"الهيئة الهندسية" و"جهاز الخدمة الوطنية" داخل نقابة الصحافيين المصرية

كشفت مصادر في "شركة المقاولون العرب" في مصر عن تعاقد نقابة الصحافيين بالأمر المباشر مع الهيئة الهندسية في القوات المسلحة لتطوير مقهى (كافيتريا) النقابة، في الطابق الثامن، في مقر النقابة في شارع عبدالخالق ثروت، على الرغم من أن "شركة المقاولون العرب" تتولى الإشراف على إدارة الكافيتريا وتقديم خدمات الصيانة والنظافة والأمن في النقابة.

وكشف المصدر المطلع عن أن إسناد أعمال التجديد للهيئة الهندسية يرجع لأسباب أمنية، بينها تركيب تقنيات متطورة وتركيب أجهزة صوت حساسة أعلى الأسقف المعلقة وكاميرات مراقبة، لفرض رقابة تامة على الصحافيين المتواجدين في مقر النقابة، حيث يتواجد يومياً المئات منهم يومياً هناك، لمقابلة مصادرهم واستقبال ضيوفهم، بالإضافة إلى تواجد روابط مهنية وصحافية عدة يجرون اجتماعاتهم ولقاءاتهم بين ردهات النقابة.

وأعلنت المصادر في "شركة المقاولون العرب"، في تصريحات صحافية، مساء أمس، عن استمرار أعمال التجديدات شهراً، إذ نُقل مقر كافيتريا النقابة من الطابق الثامن إلى الطابق الرابع، مؤقتاً، حيث جُهز بتلك التقنيات في وقت سابق، وبدأ العمل به الثلاثاء الماضي.

وكان نقيب الصحافيين، عبدالمحسن سلامة، وأمين عام النقابة، حاتم زكريا، وقّعا في 16 أبريل/نيسان الماضي عقد إنشاء منفذ لبيع منتجات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة، مع وفد من اللجنة الهندسية، وممثلين عن الجهاز.

يتضمن التعاقد تقديم السلع والمنتجات الخاصة بالقوات المسلحة داخل مقر نقابة الصحافيين، على أن يبدأ تشغيل المنفذ قبل بداية شهر رمضان، لخدمة الصحافيين وتقديم أجود السلع بأقل الأسعار لمدة 5 سنوات قابلة للتجديد.

وسبق أن اعترض كثير من الصحافيين على إنشاء المنفذ، إبان تولي ممدوح الولي منصب نقيب الصحافيين.

وتأتي التعاقدات المتتالية لنقابة الصحافيين مع الشركات والمؤسسات التابعة للقوات المسلحة، في إطار تمدد النفوذ العسكري في الأنشطة الاقتصادية المدنية. فبالإضافة إلى الاستثمار والتعاقد مع نقابة الصحافيين لتقديم الخدمات، تجري السيطرة عبر التواجد العسكري المباشر داخل النقابة، ما لم يغب عنها منذ زمن بعيد من خلال بعض الموظفين الإداريين وبعض الصحافيين المتعاونين مع الأجهزة الأمنية.

ميدانياً، أخلى، أمس، سكرتير عام النقابة حاتم زكريا، الطابق الأول من مبنى النقابة من كافة صالونات الاستقبال والكراسي، لإجهاض احتفال الصحافيين المقرر، اليوم الخميس، لإحياء ذكرى الجمعية العمومية الحاشدة للرد على اقتحام النقابة، بحجة صيانة مبنى النقابة، ونشر عدداً كبيراً من السقالات لشغل المكان وتضييق تواجد الصحافيين.

وقبل قليل، نشبت مشادات كلامية بين أمن النقابة وعدد من الصحافيين الذين يريدون الدخول لساحة النقابة لتغطية فعاليات "ذكرى عمومية الكرامة"، وذلك بعد رفض الأمن المتواجد على الباب الرئيسي للنقابة دخول أي صحافي، إلا أعضاء النقابة فقط.