"العرضة النجدية" على قائمة التراث العالمي الشفوي

"العرضة النجدية" على قائمة التراث العالمي الشفوي

04 ديسمبر 2015
تقليد حاضر في مختلف المناسبات (تويتر)
+ الخط -
اعتمدت منظمة اليونسكو، خلال اجتماعها العاشر والذي يقام في حالياً في ناميبيا، "العرضة النجدية" ضمن لائحة التراث العالمي الشفوي. وبذلك تكون الحضور السعودي الأول على لائحة الفولكلور الشفوي العالمي، بعد أن تم تسجيل أربعة مواقع خلال السنوات القليلة الماضية على لائحة التراث العالمي المادي.

وعَرّفت اليونسكو "العرضة النجدية" باعتبارها "أداءً استعراضياً، يجمع بين الرقص، وقرع الطبول، وإلقاء الشعر، لبدء أو إنهاء المناسبات البارزة، مثل الأعياد الدينية، وحفلات الزواج، أو حفلات التخرج من الجامعة، وفي المناسبات ذات الطابع الوطني أو المحلي"، مضيفة أن "العرضة" تعتبر من "العناصر الرئيسية في التعبيرات الثقافية التي يمارسها المجتمع".

وجاء في التعريف أيضاً: "يحمل الرجال سيوفا لامعة، وقوفا كتفا لكتف، في صفين متقابلين، تاركين مسافة بينهم، من أجل ترك مساحة للطبول".

وتعتبر العرضة من أهم التعبيرات الثقافية التي توارثتها الأجيال في منطقة نجد، وسط المملكة العربية السعودية، وتم اعتمادها في المناسبات الرسمية للدولة، ويؤديها ملوك السعودية وحتى ضيوفهم الأجانب في بعض الأحيان.

وقد تم تسجيل أربعة مواقع سعودية أثرية على القائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو خلال السنوات القليلة الماضية. وهي منطقة الحِجر (مدائن صالح) قرب محافظة العلا، و"حي طريف" في الدرعية التاريخية، بالإضافة إلى جدة التاريخية أو ما تعرف بـ"جدة البلد"، والنقوش الصخرية التاريخية في منطقة حائل. والتي تصنف جميعا تراثا ثقافيا، باعتبارها مواقع من صنع البشر، وذات أهمية تاريخية وفنية استثنائية.



وتم تسجيل "الحجر" أو مدائن صالح، سنة 2008، كأول موقع سعودي يسجل في قائمة التراث العالمي. ويرجح الباحثون أن يكون الأنباط من أوائل الحضارات التي سكنت الحِجر وعمرته، كثاني أهم حواضرهم بعد البتراء. ويمتد الموقع التاريخي على مساحة تقارب 13 كيلومترا، حيث تضم آثار مدائن صالح واجهات صخرية مختلفة، بعض تلك الواجهات تعود إلى التاريخ الإسلامي القديم.

كما تم تسجيل "حي طريف" في مدينة الدرعية التاريخية، كثاني موقع تاريخي يتم تسجيله في قائمة اليونسكو، وذلك سنة 2010. وتكتسب مدينة الدرعية أهمية مضاعفة لتاريخ السعودية السياسي الحديث. فالدرعية كانت قاعدة تأسيس الدولة السعودية الأولى، ولقاء الإمام محمد بن سعود مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب سنة 1744 تقريبا، حيث يعتبر هذا اللقاء بمثابة بداية لتكوين الدولة في نجد، وتحويل تلك القرى المتناثرة إلى وحدة سياسية شملت لاحقا أجزاء واسعة من جزيرة العرب، كما هي اليوم.

استمرت الدرعية عاصمة للدولة السعودية، حيث مقر قصر الحكم ومبان إدارية أخرى، حتى تم تدميرها على يد القوات العثمانية بقيادة إبراهيم باشا سنة 1818، لينقل الإمام تركي بن عبد الله العاصمة إلى الرياض، سنة 1824، وتبدأ مرحلة أخرى، باتت تعرف لاحقا بأنها "الدولة السعودية الثانية".

وتم تسجيل حي طريف تحديدا، لأنه يضم قصر سلوى التاريخي، وجامع الإمام محمد بن سعود، كما يضم الموقع قصورا أخرى، وسورا يحيط بالمدينة مع أبراج مراقبة كانت تستخدم لأغراض عسكرية.



أما الموقع الثالث الذي تم تسجيله سعودياً، فهو جدة التاريخية أو "جدة البلد"، والتي تم تسجيلها في قائمة التراث العالمي سنة 2014. وتضم سور مدينة جدة التاريخي الذي يعود تاريخ بنائه إلى المماليك. بالإضافة إلى حارات جدة التاريخية، والعديد من المساجد والمباني والأسواق التي تعبر عن أصالة وتنوع المنطقة. وتعتبر تلك المباني من التجمعات ذات القيمة التراثية الاستثنائية، بسبب قدم المنطقة، وتميز مبانيها من الناحية الفنية والمعمارية.

الموقع الرابع والأحدث تسجيلا، خلال العام الجاري، هو نقوش منطقة حائل أو ما تعرف بمنطقة "جبة"، وهي نقوش تاريخية صخرية تمتد على مسافة 60 إلى 80 كيلومترا، وتنتمي إلى فترات تاريخية مختلفة، يعود أقدمها إلى العصر الحجري، ما يقارب 10 آلاف سنة من الآن. وتدون تلك النقوش حياة أهل تلك المنطقة اليومية من صيد ورعي وغيرها. بالإضافة إلى وجود نقوش ترجع إلى الحضارة الإسلامية.

هذا وقد أقرت اللجنة الحكومية لصوت التراث الثقافي غير المادي باليونسكو، إدراج كل من القهوة العربية، والمجالس، والرزفة، ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي.

وقامت كل من السعودية وقطر والإمارات وسلطنة عُمان، بتقديم ملفين مشتركين، لتقديم "المجالس" و"القهوة العربية" ضمن التراث الشفوي، وقدمت سلطنة عُمان، والإمارات، ملفا مشتركا لـ"الرزفة" وهي من الفلكلور العُماني – الإماراتي.

اقرأ أيضاً: مهرجان لأفلام الشباب في السعودية

دلالات

المساهمون