الذكرى الثانية لاعتداءات "شارلي إيبدو": هجوم على منتقديها

الذكرى الثانية لاعتداءات "شارلي إيبدو": هجوم على منتقديها

09 يناير 2017
العدد الأخير من "شارلي إيبدو" (إريك فافربيرغ/فرانس برس)
+ الخط -
حلّت يوم أول من أمس الذكرى الثانية على الاعتداء الإرهابي الذي استهدف صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة وقضى على قسم كبير من إدارتها ورسّاميها، وبهذه المناسبة كرّست الصحيفة معظم صفحات عددها الأخير، لهذا الحدث الذي ضرب الصحيفة

وإذا كانت الافتتاحية التي وقَّعها مدير التحرير، ريسِ، تتحدث عن الاعتداء باعتباره "جريمة سياسية"، وأن "الضحايا قُتلوا بسبب آرائهم السياسية"، فإن ملف العدد تم تكريسه لموضوع "هذا اليسار المنبطح، دوماً، أمام الطغاة". وتعترف الصحيفة أنه "توجَّب عليها، خلال سنتين، أن تتحمل دروسهم السياسية والأخلاقية: شارلي ذهبت بعيداً جداً. شارلي لا تحترم أحداً. شارلي، هي ربما، من تسببت في ما حصل لها". وترى الصحيفة أنه وراء مواقف هؤلاء، من كبار مفكري اليسار الفرنسيين، "يوجد تاريخ. الخضوع للتوتاليتارية".

وتستعرض الصحيفة، في ثلاث صفحات، مختلف أوجه هؤلاء اليساريين، عبر تاريخ فرنسا في القرن العشرين، من بول نيزان وهنري باربوس وأندريه جيد وجان ــ بول سارتر، قبل أن تصل إلى لحظتنا الراهنة. وهنا تستعرض من تراهم وقفوا ضدها. من صحيفة لوموند ديبلوماتيك، ومختلف رؤساء تحريرها، من جوليان وإنياسيو راموني وبرنار كاسين وسيرج حليمي. وتستعرض الصحيفة، كمثال، افتتاحية سيرج حليمي "اختبار النضالات" في فبراير/شباط 2015، حين يتساءل فيها: "هل الرسام الكاريكاتوري حرّ في رسم النبي محمد؟ وفي رسم امرأة مسلمة وهي تلبس البرقع؟".

كما ينتقد مقال "شارلي إيبدو"، مواقف إيريك هازان، الذي تنقُلُ عنه رفضَه التعامل معها، يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول 2013، أي قبل اعتداء 7 يناير/كانون الثاني 2015، حين رفض منح لقاء للصحيفة معللاً: "آسف، ليس لديّ ما أفعله في صحيفة لكبار العنصريين!".
ولم يَسلم إيدوي بلونيل، مدير موقع ميديا بارت من هجوم "شارلي إيبدو"، وتَعيب عليه قولته الشهيرة: "أعتقد أنه لا يمكن أن نمنح للكراهية تبرير الفكاهة"، وأيضاً استقبال موقع ميديا بارت الإخباري للفيلسوف ألان باديو.

واستعرض الملف في انتقاده أسماء كثيرة لمفكرين فرنسيين يساريين، كإيمانويل تود وريجيس دوبري. وانتهى المقال الذي وقَّعه فابريس نيكولينو، بتوجيه الاحتقار وأقذع النعوت، لراموني وباديو ولوردون وبلونيل ودوبري، "عقول الجيب السخفاء"، الذين "لم يساعدوا المجتمع، أبداً، من أجل فهم مصيره" و"الذين يثرثرون وهم أول من يفرّ حين يسوء الأمر... أنتم جديرون بـجورج بورغوس، في رواية "اسم الوردة: الضحك يخيفكم، لأنه يحرّر العقل مثل أي مدفعية بشرية أخرى".

وفي مقال لغيوم إيرنر، نقرأ فيه أنه "منذ سنتين، انتقل الإرهابيون من نصر إلى آخر. ليس على المستوى الاستراتيجي، فهم غير قادرين عليه. أما وسائل الإعلام فقد منحتهم، في المقابل، انتشاءات لا تنسى"، وينهي مقاله بأن "داعش لا تستطيع فعل شيء من دوننا. وقد حان الوقت كي نعي بهذا الأمر. إذ نحن من علينا أن نقرر إن أردنا منح داعش النصر أم لا. إذن علينا أن نغير الإستراتيجية. الشيء الوحيد الذين يريدون أن يصيبوه، هي معنوياتنا، فلنواجههم بأخلاقياتنا من أجل إفشالهم".

واستعانت "شارلي إيبدو" بالباحث جيل كيبل، المهووس بالباحث أوليفيي رْوَا، والذي لم يتردد في القول بأن "مفهوم الإسلاموفوبيا يلعب دوراً أساسياً في الجهاد". وانتقد كيبل صحيفة لوموند، واتهمها بالانخراط في"دعم الإسلامية-اليسراوية، وقد رأينا ذلك أثناء قضية البوركيني، حيث بلعوا الطعم والشصّ والخيط". 







المساهمون