خطوات للعبادي لحماية الصحافيين

خطوات للعبادي لحماية الصحافيين

21 اغسطس 2015
حيدر العبادي (Getty)
+ الخط -
عدَّ رئيس مرصد الحريات الصحافية هادي جلو مرعي قرار رئيس الوزراء حيدر العبادي بالتحقيق العاجل في الاعتداءات التي تعرض لها الصحافيون العراقيون تطوراً كبيراً وتحركاً غير مسبوق لرئيس الوزراء.

وقال رئيس المرصد هادي جلو مرعي في تصريح صحافي إنَّ "قرار رئيس الوزراء حيدر العبادي بإجراء تحقيق عاجل حول الاعتداءات التي تعرض لها صحافيو النجف يعد تطوراً لافتاً في المشهد العراقي واستجابة سريعة لبيان مرصد الحريات الصحافية".

وثمن مرعي في بيان موقف رئيس الوزراء حيدر العبادي وطلبه فتح تحقيق عاجل حول الاعتداءات والتهديدات التي تلقاها الصحافيون العراقيون مؤخراً في محافظة النجف والذي وجه باتخاذ إجراءات حازمة ومنع الاعتداء على الصحافيين خلال تغطيتهم للأحداث.

وأضاف مرعي "بعد تلقي صحافيين وناشطين ومدونين تهديدات تطلب منهم مغادرة المدينة وتهددهم بالتصفية الجسدية أصدر مرصدنا بياناً طالب فيه باتخاذ تدابير عاجلة لحماية الصحافيين فجاء قرار رئيس الوزراء بمنع الاعتداء على الصحافيين ليكون تطوراً جديداً ولافتاً في الظرف الحالي".

ووجه رئيس الوزراء حيدر العبادي المدعي العام لإجراء تحقيق عاجل حول تلك الاعتداءات والتهديدات.

وأعلن ضياء الغريفي ممثل المرصد في محافظة النجف 160 كلم جنوب العاصمة العراقية بغداد في تصريح صحافي عن تعرضه لاعتداء من قبل أحد مسؤولي محافظة النجف بعد نشره لأخبار حول احتجاجات عمال من النجف تظاهروا للمطالبة بحقوقهم ما أسفر عن إصابته في إحدى عينيه.

وكشف الغريفي أنَّ زميلاً له في المحافظة هرب بعائلته إلى خارج العراق إثر تلقيه تهديدات من مسؤول كبير في النجف.

اقرأ أيضاً: العراقيون يلجأون لـ"فيسبوك" لنقل معاناتهم

ويأتي ذلك بعد تعرض عدد من الصحافيين العراقيين للاعتداء والتهديد من قبل مسؤولين وأحزاب على خلفية تغطيتهم للمظاهرات الحاشدة التي خرجت في البلاد للمطالبة بالإصلاح
وتعالت الأصوات لكتاب وصحافيين وناشطين للمطالبة بوضع حد للاعتداءات والتهديدات التي يتلقاها الصحافيون خلال تغطيتهم للأحداث المختلفة في البلاد.

واعتبر إعلاميون وكتاب صحافيون قرار العبادي بالخطوة الجريئة في حماية الصحافيين إذا ما نفذ من قبل الجهات المعنية وأنه خطوة كبيرة في طريق حرية التعبير وبناء إعلام عراقي رصين بحسبهم.

وقال الكاتب الصحافي زريق العبيدي إنَّ "قرار العبادي بمنع الاعتداء على الصحافيين خلال تغطيتهم للأحداث المختلفة في البلاد ربما يكون خطوة كبيرة نحو بناء حرية تعبير حقيقية وإعلام محترم في البلاد بعد الكم الهائل من الإسفاف الذي شهده الإعلام العراقي".

ويرى العبيدي أنَّ "العراق أخطر بلد في العالم على الصحافيين على الإطلاق ففيه عشرات المليشيات والعصابات والجهات الحكومية والدولية والمافيات والأحزاب الدينية التي تحاول تكميم أفواه الصحافيين ومنعهم من كشف حقيقية ما يجري في البلاد من سرقات وفساد عبر تهديد الصحافي والناشط أو تصفيته جسدياً كما حصل للكثيرين، فيما فر كتاب وصحافيون آخرون من البلاد بعائلاتهم بعد تلقيهم تهديدات بالقتل من قبل مسؤولين كبار في الدولة".

من جانبهم شكك آخرون بقرار العبادي معتبرين إياه لا يختلف عن الإصلاحات التي أطلقها مطلع الشهر الجاري والتي لم تلقَ تنفيذاً ضد السياسيين المفسدين على أرض الواقع.
ويعتقد الصحافي مضر السلماني أنَّ "قرار العبادي بمنع الاعتداء على الصحافيين خجول ولغته غير واضحة فماذا يعني "عدم الاعتداء على الصحافيين" إنها لغة ضعيفة لا تنم عن نية حقيقية لحماية الإعلاميين والصحافيين في العراق وأرى أنها لا تختلف عن الخطوات الإصلاحية التي أصدرها العبادي ضد عدد من السياسيين المتهمين بالفساد والتي لم نجد لها تطبيقاً قانونياً على الواقع، خاصةً بعد عودة نائب رئيس الوزراء نوري المالكي إلى العراق بعد زيارة أجراها إلى إيران دون أن تعترضه أجهزة العبادي الأمنية أو تمنعه من السفر أو تعتقله بتهم الفساد".

وكانت الأمم المتحدة أعلنت في مايو/أيار الماضي أنَّ 500 إعلامي قتلوا في العراق منذ 2003 وفقاً لنقابة الصحافيين العراقيين داعيةً إلى تعزيز قدرات الصحافيين وعدم التعرض لحرية التعبير.


اقرأ أيضاً: المقاتلات الإيزيديات: نريد التحرّر من رجالنا

المساهمون