محمد صبحي: المنتجون يهدمون المجتمع بتدمير صورة المرأة المصرية

محمد صبحي: المنتجون يهدمون المجتمع بتدمير صورة المرأة المصرية

02 اغسطس 2015
على هامش مهرجان "الفحيص" في الأردن (العربي الجديد)
+ الخط -

يأخذ محمد صبحي وقته في تقييمه الأعمال الدرامية. تابع خلال الموسم الدرامي عملين فقط: "تحت السيطرة" و"حارة اليهود"، وبرأيه أنّهما عالجا إشكاليتين أساسيتين في المجتمع العربي والمصري. 

"تحت السيطرة" شدّ انتباهه، لأنّ موضوعه حسّاس: "إدمان المخدرات، فـ10 ملايين مصري يعانون من هذه الآفة"، يقول لـ"العربي الجديد". خصوصاً أنّه "في دراما رمضان 2014 لم يخلُ مشهد واحد من التدخين أو تعاطي المخدرات. وكوني سفيراً للنوايا الحسنة لصندوق مكافحة الإدمان في مصر، رصدنا في صندوق علاج الإدمان ومكافحته جائزة للعمل الدرامي الذي يحارب هذه الآفة، لكن لم نجد. ومسلسل "تحت السيطرة" الأقرب والأكثر واقعية". ويشدّد صبحي على أنّ "المسلسل نجح لأنه ناقش الموضوع، لكن كان يمكن تجنّب مشاهد التعاطي لئلا نقع في فخّ الترويج".

أما "حارة اليهود"، فاعتبر صبحي، في مقابلة على هامش الدورة 24 لمهرجان الفحيص الأردني، أنّه "أوضح الفرق بين اليهودي والصهيوني. ويدعو إلى التقارب بين الأديان السماوية. فكثير من اليهود يعيشون في دول أوروبية ويدافعون بشراسة عن القضية الفلسطينية أكثر من بعض الفلسطينيين. والصهيونية فعل واعتقاد ومغالاة وليست ديناً. وهناك "صهاينة" من أديان مختلفة".

اقرأ أيضاً: كيف صوّرت السينما المصرية اليهود؟

وأشاد صبحي بالفنان الأردني إياد نصار بطل مسلسل "حارة اليهود" ووصفه بـ"الممثل المهمّ. لكنّه لم يخرج إمكاناته كلّها". ودعا الدراما إلى "صناعة أعمال رومانسية تسمو بالروح في الوقت الراهن، لأنّنا مللنا مشاهد البلطجة بحجة تصوير المجتمع الحقيقي".

وتابع: "الصهيونية تغوّلت في العالم بشكل رهيب. وليس أدلّ من اقتحام المسجد الاقصى قبل أيّام من دون ردّة فعل شعبية، ولو من باب أداء الواجب. ولم ترتقِ اعتراضات القادة العرب فوق مستوى الشجب والاستنكار". وتذكّر صبحي نبوءته التي أطلقها قبل عامين عندما قال: "ماذا لو جاء العام 2016 وهدم المسجد الأقصى، حينها ماذا سيفعل العرب؟"، وأجاب: "سيكتفون بالتباكي على هذا المسجد، ويطلقون بيانات الشجب والاستنكار ليس أكثر".

وكشف صبحي أنه لا يشجع حالياً على تقديم أعمال تتناول الثورات العربية "لأنّ الفنان يجب أن يبتعد عن المشهد ليراه بوضوح كي يكون حكمه صادقاً ومحايداً". واستطرد: "الفنّ يجب أن يحقّق المتعة والدهشة، ونحن في الوسط الفني فقدنا العنصرين معاً".

اقرأ أيضاً: هل يستغل عادل إمام الوضع في سورية ليهاجم الثورات؟


بغضب يقول: "كفنان أصبحت مروّجاً للإعلانات التي أصبحت تتحكّم بموضوعات الأعمال الدرامية وحتّى في اختيار الفنانين، والفنّ المصري حالياً للأسف يقدّم المرأة المصرية على أنّها عاهرة. مؤخراً كانت جميع الإنتاجات تجنح نحو هذا الوصف، فأصبحنا نصدّر المرأة المصرية بهذا الوصف في الدراما والسينما، والمنتجون حالياً يهدمون المجتمع عبر تدمير صورة المرأة المصرية في المجتمع المصري".

ويكمل: "هناك فارق كبير وجوهري بين حرية الإبداع وبين قلّة الأدب، ومن يتحكم بمصير الفنّ حالياً يدّعي الحرية، كما يراها هو، وإن حطّم الوطن والمجتمع".

المساهمون