تونس: الهايكا تُغلق قناة "الزيتونة" بالقوة العامة

تونس: الهايكا تُغلق قناة "الزيتونة" بالقوة العامة

15 يوليو 2015
حملة إلكترونية ضد القرار (فيسبوك)
+ الخط -
استجابةً لقرار التوقف التلقائي للبث حتى تسوية الوضعية الإدارية والذي أعلنته الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا)، قررت قناة "الإنسان" التلفزيونية وإذاعتا "أم أف أم" و"النور" وقف بث برامجها حتى يتم منحها التراخيص القانونية التي تمكّنها من البث من تونس، في حين رفضت قناة الزيتونة، ما دفع الهايكا للاستعانة بالقوة العامة لغلقها.

هذا القرار من قبل هذه المؤسسات الإعلامية التي أوقفت بثها، لاقى الترحيب من قبل الهايكا، حيث صرحت آمال الشاهد، عضو مجلس الهيئة، لـ"العربي الجديد"، أنّ "قرار هذه المؤسسات يأتي احتراماً للقوانين المنظمة للعمل الإعلامي السمعي البصري في تونس، ويعطي مثالاً في احترام القانون الذي نريد التأسيس له في تونس".

في مقابل استجابة هذه المؤسسات الإعلامية الثلاث لقرار الهايكا، لم تستجب ثلاث مؤسسات أخرى لقرار التوقف التلقائي عن البث، وهي قناة "الزيتونة" و"القلم" وإذاعة "القرآن الكريم"، وهو ما دفع الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري إلى البدء بإغلاق قناة "الزيتونة" بالقوة.

"الهايكا" يبدو أنها مقبلة على صراع خاصة مع مالكي قناة "الزيتونة" والعاملين فيها الذين يرفضون قرارها ويعتبرونه شكلاً من أشكال التضييق على حرية الرأي والتعبير. ورأى عادل السمعلي، أحد العاملين في قناة الزيتونة، أن "نسبة مشاهدة قناة الزيتونة، حسب الشركات الإحصائية المختصة، لا تتجاوز 1 بالمئة من المشاهدين، ومع ذلك هناك حرص وإصرار على إغلاقها وكتم أنفاسها. لا يهم إن كانت نسبة المشاهدة المعلنة حقيقية أو مزورة والأغلب أنها مزورة، فالأهم أن أعداء الحرية ما زالوا يتحكّمون في المشهد الإعلامي ويحتكرون المعلومة من أجل خلق رأي عام مزور ومزيّف، وهيئة التعديل السمعي البصري إنما هي هيئة قمع واستئصال وأحد أذرع الثورة المضادة لا أكثر ولا أقل".

اقرأ أيضاً: المستشارون الإعلاميون في تونس: إقالات واستقالات بالجملة

مثل هذا الإجراء قد يضرّ بصورة حكومة الحبيب الصيد في مجال حرية الرأي والتعبير، رغم أن القرار صادر عن الهايكا، التي تعتبر هيئة دستورية مستقلة عن الحكومة، وهي أيضاً لا تتمتع بأية صلاحية داخل تركيبتها، باعتبار مجلس الهيئة مكوّناً من 9 أعضاء يعيّن رئيس الجمهورية عضواً منهم ويكون رئيساً للهيئة، وللنقابة الوطنية للصحافيين عضوان، وهيئة القضاء عضوان، ومجلس نواب الشعب عضوان، وعضو يعيّن باقتراح من الهيئات المهنية الأكثر تمثيلاً للمهن السمعية البصرية غير الصحافية، وعضو يعيّن باقتراح من الهيئات الأكثر تمثيلية لأصحاب المنشآت الإعلامية والاتصالية. لكن قرار غلق مؤسسة إعلامية لن تتحمل تبعاته إلا الحكومة كسلطة تنفيذية وهو ما يجعلها في حرج من هذه المسألة.

ومؤسس قناة "الزيتونة" هو أسامة بن سالم، عضو مجلس شورى حركة النهضة ونجل القيادي التاريخي بها والوزير السابق الراحل محمد بن سالم. وهذا ما يجعل تدخل الحكومة في هذه المسألة أمراً حساساً، خاصة مع الثقل السياسي لحركة النهضة داخل الحكومة رغم ضعف تمثيلها بها. كما قد يُفهم قرار الغلق في هذا التوقيت بالذات ولمؤسستين إعلاميتين: "الزيتونة" و"القرآن الكريم"، ذات التوجه الإسلامي، بأنه يدخل في إطار "محاربة الإسلام والانتصار للعلمانيين.

اقرأ أيضاً: محاكمة أول صحافي بقانون الإرهاب في تونس

لكن يبدو أنّ حكومة الحبيب الصيد لم تولِ أهمية لكل هذه الاعتبارات، فأرسلت قوات الشرطة لغلق قناة الزيتونة، وهو ما أثار موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الصحف والمواقع الالكترونية القريبة من الأحزاب الدينية التي اعتبرت ما قامت به الهايكا والحكومة مسّاً بحرية الرأي والتعبير وضرباً لكلّ منبر إعلامي ذي طابع إسلامي.