الأخبار الكاذبة: تهويلٌ لضرب الانتفاضة اللبنانيّة

الأخبار الكاذبة: تهويلٌ لضرب الانتفاضة اللبنانيّة

22 أكتوبر 2019
(حسين بيضون)
+ الخط -

تدخل الأخبار الكاذبة في صلب الانتفاضة اللبنانيّة، فيما تتخبّط الأحزاب الحاكمة أمام انسحاب الشارع الشعبي من سلطتها وسيطرتها. بدأ ذلك تزامناً مع بدء الحراك يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، احتجاجاً على الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردّي بالدرجة الأولى، ومطالبةً بإصلاحات شاملة تُعيد للبنانيين أموالهم المنهوبة، والديمقراطيّة التي تسمح بوصول ممثّلين حقيقيين وأصحاب الاختصاص إلى مراكز السلطة، وتسمح بالعدالة وتوقف الفساد.

تعتمد مجموعة من وسائل الإعلام الإلكترونيّة (غير المعروفة) على الشائعات كي تحصد عدداً أكبر من الإعجابات والتفاعلات مع أخبارها، في ظلّ تسمّر طبقة كبيرة من اللبنانيين أمام الشاشات لمتابعة ما يجري على الأرض في مختلف المناطق اللبنانيّة. تتغذى تلك الشائعات عبر أخبار غير موثوقة تبدأ بتحليلات على "واتساب" ومواقع التواصل الاجتماعي، ويتمّ نشرها على نطاق واسع لغايات مختلفة، بينها ضرب الحراك وتشتيت المتظاهرين، أو حتى تخويفهم.

وانتشرت خلال الأيام الماضية أخبار عن استقالة وزيرة الداخلية ريا الحسن إثر الاحتجاجات، مرفقةً ببيان مفبرك. كما انتشرت أخبار عن وفاة الرئيس اللبناني ميشال عون، وتمّ نسب بعضها إلى وكالة "رويترز" وقناة "إم تي في" اللبنانيّة، تبيّن أنّها عارية عن الصحة. كما تمّ فبركة تصريحات للنائب السابق وليد جنبلاط يتحدّث فيها عن نيّة وزرائه الاستقالة ورفض ورقة الحريري "الإصلاحيّة"، والتي شارك في مناقشتها وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي.




وانتشرت أخبار كاذبة عن "توجّه قائد الجيش لاجتماع مع قادة الألوية لإقامة حكومة عسكرية مؤقتة وتسليم الجيش مهام البلاد"، تزامناً مع حملة على مواقع التواصل دعمتها تصريحات على قنوات لبنانيّة تدعو إلى "حكم عسكري".

ولعلّ الحملة الإلكترونيّة الترهيبية التي أطلقتها أحزاب موالية لـ"العهد"، وعلى رأسها "حزب الله"، وتضمّنت تنمّراً على "تويتر" وبثّ شائعات على "واتساب" وترهيباً على "فيسبوك"، كانت من أبرز أسباب انتشار الأخبار الكاذبة، والتي تحاول بثّ الخوف لتفكيك الشارع. ويتم بثّ شائعات عن توعّدات باعتداءات على المتظاهرين وتوجّه "مجموعة من المندسّين" إلى التظاهرات لضربها وتفتيتها، ما يتسبّب ببث جوّ من الخوف ومغادرة بعض المواطنين لساحات الاحتجاج، خصوصاً في وسط بيروت. وكان ذلك هو الهدف من تجوّل مجموعة من الدراجات الناريّة التي تحمل أعلام "حزب الله" و"حركة أمل" وتهتف هتافات طائفية بالقرب من ساحات التظاهر في وسط بيروت، قبل أن تتصدى دوريات الجيش لها وتمنعها من التوجّه إلى الساحات.