورقة المستخدمة بصورة تعرضها للتلف وإفساد شكل المجسم. لذلك يسمى، الأوريغامي أحياناً بـ "فن الصبورين".

الأفكار الفريدة والتشكيلات الورقية الرائعة عرفتها ثقافات غربية أيضاً مثل إيطاليا وإسبانيا، لكن صعوبة حفظ المنتجات الورقية أضاعت آثارَها القديمة، فلم نصادف سوى إشارات في كتب التراث الغربي. وفي مصر يستخدم الأطفال هذا الفن في صنع المراكب والطائرات الورقية بصورة موروثة في أوقات لهوهم، بينما يتم تدريس الأوريغامي في المدارس اليابانية بوصفه علماً له أسس رياضية، يبدأ في مرحلة رياض الأطفال، من أجل تدريب الأطفال على الدقة والصبر. أيضاً دخل فن "طي الورق" هذا في بعض برامج التأهيل النفسي.

في مرحلة الانفتاح الياباني على الغرب امتزجت التقنيات الألمانية الرياضية بالأوريغامي، فحرّمت إدخال القصّ واللصق على الورق المستخدم، بعد أن كان مباحاً في السابق، فزادت من تعقيده وحرفيته. ويمكن استخدام جميع أنواع الورق في هذا الفن، لكن اليابانيين ورثوا نوعاً خاصاً من صناعة الورق اليدوي يفضلونه في العمل يسمى "واشي".

في القاهرة، تُقام مجموعة من ورش العمل لبعض الفنون اليابانية بصورة دورية، ومن بينها الأوريغامي، تحت إشراف مؤسسة اليابان الحكومية، التي تعمل على نشر الثقافة اليابانية دولياً، والتي افتتحت مكتبها بالقاهرة في 1995. كما تحظى تطبيقات الأوريغامي بعناية خاصة في المعاهد وكليات الفنون الجميلة بمصر. كما ظهرت تطبيقات إلكترونية تعليمية تأخذ بيد المتدرب لصنع مجسماته المحببة خطوة خطوة.


إقرأ أيضاً:أناقة الأجداد الباهظة

دلالات

المساهمون