المرسوم رقم 16 في سورية... نقاش نيابي وغضب إلكتروني

المرسوم رقم 16 في سورية... نقاش نيابي وغضب إلكتروني

02 أكتوبر 2018
(عامر المهيباني/فرانس برس)
+ الخط -
انشغلت حسابات السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي، بالمرسوم التشريعي رقم 16 والذي لا يزال يناقشه مجلس الشعب السوري، قبل المصادقة عليه.

المرسوم الذي لم يُنشر رسمياً وتم تسريب نسخة منه، قام عددٌ من وسائل الإعلام بنشرها، أثار سخطاً كبيراً في ظلّ الشارع المؤيد لرأس النظام السوري بشار الأسد، إذ اعتبروا المرسوم الخاص بتنظيم عمل وزارة الأوقاف زيادةً من صلاحيات الوزارة، وتحوّلاً في شكل الدولة إلى الدولة الدينية لا العلمانية التي يدّعيها النظام.

ووصفت مجد نيازي، رئيسة حزب "سوريا الوطن"، في منشور على صفحتها على فيسبوك، الميزات التي ستُعطى لوزارة الأوقاف ورجال الدين بأنها إعادة لسورية للعصر الوهابي وفق تعبيرها، كما دعت بذات المنشور إلى وقفة احتجاجية أمام مجلس الشعب.



أمّا ثائر الصفدي، وهو شاب سوري يقيم في دمشق، نشر ساخراً من المرسوم متسائلاً هل بعد ذلك ستصبح في سورية هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد أن تخلت السعودية حتى عن ذلك: "يعني عنجد رح يصير في بسورية مطاوعة (هيئة الأمر بالمعروف)؟؟ اذا السعودية وبطل في عندن".

من جهته غرّد علي برهوم، وهو طالب جامعي سوري، على تويتر ساخراً من المرسوم وغاضباً منه، مشيراً إلى توجه سورية نحو "الدعشنة" بمثل هكذا قوانين.



وبنبرة أكثر حدية، وصفت الإعلامية في تلفزيون النظام السوري، شهد العطري، المرسوم بأنه عملية إشعال لسورية بأكملها، وأنّه استباحة لدم من وصفتهم بـ"الشهداء" الذين قضوا في سبيل عدم قيام "دولة إسلامية"، وأنّ المؤامرة لم تعد خارجية إنما داخلية. وقالت "من أصدر المرسوم 16 يريد أن يشعل سورية كلها .. يريد أن يستبيح دماء الشهداء التي نزفت من أجل عدم إقامة دولة إسلامية ..يريد أن يستفز صبرنا وجراحنا لثماني سنوات .. المؤامرة لم تعد خارجية أصبحت داخلية على سوريانا".



من جهة أخرى، كتب الصحافي عبد الناصر العايد، على صفحته في فيسبوك، منشوراً عبر فيه عن خشيته من أن يكون المرسوم مخططاً له لأن يكون بوابة لوجود دائم للمليشيات الإيرانية الطائفية في سورية. وقال "لست قلقاً على علمانية سوريا التي لم تكن موجودة، مما سمي بالمرسوم ١٦، ولا اعترف مثلي مثل معظم الشعب السوري بنظام الإجرام والتشبيح، وأعمل وأنتظر اليوم الذي أرى فيه بشار الأسد وزمرته في قبضة العدالة. ما أخشاه أن يكون هذا المرسوم بوابة لتشريع وجود المليشيات الطائفية الإيرانية، وتصنيع مسوغات لتثبيت الوضع القائم بطريقة يصعب التراجع عنها لاحقاً. وزرع مزيد من الديناميت المذهبي والطائفي تحت أساسات أي اجتماع وطني مستقبلي محتمل".

وكان رأس النظام السوري بشار الأسد قد أصدر في 20 أيلول الماضي، المرسوم رقم 16 القاضي بتنظيم عمل وزارة الأوقاف السورية، ليحال المرسوم إلى مجلس الشعب ليتم إقراره وفق فقرات الدستور السوري، وجاء هذا المرسوم بـ 37 صفحة تبين عمل الوزارة وصلاحياتها.



المساهمون