فن الأرابيسك: الإبداع الإسلامي القديم

فن الأرابيسك: الإبداع الإسلامي القديم

31 ديسمبر 2015
أحد الحرفيين خلال عمله (العربي الجديد)
+ الخط -
فن الأرابيسك هو فن الزخرفة بنماذج من الطبيعة وأشكال هندسية متداخلة ومعقدة، وهو أحد عناصر الفن الإسلامي القديم، ورمز للعمارة الإسلامية، حيث كان يُزيّن جدران وأعمدة المساجد والقصور أيام الدولة العثمانية، ثم انتشر في بعض الدول الأخرى، لكنه بقي يعبّر عن الهوية العربية الإسلامية الخالصة، وازدهر في سورية ومصر.

إقرأ أيضاً:صندوق العرس...صندوق الأسرار الذي صار "أنتيكا"

فن الأرابيسك من الفنون الجميلة جداً ويعتبر فناً تشكيلياً على الخشب يعتمد على أشكال هندسية معقّدة ودقيقة تُصنع بطريقة الحفر والنقش والتطعيم، ويحتاج إلى صبر ودقة عالية، فبعد إعداد الرسومات الهندسية للأجزاء المطلوب خرطها، واختيار نوع وحجم الخشب المطلوب، ثم التثبيت على المخرطة، وطبع التصميم على الخشب، والحفر والتشكيل، وأخيراً الدهان بالورنيش أو بمواد أخرى تعتبر سوائل سريعة الجفاف ذات تغطية عالية لامعة لها ملمس زجاجي لامع يساعد على إظهار جمال ألياف الخشب، ولهذا فإن "الأرابيسك" يعتبر صناعة وفناً معاً.

يتواجد فنانو "الأرابيسك" في مصر وسورية، وبعد اندلاع المعارك في سورية نزح العديد منهم إلى لبنان، واستقر عدد منهم في منطقة إقليم الخروب، جنوبي العاصمة اللبنانية بيروت، وعملوا في مشغل لصناعة "الأرابيسك".

نجوى سعيد، المشرفة على المشغل، قالت لـ"العربي الجديد": بدأت الفكرة بعد نزوح السوريين من بلدهم ووجود عدد منهم يتقن هذه الحرفة، افتتحت جمعية الوعي والمواساة الخيرية في بلدة كترمايا (إقليم الخروب) مشغلاً من أجل مساعدتهم للحصول على عمل بالدرجة الأولى، وكي تنتقل هذه الحرفة إلى لبنان لأنها مميّزة وتراثية.

أضافت: حرفة "الأرابيسك" صعبة وتحتاج إلى صبر كونها تتكوّن من قطع صغيرة وتُنفذ يدوياً، وهي من الحرف الجميلة والتي تحتاج إلى ذوق في تنسيق الألوان والرسومات، ومشغلنا هو الوحيد حالياً في لبنان الذي ينتج قطع الأرابيسك سواء كانت أثاثاً منزلياً أو قطعاً صغيرة مثل علب الهدايا والمجوهرات والمصاحف.

ولفتت إلى أن هذه الحرفة مشتهرة في مصر وسورية ولكن هناك اختلاف صناعتها بين البلدين.

إقرأ أيضاً:دار الكريتلية.. متحف الغرف السرّية في مصر القديمة


المساهمون