هذه حلب وهؤلاء ناسها... أين "داعش"؟

هذه حلب وهؤلاء ناسها... أين "داعش"؟

19 ديسمبر 2015
الموت بات مشهداً عادياً ويومياً في حلب (فيسبوك)
+ الخط -
قرر الصحافي السوري رامي الجراح كسر الحواجز والعوائق الحدودية والدخول إلى سورية، وتحديداً حلب، في محاولة لنقل الواقع السوري إلى العالم كما هو ببث حي ومباشر وسلسلة فيديوهات نشرها على موقع "يوتيوب".
 
وقام موفد وكالة "أنا برس" الإخبارية، بتصوير تقرير استقصائي حول وجود تنظيم "داعش" في حلب، لإثبات خلوّ المناطق التي تتعرض للقصف الروسي بشكل شبه يومي من قبل الطيران، وتمحورت الأسئلة حول وجود التنظيم في المنطقة.

بالإضافة إلى التقارير المصورة، قام الجرّاح بتخصيص قناة على "يوتيوب" للبث الحي والمباشر خلال جولاته على السكان وطرحه الأسئلة التي تمحورت حول القصف الروسي، وتواجد داعش في حلب بالإضافة إلى الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها الشمال السوري.

وفي جولات متعددة بهدف تسليط الضوء على ما يروَّج له عن غارات روسية تستهدف مقاتلي "داعش"، قابل الجرّاح عدداً من سكان حلب، لتُثبت التقارير المعروضة أن الطيران الروسي يستهدف أمكنة تواجد الجيش الحر في حلب المحررة، بعكس ما يتم الترويج له، لأنه وبحسب شهادات السكان في التقارير المصورة: "لا وجود لداعش في حلب".

تعددت أسباب عودة رامي الجراح إلى حلب، هو الذي كان من أوائل من وثق انطلاقة الثورة السورية عام 2011 حيث عمل عدة أشهر مستخدماً اسماً وهمياً، "أليكساندر بيج"، قبل أن تتوسع رقعة التهديدات ليغادر مع عائلته إلى مصر. وفي القاهرة أسس الجراح شبكة "آنا برس" الإخبارية التي تهدف إلى نقل معلومات من مناطق معزولة لا تصل إليها وسائل الإعلام التقليدية لنقل الأخبار.


وخلال إحدى المقابلات المنقولة مباشرةً على الهواء وعند سؤال بعض الأطفال عما يفعلونه خلال يومهم، شرعوا بسرد اليوميات التي بدت خالية تماماً من أي أخبار عن ارتيادهم المدارس، وعندما سألهم الجرّاح عن السبب قالوا إن تعدد الغارات واستهدافها مدارسهم باستمرار دفعهم إلى الابتعاد وإمضاء المزيد من الوقت في المنزل.

ما هي طبيعة الحياة في مدينة قطّعت الحرب أوصالها؟ طرحت مجموعة باسم "حملة سورية The Syria Campaign" السؤال على الجراح خلال البث المباشر من حلب، حيث تواجد الصحافي مع بعض الرجال والأطفال الذين تسابقوا للإجابة، فأهوال القصف باتت شبه اعتيادية بالنسبة لهم، وقال أحدهم: "غياب القصف والقتل والدماء والرصاص أمر غريب، بتنا ننتظر تلك الأحداث بشكل يومي، باتت جزءا من حياتنا اليومية والهدوء يعتبر غريبا هنا".



انقسام المعارك الذي تشهده حلب بين الجيش الحر والنظام بالإضافة إلى القصف اليومي الذي يستهدف المدينة حوّلها إلى واحدة من المدن الأكثر دموية في العالم بحسب صحيفة "هافينغتون بوست". وبحسب تقارير مجلة "تايم" الأميركية، بات القصف الروسي يؤذي المدنيين ويستهدفهم أكثر من استهدافه "داعش".

ولاحظ الجراح أنه وعلى الرغم من الحرب التي أصبحت شبه اعتيادية بالنسبة للسكان، إلا أن المؤسسات الأهلية تلعب دوراً قوياً في تنظيم أمور المجتمع، حيث تدير مجموعات من المتطوعين عدة مشاريع تنمية حول المدينة. وعلى وسم "#AleppoLive" غرّدت عدة مواقع إخبارية خلال متابعة البث المباشر والمقابلات التي أجراها الجراح خلال الأيام القليلة الماضية.

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد وثّقت مقتل 7 إعلاميين في سورية خلال تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وهي أرقام ترتفع في ظل احتدام المعارك التي باتت تغطيتها مخاطرة كبيرة تتجنب معظم وسائل الإعلام المحلية والدولية القيام بها، كما أوضح تقرير صادر عن الشبكة أن القوات الحكومية قتلت أربعة إعلاميين، بينما قتلت القوات الروسية إعلامياً، وقتلت فصائل المعارضة المسلحة إعلاميين. 



اقرأ أيضاً: الهرب من الموت: أشهر 10 صور للسوريين خلال 2015




 

المساهمون