النظام يقصف جنوبي إدلب.. وترقبٌ لبدء تأسيس "المنطقة العازلة"

النظام يقصف جنوبي إدلب.. وترقبٌ لبدء تأسيس "المنطقة العازلة"

02 أكتوبر 2018
تخوف من التفاف روسي (عمر حاج قدور/ فرانس برس)
+ الخط -

باستثناء رمايات مدفعية متقطعة لقوات النظام، في ريف إدلب الجنوبي، ما زال الهدوء شبه التام، مع الترقب لتنفيذ اتفاق "المنطقة العازلة"، يسود معظم أرجاء محافظة إدلب وأرياف حماه وحلب واللاذقية المتصلة بها.

وقصفت قوات النظام السوري بالمدفعية، صباح اليوم الثلاثاء، محيط قرية سكيك، جنوبي إدلب، وهو قصفٌ يتكرر بشكل شبه يومي في ريف إدلب الجنوبي وبعض قرى ريف حماه الشمالي المتصلة به، لكنه عموماً لا يعكر صفو الهدوء شبه التام الذي تعيشه منطقة "خفض التصعيد" في إدلب ومحيطها.

ويسودُ الترقب في شمال غرب سورية، بالوقت الذي ينتظر أن تبدأ الخطوات التنفيذية خلال أيام، لإنشاء "المنطقة العازلة" التي أقرتها قمة سوتشي في السابع عشر من الشهر الجاري، بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، وهي المنطقة التي ستنشأ بعرض يراوح بين 15 و20 كيلومتراً على طول نقاط التماس بين مناطق سيطرة النظام من جهة ومناطق سيطرة المعارضة من جهة أخرى.
وظهر خلال اليومين الماضيين، خلاف بشأن بعض التفاصيل في مقررات اتفاق "سوتشي"، بعدما تسرب أن موسكو تريد إنشاء المنطقة العازلة بعرض 15 و20 كيلومتراً، ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية فقط، على عكس ما كان متوقعاً بأن يتم إنشاء المنطقة مناصفة في مناطق النظام والمعارضة شمال غرب سورية.

كما برزت نقطة خلافية أخرى حول تسيير الدوريات الروسية التركية المشتركة ضمن المنطقة العازلة من جهة المعارضة، التي رفضت وجود قوات روسيا في المناطق التي تسيطر عليها، هذا فضلاً عن مسألة الجهة التي ستشرف على طريق (أوتسترادي) اللاذقية - حلب، وحماه - حلب، المارين ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية.

وفي وقتٍ سابق، قالت "الجبهة الوطنية للتحرير"، التي تضم أكبر فصائل الجيش السوري الحر في شمال غرب سورية، إنها أبلغت أنقرة رفضها أي وجودٍ للجيش الروسي ضمن المنطقة العازلة، التي تم الاتفاق على إنشائها في قمة سوتشي.

وأصدر المتحدث باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، النقيب حاجي مصطفى، ليل الأحد - الإثنين، بياناً قال فيه إنه "جرى لقاء مطول مع الحليف التركي بخصوص بنود الاتفاق وموضوع التواجد الروسي في المنطقة المعزولة على وجه التحديد، تمت فيه مناقشة الأمر وتم إعطاء موقف واضح برفض هذا الأمر، من قبل الجبهة الوطنية للتحرير، وهناك وعد منهم بعدم حصول هذا الأمر، وهذا ما تم تأكيده اليوم من الجانب التركي".
من جانبه، قال مسؤول المكتب الإعلامي لـ"فيلق الشام"، والذي يُسمي نفسه "أبو عمر فيلق"، إنه قد "حسم الأمر"، في ما يتعلق بوجود القوات الروسية ضمن المنطقة العازلة، إذ غَرَّدَ في حسابه على موقع "تويتر"، بأن "لا دخول لقوات روسية إلى المناطق المنزوعة السلاح - لا دخول لمؤسسات الدولة إلى المناطق المحررة - القوات التركية سترد على أي خرق من مناطق العدو الأسدي - فتح الطرق الدولية بحماية الجبهة وبرعاية تركية".

وظهرت بوادر النقاط الخلافية حول تفسيرات سوتشي، منذ السبت، إذ رفض "جيش العزة"، أبرز فصائل الجيش السوري الحر في ريف حماه الشمالي، تسيير دوريات روسية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة شمال حماه، مشيراً إلى أن اتفاق سوتشي يتضمن إنشاء منطقة خالية من السلاح الثقيل بعرض 15 - 20 كيلومترا، يفترض أن تكون بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة الفصائل، إلا أنه تبين لاحقاً أنها ستكون بكاملها ضمن مناطق المعارضة فقط، مطالبا بأن تقسم المنطقة الخالية من الأسلحة الثقيلة مناصفة مع مناطق سيطرة قوات النظام. وطالب الجانب التركي بألّا يكون اتفاق سوتشي كاتفاق "خفض التصعيد" الذي انهارت فيه المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة، مشيراً إلى أن مقاتلي الجيش سيبذلون "الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن الأرض".

وكان القيادي في الجيش السوري الحر، العقيد فاتح حسون، قد قال، الأحد، إنه "عندما تكون بنود الاتفاق مصاغة بلغة دبلوماسية وفق جمل عامة تتناسب مع مستوى مبرمي الاتفاق فمن الطبيعي أن تظهر تباينات في وجهات النظر لدى الأطراف المعنية بالاتفاق عندما تحول لجانهم المختصة بنوده إلى إجراءات وتدابير".

وتابع بالقول "هذا ما حدث بالبند المتعلق بحدود المنطقة منزوعة السلاح في اتفاق سوتشي، فروسيا تعتبرها بدءا من الحد الأمامي للنظام، ونحن من خلال تركيا نعتبرها مناصفة، وقد تم التوصل إلى أن تكون كما تراه اللجنة الفنية الروسية، لكن ستبقى مضادات الطيران المتنوعة عيار 57 و23 و14.5 و12.7 وغيرها، والتي تستخدمها فصائلنا بفاعلية ضد أي هجوم ممكن أن يحدث".

وأضاف حسون أنه "تبقى قوى الفصائل في مقراتها وتحصيناتها الدفاعية، ويتم سحب السلاح الثقيل - على قلته في المنطقة - إلى عمق 15-20 كلم من الحد الأمامي، وهذا لا يؤثر سلبا من الناحية العسكرية في حال وجود سلاح ثقيل متمركز بالقرب من خطوط الدفاع يمكن أن يشارك بإعاقة أي هجوم، وأقصد هنا السلاح الثقيل للقوات التركية، حيث ستعمل تركيا على إدخال سلاحها الثقيل الموجود في المنطقة وتشارك في الأعمال الدفاعية ضد أي هجوم بري محتمل، وبهذا نكون قد كسبنا وجود جيش قوي منظم إلى جانبنا".



وكانت مصادر في الخارجية والاستخبارات التركية قد قللت، الأحد، خلال تصريحات لـ"العربي الجديد"، من شأن الخلافات التي يجري الحديث عنها في ما يخص اتفاق سوتشي، قائلة إن معظم مساحات المنطقة العازلة ستكون ضمن مناطق سيطرة المعارضة، نافية في الوقت ذاته، إمكانية سيطرة النظام السوري على الطرقات الدولية "اللاذقية - حلب و"حماه - حلب"، التي يُفترض أن يتم فتحها قبل نهاية العام الحالي.