ليلة قطع البثّ في مصر

ليلة قطع البثّ في مصر

26 أكتوبر 2014
ربط المتابعون المصريون بين الأحداث الثلاثة (فيسبوك)
+ الخط -
يبدو أنّ ضحايا حادث سيناء الإرهابي لن يقتصروا فقط على الجنود الشهداء، أو إرهابيين سيكون منهم القصاص المفترض، ولكن سينضم لهم عدد من الإعلاميين.

الإعلامي محمود سعد أصبح أحدث هؤلاء الضحايا، ففي خطوة مفاجئة قررت قناة "النهار" التي عمل فيها لسنوات، إيقاف حلقة يوم السبت. وأصدرت بياناً لم تُشر فيه لسعد بالاسم، ولكنها قالت: "النهار لن تسمح بترويج للمفاهيم السفيهة عبر ضيوفها، لإضعاف معنويات الجيش المصري، أو هؤلاء الذين عمت ضمائرهم عن الإحساس بمشهد الحزن المصري على دماء شهدائنا في شمال سيناء".
في نفس الليلة، قامت قناة "المحور" بقطع البثّ على الإعلامي محمد مصطفى شردي، ولم يتم عرض "تتر" برنامجه. إلا أن شردي وإدارة القناة قاموا بنفي هذه الأخبار، وقالوا إن البرنامج تم عرضه دون "تتر" النهاية، وهو ما اعتبره مراقبون أمراً مثيراً للدهشة. وعلّق أحدهم على وسائل التواصل قائلاً: "هو خلاص جت على التتر ووقفت؟".
وتزامن ذلك مع انقطاع البثّ عن برنامج "القاهرة اليوم"، الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب، على فضائية "اليوم"، بشكل مفاجئ. وبعد أن عاد البثّ مرّة أخرى، أعلنت القناة، أن سرّ الانقطاع هو "سوء في الأحوال الجوية".

هذه الأجواء عززت التوقعات بمزيد من التضييق على الإعلام الذي أبدى تأييداً واضحاً للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
مواقع التواصل الاجتماعي استقبلت هذه الأجواء وخبر إيقاف برنامج سعد بردود فعل متباينة. وتنوعت بين محاولة تفسير الإيقاف ومن يقف وراءه، وبين فرحة مؤيدي النظام المتقبلين لأيّ قرار للسلطة والتبرير وإن لم يكن التهليل. أما معارضو النظام فهم في خصومة مع سعد، لذلك رأوا القرار مثل جزاء سنمار للرجل الذي قال قبل إيقافه بيوم: "إن مواجهة الإرهاب أهم من الصلاة".

وهذه ليست المرّة الأولى التي يتمّ فيها التضييق على الإعلاميين في مصر، أو حتى إيقاف البرامج على الهواء، كما حدث مع عبدالرحيم علي.

المساهمون