الإعلام المصري وجريمة ليبيا: جرعة زائدة من العنف

الإعلام المصري وجريمة ليبيا: جرعة زائدة من العنف

16 فبراير 2015
عيسى:ما حصل مع المصريين في ليبيا حصل داخل مصر(يوتيوب)
+ الخط -
طغى خبر ذبح المصريين الأقباط من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" في ليبيا، على كل الأخبار الأخرى منذ إطلاق الفيديو ليل أمس. واهتمت وسائل الإعلام حول العالم بالجريمة الوحشيّة، ونقلت الخبر. إلا أنّ اهتمام الإعلام المصري- المعني الأول- كان مختلفاً.

معظم القنوات المصريّة عرضت الفيديو أثناء برامجها الليليّة. وكانت قناة "صدى البلد" الأولى التي عرضت الفيديو، ثم قنوات "المحور" و"سي بي سي" و"أون تي في" و"دريم".

وفي الوقت الذي انهمرت فيه دموع أحمد موسى على قناة "صدى البلد"، حزنًا على الضحايا، خالف عمرو أديب على قناة "أوربت" الجميع، وطالب السيسي بعدم انتظار إذن المصريين لشن الحرب على "داعش". وقال: "‏أنا مش هستنى لما أشوف داعش في ميدان التحرير".

وفي خلط واضح للأوراق، وفي وصلة تحريض من إبراهيم عيسى على قناة "أون تي في"، اتهم عيسى المجتمع المصري بصناعة "داعش"، بدعوى التسامح مع التيارات الإسلامية وعلى رأسها "الإخوان المسلمون".​
 
وعلق الإعلامي سامي كمال الدين على مداخلة لأحد مؤيدي السيسي مع "الجزيرة"، وقال: "‏سيساوي على الجزيرة: السيسي هيجيب تنظيم داعش ويعدمهم في ميدان التحرير، كان جاب حق جنودنا اللي بيتقتلوا كل يوم في سينا.. مش هنلبس العمة تاني".

وأثار هذا غضب المستخدمين المصريين، الذين اعتبروا بثّ الفيديو بمثابة وحشيّة تامة. وطالب الإعلامي مصطفى الأغا على حسابه الخاص بالحفاظ على مشاعر أهالي الضحايا، وتساءل: "‏لماذا تم رفع فيديو مقتل أحد الفرنسيين في "شارلي إيبدو" حفاظًا على مشاعر أهله ولبشاعته، وتبقى فيديوهات ذبح أبنائنا؟ هل حتى نزداد خوفًا أم ماذا؟".

وصباح اليوم، وبعد إعلان الجيش المصري أنّه شنّ ضربات جويّة على مراكز "داعش" في ليبيا، كتب رجل الأعمال المصري، وصاحب قناة "أون تي في" نجيب سويرس: "الله أكبر".

ثم انتقد ساويرس تغطية قناة "سي إن إن" لجريمة "داعش"، قائلاً: "مرة أخرى تغطية إعلامية لـcnn معدومة لهذا الحدث... أرواح الناس تختلف قيمتها حسب جنسيتها... جاتكوا نيلة".

وكتب الصحفي والمدون حسام الحملاوي قائلا: "نظام طائفي داس على الأقباط بالمدرعات وبيهجر عائلات قبطية بالكامل من منازلها وجاي يقول إنه رايح يثأر لدماء شهداء الأقباط المسيحيين في ليبيا؟"، بينما كتب المحامي خالد أبو بكر: "السيسي نجح في الاختبار. كلم شعبه، وعده، عقد اجتماعاته، ضرب بقواته، الصبح كان في الكاتدرائية. كل ده تم في كام ساعة. سنترحم علي أبنائنا وستحيا مصر".

وقال الصحفي جمال سلطان "قتل داعش 21 مدنيا مصريا في ليبيا جريمة بكل المقاييس الدينية والأخلاقية، والقتلة يجب عقابهم، ولكن الاندفاع في عقاب جماعي يطال أبرياء أخطر".

في حين انتقدت المغردة أماني محجوب تغطية قناة الجزيرة قائلة: الجزيره هاتلم صور المدنيين اللي اتقتلوا في الحروب من أيام حرب الهكسوس وتنشرها علی أساس إنها حصلت في ليبيا النهاردة. لذا لزم التنويه.

وكتب الإعلامي بقناة الجزيرة عبد العزيز مجاهد: البعض يتحدث بمنطق أن الـ21 مصريا المذبوحين دخلوا ليبيا بطريقة غير شرعية وبلا تأشيرات، وهم لا يختلفون عمن برروا ذبح الأولتراس لأنهم دخلو بلا تذاكر.

اقرأ أيضاً: تأكيداً لتقرير"العربي الجديد": الجيش المصري يوجّه ضربات لـ"داعش" بليبيا