"السّحلب".. من تركيا إلى الدول العربيّة

"السّحلب".. من تركيا إلى الدول العربيّة

12 مارس 2015
زهير حنقير يصنع السحلب (العربي الجديد)
+ الخط -
يتكوّن مشروب السحلب من الحليب بشكل أساسي ومسحوق نبتة السحلب ويضاف إليهم السكر وماء الورد والمستكة والقرفة. وبالإضافة إلى كونه يبعث الدفء في الجسم، فهو ذو قيمة غذائية عالية، ويعتبر علاجاً لبعض أمراض المعدة، ومنشّط للدورة الدموية.

تشتهر مدينة صيدا جنوبي لبنان ببيع مشروب السّحلب، إذ يعتبر من الحلويات التراثية ويقدّم عادة في السهرات العائلية. أحد بائعي السحلب في صيدا زهير حنقير، يقول لـ "العربي الجديد": "أسّس والدي شفيق حنقير هذا المتجر عام 1950 في صيدا القديمة، وكانت في ذلك الوقت تقدّم كوجبة أساسية في فصل الشتاء.

وعلى الرغم من أنّها تركية الأصل، إلاّ أنّها انتشرت في الشرق الأوسط بشكل كبير، لكنها تختلف بين بلد وآخر. في تركيا ومصر، يكون مشروب السّحلب سائلاً ويضاف إليه المكسرات من فستق حلبي وجوز ولوز. أمّا في لبنان، يصنع جامداً نوعاً ما ويضاف إليه القرفة بدلاً من المكسرات".

يضيف: "بدأت بمساعدة والدي بتحريك السّحلب عندما كنت في الثامنة من عمري، وفي الصبّاح يذهب ليرتاح وأقوم أنا ببيعه. كان زبائننا في ذلك الوقت صيادي السمك وعمّال الأفران الذين يخرجون من بيوتهم باكراً، كذلك التلاميذ قبل توجههم إلى مدارسهم، إذ كان يعتبر وجبة فطور رئيسية في الشتاء". يُقدّم السّحلب في أكواب، ويرغب بعض الزبائن بتناول الكعك أو الخبز الإفرنجي معه.

ويشير زهير إلى أنّ السّحلب كان يُباع من الفجر حتى العاشرة صباحاً، ومن المغرب حتى منتصف الليل، لكن الآن تغيرت الظروف، وأصبح من المأكولات التراثية المطلوبة في الولائم والسهرات العائلية. ويلفت إلى أنّ عدداً كبيراً من الجيل الجديد لم يعرف السحلب، لكن خلال التسعينيات ازدهرت السهرات الرمضانية في مدينة صيدا، وكانت تقدّم خلالها المأكولات التراثيّة ومن ضمنها السّحلب، فزاد عدد متناوليه.

يختم حنقير قائلاً: "ورثت هذه المهنة عن والدي وما زلت في نفس المكان محافظاً على التراث الصيداوي بالإضافة إلى صنع بعض الحلويات مثل "الرز بحليب" الذي نطلق عليه "المُجمّر".

دلالات

المساهمون