القتل يلاحق الإعلاميين العراقيين منذ 2003

القتل يلاحق الإعلاميين العراقيين منذ 2003

13 نوفمبر 2016
(الأناضول)
+ الخط -
يلاحق الموت الصحافيين العراقيين خلال تغطيتهم الأحداث الأمنية في عموم البلاد منذ عام 2003 وحتى اليوم في ظروف أمنية خطيرة للغاية وانتشار العصابات والميليشيات المسلحة التي تستهدفهم بين آونة وأخرى بالخطف أو الاعتقال أو التهديد والتصفيات المباشرة إثر كشفهم لملفات فساد تتعلق بأحزاب أو سياسيين حكوميين. 
ولا تقتصر المخاطر التي تلاحق الصحافيين على تغطية المعارك والحروب الداخلية فالمخاطر تحيق بهم من كل جانب خلال إعدادهم لتقارير ميدانية تكشف التلاعب بالمال العام أو ملفات الفساد التي شغلت الرأي العام منذ سنوات.
ووثق مرصد الحريات الصحافية في العراق في آخر إحصائية له مقتل 294 صحافياً عراقياً وأجنبياً في العراق خلال تغطيتهم للأحداث المختلفة في البلاد
وكشف تقرير المرصد أن " 477 حالة انتهاك وقعت بحق الصحافيين العراقيين خلال عام 2016 و87 حالة احتجاز و32 حالة ضرب واعتداء جسدي".
ومع تصاعد وتيرة المعارك في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" وثقت نقابة الصحافيين العراقيين مقتل 29 صحافياً على يد عناصر تنظيم "داعش" خلال عام 2015 وحتى مطلع 2016.
لكن آخر إحصائية لنقابة الصحافيين العراقيين نشرت مطلع 2015 كشفت أن عدد الصحافيين العراقيين الذين قتلوا في ظروف مختلفة في العراق وصل إلى 406 صحافيين منذ عام 2003 قتل منهم 23 صحافياً خلال عام 2014.

صحافيون وكتاب كشفوا لـ"العربي الجديد" المخاطر التي تلاحقهم في عملهم أو خلال تغطيتهم للأحداث الجارية في عموم العراق. وقال الصحافي ماجد العبيدي إن" خطر الموت لا يقتصر على المراسلين الحربيين خلال تغطية المعارك بل يشمل الجميع فبمجرد نشر تقرير حول ملفات فساد تبدأ التهديدات تلاحق الصحافي من كل جانب ولن يكون أمامه سوى الموت أو الهرب".

ويضيف العبيدي لـ"العربي الجديد" العراق من أخطر البلدان على الصحافيين بلا شك بوجود تنظيم "داعش" وأكثر من 60 مليشيا مسلحة لا تسمح بالكتابة عن جرائمها وأحزاب سياسية تلاحق أي صحافي يكشف تلاعبها بالمال العام مثلاً".

وكان عاما 2014 - 2015 الأخطر على الصحافيين مع تصاعد وتيرة المعارك بين تنظيم "داعش" والقوات العراقية حيث قتل خلال هذين العامين أكثر من 53 صحافياً.
وبين الكاتب والصحافي باقر الموسوي أن "خطر الموت تزايد مع سيطرة تنظيم "داعش" على ما يقرب من نصف مساحة البلاد مطلع 2014 وبدأت المخاطر تزداد ضد الصحافيين وأعدم تنظيم الدولة عدداً منهم في الموصل ومناطق أخرى فيما اضطر آخرون للهجرة خشية القتل".
ويتابع الموسوي "يضطر كثير من الصحافيين والكتاب للنشر بأسماء مستعارة احتياطاً من عمليات التصفية الجسدية والاغتيال التي استهدفت زملاء لهم خلال السنوات الماضية لكن المشكلة أن أغلب الصحافيين العراقيين وخاصة المراسلين التلفزيونيين منهم لا يمكنهم التخفي وراء الأسماء المستعارة لحماية أنفسهم من الموت".
وصنفت اللجنة الدولية لحماية الصحافيين في استفتاء لها أجرته عام 2013 العراق كثاني أخطر بلد في العام على الصحافيين بعد سورية بعد أن كان يحتل المركز الثالث عام 2012 فيما صنف تقرير سابق لمنظمة "اليونسكو" التابعة للأمم المتحدة على أنه البلد الأول عالمياً في قتل الصحافيين.
كما يقول الصحافي مازن الحسني موضحاً أن" كل ما يحيط بالصحافي العراقي يشكل خطراً من نوع مختلف ينتهي بالموت أو التهديد على أقل تقدير ويعمل الصحافي العراقي في ظروف أقل ما توصف بالخطيرة فمجرد الخروج عن الخطوط الحمراء التي يرسمها "داعش" أو "الميليشيات" أو الأحزاب الحاكمة يعني الموت المحتوم ".

المساهمون