"لوباريزيان" الفرنسية توقف طلب استطلاعات الرأي ونشرها

"لوباريزيان" الفرنسية توقف طلب استطلاعات الرأي ونشرها

12 يناير 2017
(أنطوان أنطوانيل/Getty)
+ الخط -
في مبادرة نادرة، قررت إدارة صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية اليومية، التوقف عن طلب استطلاعات رأي ونشرها، خلال الحملة الانتخابية الرئاسية في فرنسا، وقررت، في المقابل، الانصراف إلى الصحافة التي تشتغل على الأرض، صحافة التحقيقات.
 
وأكدت إدارة الصحيفة، في تبرير لها لهذا القرار، أنه "يأتي في سياق ما قبل انتخابي بالغ القسوة والحدة". وأضافت أن "هذا القرار النادر يأتي في سياق خاص، بعد البريكست وانتخاب دونالد ترامب، وأيضا بعد الانتصار الساحق لفرانسوا فيون في انتخابات اليمين والوسط الفرعية".

وجدير بالذكر أن جل استطلاعات الرأي أخطأت في تقديراتها وتنبؤاتها.

واستعرضت الصحيفة الانتقادات الحادة التي تعرّض لها مسؤولو استطلاعات الرأي، وأيضا وسائل الإعلام التي نشرت هذه الاستطلاعات، من حيث عجزها عن قراءة مسبقة للنتائج وعن فهم المجتمع الفرنسي.

ونأت الصحيفة بنفسها عن انتقاد مؤسسات استطلاعات الرأي، وعن التشكيك في مناهج وطرق هذه المؤسسات، وأكّدت الصحيفة، في المقابل، أن الاستخدام والتوظيف لهذه الاستطلاعات هو الذي يطرح مشكلة، وعبر هذا التوظيف تأثيرُ هذا الاستخدام على ممارساتنا الصحافية. ومن هنا "أملنا في ألا نسلّط نظراتنا فقط على من يحتل الدرجات الأولى في السباق".

ولهذا السبب، قررت الصحيفة في تعاملها مع الانتخابات الفرنسية "التركيز على الريبورتاج وعلى الأرض وعلى العامل البشري في قلب مسارنا التحريري. أي قضاء وقت مع الفرنسيين ونقل انتظاراتهم. أي عرض الثيمات الكبرى التي يدافع عنها مختلف المرشحين، وتحليلها وتفكيكها من أجل دراسة تأثيرها المحتمل على حيواتنا".

وبهذه المقاربة، أكدت الصحيفة أنه "ستتم معالجة المواضيع المهمة والتغطية التي ستُكرَّس لها طول الفترة الانتخابية". ومن هنا "لن تنشر صحيفة لوباريزيان أي موضوع رئيس عن استطلاع للرأي، أجري لصالح صحيفتنا، ولكننا لن نمنع أنفسنا من التطرق إلى دراسات واستطلاعات للرأي أُنجِزَت من قبل وسائل إعلام أخرى. شرط ألا تكون هذه النتائج سوى عنصر إضاءة بين عناصر أخرى، إلى جانب التحقيقات التي سيقوم بها صحافيونا".



المساهمون