مطبخ رمضان التونسي.."قفّة" كريمة ومائدة عامرة

مطبخ رمضان التونسي.."قفّة" كريمة ومائدة عامرة

18 يونيو 2015
العين تعشق قبل المعدة أحياناً (Getty)
+ الخط -
لم يفقد شهر رمضان قيمته الروحانية والاجتماعية عند التونسيين، فقد حافظ على خصوصيته، رغم التغييرات المرتبطة بواقع التونسي وإمكاناته المادية وطبيعة عيشه.

ولعلّ مائدة رمضان التونسية هي أكثر ما يميّز مظاهر اليوميات الرمضانية، إذ يبدأ الاستعداد لها قبل أيام من غرّة الشهر.وبعد أيام تسوّقٍ، تشمل الأواني والأطعمة والزينة، تُخصص لها ميزانية خاصة، قد تُرغم ربّ الأسرة على الاقتراض، لمجابهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

ظروف كثيرة لم تحُل دون أن تعبئ كلّ أسرة تونسية "قفّة رمضان" (سلّة) بالسكّر والسمن والزيت والبيض والحليب والتمر وغيره من الفاكهة المجفّفة، وطبعاً اللحوم والأسماك.
ولا تخلو "قفة" رمضان في تونس من مادة "الملسوقة"، وهي نوع من العجين يعدّ بالدقيق والملح والماء، وهو الأساس لصنع "البريك" التونسي اللذيذ، والذي طالما افتتح وجبات التونسي بعد الإفطار. إذ تواظب ربات البيوت على إعداد "الملسوقة"، إضافة إلى مواد أخرى مثل “البسيسة" و"الفريك"، استعداداً للشهر الكريم، لكنّ ذلك تراجع خلال السنوات الأخيرة، وبات الجميع تقريباً يعمدون إلى اقتناء المواد جاهزة من المحلات الكبرى.

وتعتبر الحلويات زينة المائدة التونسية في رمضان، تختلف تركيبتها ومكوناتها حسب مقدرة التونسي الذي يواظب على اقتنائها أو إعدادها في المنزل وفق ميزانيته وما تسمح له به من كميات السكر والمكسّرات وأنواع العسل وجودته، ومن أشهر حلويات رمضان التونسية: "المخارق" و"الزلابية" و"الصمصة" و"المقروض" القيرواني. كما تختصّ بعض المحافظات التونسية بأكلات أو حلويات بعينها.

واقتداء بسنّة الرسول، اعتاد التونسيون افتتاح إفطارهم باللبن والتمر، ويحبّ كثيرون بينهم شقّ حبات التمر وحشوها بالزبدة أو المكسرات مثل الجوز واللوز، لتعطي الصائم المزيد من الطاقة.

أما طبق سحور التونسي، فهو مشترك بين معظم البيوت، ويتمثّل أساساً في "المسفوف"، وهو طبق من الكسكسي المطبوخ الذي يتمّ خلطه وتزيينه بالسكر والتمر والرمان بشكل رئيسي.

إقرأ أيضاً: "الفجعة" استقبال شهر الصيام بوليمة دسمة

المساهمون