قاعدة بيانات الإرهاب... عرب ومسلمون على قوائم منع الطيران بأميركا

قاعدة بيانات الإرهاب... عرب ومسلمون على قوائم المنع من الطيران في أميركا

واشنطن

سميرة بلعكري

سميرة بلعكري
سميرة بلعكري
صحافية في أميركا
14 اغسطس 2023
+ الخط -

يكشف تحقيق "العربي الجديد" الاستقصائي عن استهداف عشوائي لعرب ومسلمين أميركيين وضعت وكالات حكومية أسماءهم ضمن قائمة مليونية لقاعدة فحص بيانات الإرهاب، والتي تتفرع عنها قائمتي المنع من ركوب الطائرات والتفتيش الإضافي.

- فوجئ عمدة بلدة بروسبكت بارك بولاية نيوجيرسي الأميركية، محمد خير الله، باتصال هاتفي من شرطة الخدمات السرية، قبل دقائق من وصوله إلى البيت الأبيض لحضور مأدبة إفطار نُظمت على شرف الجالية المسلمة في بداية مايو/أيار 2023، أخبره المتصل بعدم التصريح له بالدخول قائلا إنه لا يستطيع إعطاءه أية أسباب، لكن وخلال مساء اليوم ذاته، عرف خير الله، من مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية - "كير- منظمة حريات مدنية" الذي تواصل معه من أجل دعمه، أن السبب يرجع إلى وجود اسمه ضمن قاعدة بيانات فحص الإرهاب الحكومية المعروفة بـ Terrorism Screening Database.

كانت هذه هي الصدمة الثانية التي تعرض لها خير الله الذي يرأس الحزب الديمقراطي في منطقته، ويشغل منصبه منذ 17 عاما، إذ سبق أن احتجز في عام 2019 لثلاث ساعات في مطار جون إف كيندي الدولي في نيويورك عقب عودته من إجازة قضاها في تركيا برفقة عائلته، وقتها طرحت عليه شرطة المطار عدة أسئلة من بينها هل قابل أي إرهابيين، كما أجبرته الشرطة على تسليم هاتفه الشخصي للتفتيش.

و"لكن رُب ضارة نافعة، ولعل ما تكرر معي يساهم في رفع الظلم المسلط على مئات الآلاف من الأشخاص، فقط لأن أسماءهم توحي بأنهم مسلمون"، كما يقول خير الله لـ"العربي الجديد"، مُنددا بالعنصرية المسيئة لبلد احتضن عائلته القادمة من سورية قبل 30 عاما، مشيرا إلى أن فريقا من محامي "كير" يدرسون الملف وإمكانية رفع دعوى لإزالة اسمه من القائمة.

استهداف العرب والمسلمين

يعد خير الله واحدًا من بين حوالي 1.5 مليون اسم، ضمن قاعدة بيانات فحص الإرهاب والتي يتفرع منها ملف NoFly.csv أو قائمة حظر الطيران الفيدرالية، وجرى وضعها على الإنترنت في خادم كمبيوتر غير آمن تديره شركة CommuteAir للطيران الإقليمية ومقرها في ولاية أوهايو، وتتضمن البيانات الأسماء وكذلك تواريخ الميلاد كما تضمنت أيضًا أسماء مستعارة متعددة، والعديد من الإدخالات عبارة عن أسماء من أصل عربي مسلم أو شرق أوسطي واكتشفها الهاكر السويسري المعروف باسم ميا أريسون كريميو Maia Arson Crime في يناير/كانون الثاني الماضي أثناء البحث عن خوادم جينكينز على محرك البحث المتخصص شودان.

ويوفر Jenkins خوادم أتمتة تساعد في بناء البرامج واختبارها ونشرها ويستخدم Shodan في جميع أنحاء مجتمع الأمن السيبراني لتحديد مواقع الخوادم المعرضة للإنترنت المفتوح.

استحدث مركز فحص الإرهابيين في 16 سبتمبر 2003

لا تتضمن القائمتان اللتان حصلت عليهما كير وحللهما الدكتور وليام أ. هوبر William A. Huber بيانات الجنسية أو جواز السفر كما يقول مدير مكتب Analysis&Inference المتخصص في الإحصاء وعلوم البيانات بولاية بنسلفانيا، مشيرا إلى عدم تحديد العدد الحقيقي للأشخاص، بسبب تكرار الكثير من الأسماء حتى إن أحدهم ظهر 60 مرة ولكن بعد إجراء دراسة إحصائية على عينات عشوائية تم اختيارها بالتعاون مع فريق من كير، توصل الباحث إلى نتائج مفادها احتمال بنسبة 95℅، بأن 99.6℅ على الأقل من الأسماء الموجودة في No Fly list هي لمسلمين، واحتمال آخر بنسبة 95℅ أن 88.6℅ على الأقل من الأسماء الموجودة على القائمة الفرعية Selectee list أو من تم اختيارهم للخضوع لتفتيش ثان إضافي للتفتيش الذي يخضع له جميع المسافرين، هي أسماء مسلمة، وخلص التقرير إلى نتيجة عامة مفادها أن 98.3℅ على الأقل من الأسماء الموجودة على القائمتين، هي لمسلمين.

الصورة
القائمة
أسماء مكررة ضمن قائمتين في قاعدة فحص بيانات الإرهاب (المصدر: دراسة أعدّها مكتب Analysis&Inference وفريق من CAIR )

ورغم موافقته على أن النسبة العالية لذوي الأسماء المسلمة الموجودين على القائمة، توحي بأن هذا التصنيف غير عادل ويشجع على طرح سؤال لماذا تحتوي هاتين القائمتين على هذا الكم الهائل من الأشخاص الذين يدينون بهذه الديانة؟ إلا أن الكم المحدود من المعلومات المتوفرة يحد من تتبع الأمر، مرجحا أن قاعدة البيانات الفيدرالية الأصلية قد تحتوي على معلومات الجنسية ورقم جواز السفر.

من يضع القائمة ؟

يعرّف مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي " قاعدة بيانات فحص الإرهاب Federal Terrorism Watchlist، والمعروفة أيضا بـ The Terrorism Screening Database، بأنها قائمة مشتركة بين الدوائر الحكومية، تهدف لسد الثغرات الاستخباراتية التي حدثت قبل أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وتنقسم القائمة التي تحتوي على أسماء وتواريخ ميلاد وبصمات أصابع أشخاص يُشتبه في علاقتهم بالإرهاب، إلى قائمتين فرعيتين: الأولى No Fly List أو الممنوعون من الطيران، والثانية من يتم اختيارهم للتفتيش أو Selectee List، ويمكن أن يخضع الموجودون على قاعدة بيانات الإرهاب التي يشرف عليها مركز فحص الإرهابيين أو ما يُسمى بـ (Terrorist Screening Center (TSC، لقيود من قبيل عدم صعود الطائرات في أميركا، أو تعرض لفحص أمني إضافي.

ويضيف جاستن سادوسكي Justin Sadowsky محامي الادعاء في كير لـ "العربي الجديد"، أن من تم وضع اسمه في قائمة الممنوعين من الطيران، يمكن منعه من السفر جوا إلى أو فوق الأجواء الأميركية، مع استثناء واحد في حالة ما إذا كان الشخص أميركي الجنسية وعالقا في الخارج، وبالتالي يمكنه الاستفادة مما يُسمى One Time Waiver أو إعفاء لمرة واحدة.

عدة وكالات فيدرالية تضع الأشخاص على قائمة مراقبة الإرهاب

واستحدث مركز فحص الإرهابيين، في 16 سبتمبر 2003، من قبل المدعي العام جون أشكروفت، ورئيس وكالة الأمن القومي الداخلي توم ريدج، ووزير الخارجية كولن باول، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت مولر، ومدير المخابرات المركزية جورج تينيت، بهدف توحيد قوائم مراقبة الإرهاب وتقديم معلومات على مدار الساعة لأجهزة الأمن والمراقبة في أميركا وحول العالم، بحسب موقع وزارة العدل الأميركية واعتبر هذا الإجراء آنذاك خطوة مهمة ضمن استراتيجية الرئيس جورج بوش للكشف عن التهديدات الإرهابية وإحباطها.

ويُمكن لعدة وكالات فيدرالية وضع الأشخاص على قائمتي مراقبة الإرهاب والمنع من السفر، من بينها مكتب التحقيقات الفيدرالي "آف بي آي"، ووكالة الأمن القومي "إن إس إي" National Security Agency، ووكالة المخابرات المركزية،  ووزارة الدفاع الأميركية، إضافة إلى 60 دولة أجنبية يمكنها طلب وضع أسماء أشخاص على قائمة الإرهاب، عن طريق وزارة الخارجية الأميركية، لكن إدراج الأسماء لا بد أن يعتمد من قبل إدارة أمن المواصلات Transportation Security Administration ،TSA التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي، كما يقول المحامي سادوسكي.

تبعات خطيرة براً وجواً

يتم تحديث قائمتي مراقبة الإرهاب والمنع من الطيران بشكل مستمر، كما يقول سادوسكي لافتا إلى أنهما مصممتان بطريقة عنصرية لاستهداف المسلمين وتنتهكان قوانين حماية وحرية الأشخاص، وضمانات التعديل الرابع من الدستور، الذي ينص على أنه "لا يجوز المساس بحق الناس في أن يكونوا آمنين في أشخاصهم ومنازلهم ومستنداتهم ومقتنياتهم، من أي تفتيش أو احتجاز من دون سبب (..)" و عند سؤالهم عن ديانتهم فهذا ينتهك حقهم في التمتع بالتعديل الأول للدستور، الذي يضمن حرية اعتناق الأديان.

وفي حالة وضع اسم شخص ضمن القائمتين، لن يستطيع الحصول على بطاقة صعود للطائرة في أميركا قبل الاتصال بإدارة أمن المواصلات للحصول على إذن بطباعة البطاقة، وعند الحصول عليها سيكون مكتوبا عليها  " SSSS - Secondary Security Screening Selection " أو مُنتقى لفحص أمني ثان مع الإستعانة بكلاب مدربة في بعض الحالات، كما قد يتم احتجاز الشخص لساعات طويلة مع سحب هاتفه الخاص، وإرغامه على كشف كلمة السر لفتحه، وفي حال رفض ذلك، قد يتم الاحتفاظ بالهاتف لأسابيع وفي حالات كثيرة لا يرد لصاحبه مرة أخرى، ومن بين التبعات، يضيف المحامي سادوسكي، إرغام المعني على الرد على أسئلة يمنحه القانون الأميركي حق التحفظ على الإجابة عنها في حال كان مواطنا، ومن بين الأسئلة الشائعة التي توجه للمسلمين الواردة أسماؤهم على القائمتين إلى أي مسجد تذهب؟ و من هو قدوتك في الدين؟

محمد
عمدة بلدة بروسبكت بارك بولاية نيوجيرسي الأميركية، محمد خير الله، اسمه مدرج على قائمة الإرهاب (Getty)

ويكون الوضع أسوأ على الحدود البرية، لأن مصالح تأمين الحدود على خلاف المعنية بتأمين المطارات لا تملك معلومات مسبقة عن قدومهم، لذلك يتم احتجازهم لساعات أطول حتى التحقق من القوائم، ويعاملون بطريقة أسوأ، وقد يصل الأمر إلى حد إشهار السلاح في وجوهم خلال التحقيق معهم.

وإضافة لما يتعرض له الموجودون على قوائم مراقبة الإرهاب أثناء السفر، يعاني الكثير منهم من تأخر معاملاتهم ومعاملات أقاربهم في دائرة الهجرة، كما يمنعون من دخول المباني الحكومية، مثل البيت الأبيض والقواعد العسكرية ويحرمون من حق اقتناء وامتلاك سلاح، الذي يضمنه التعديل الثاني للدستور الأميركي، كما قد يتعرضون للإساءة في الجامعات والبنوك وغيرها من المؤسسات التي يسمح لأجهزة تأمينها بالحصول على نسخ من قائمة مراقبة الإرهاب، ولفت المحامي سادوسكي إلى صعوبة التعامل مع الشرطة الفيدرالية والولاية ومختلف أجهزة إنفاذ القانون الأخرى التي تمتلك بدورها نسخا عن قائمة مراقبة الإرهاب، كاشفا عن تلقي كير عشرات الشكاوى لأشخاص، طلب عناصر "الإف بي آي" من رؤسائهم في العمل إنهاء عقودهم لأن أسماءهم على القائمة، وأشار المتحدث إلى الخطورة التي يشكلها إعلام حكومات دول أخرى بمحتوى القائمة، إذ يتعرض الشخص للاحتجاز والسجن والتعذيب.

أطفال على القائمة

تلقت كير شكوى حول حالة طفل مُنع من الصعود على متن طائرة مع أهله لأن اسمه أحمد ياسين، وتبين فيما بعد بأن من تم وضع اسمه على قائمة المنع من الطيران هو مؤسس حركة "حماس" الراحل أحمد ياسين، كما يقول نهاد عوض، رئيس مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية لـ"العربي الجديد"، مشيرا إلى تدخلهم للدفاع عن الطفل وعائلته، وبالتالي سُمح له بالصعود على متن الطائرات بعد فترة.

ويؤكد المحامي سادوسكي أن المراجعة الأولية للقائمة المُسربة، تُظهر أن أطفالا تقل أعمارهم عن العشر سنوات مدرجون على قائمة المنع من الطيران، وأن طفلا في السابعة من العمر يوجد اسمه على قائمة المُختارين للتفتيش الإضافي، مشيرا إلى أن وضع بيانات أطفال ضمن قائمة مراقبة الإرهاب والممنوعين من الطيران قد يعود إلى سببين، الأول يتعلق بالخوارزميات المخصصة لإدراج الأسماء، والتي لا تفرق في بعض الأحيان بين الأطفال والبالغين، وثانيا قد يكون أحد أفراد عائلة الطفل في القائمة، إذ تدرج الجهات المعنية في بعض الحالات أفرادا من عائلة المشتبه بهم.

مواجهة قضائية

رفعت كير نيابة عن عشرين أميركيا مسلما دعوى، ضد الحكومة بعدما تعرضوا لمضايقات من طرف أجهزة إنفاذ القانون في عام 2016، بسبب وجودهم على قائمة مراقبة الإرهاب، ويقول عوض إن قاضي مقاطعة ألكساندريا بولاية فرجينيا أصدر حكما لصالح المدعين في عام 2019، بعد سماع الشهادات القوية للمدعين، وعجز ممثلي الوكالات الحكومية وعلى رأسها "إف بي آي" وإدارة أمن المواصلات، عن تقديم أجوبة لأسئلة محامي كير، خاصة المتعلقة باحتواء القائمة على أسماء أطفال، إذ رفضوا الإجابة بنعم التي تعني تورط الحكومة في الانتهاكات، وامتنعوا عن الإجابة بلا لأن ذلك يعد كذبا يعاقب عليه القانون.

وبعد صدور حكم قاضي مقاطعة ألكساندريا بعدم دستورية قائمة مراقبة الإرهاب، استأنفت الحكومة في الدائرة الرابعة المحافظة بريتشموند عاصمة ولاية فرجينيا وتم إبطال الدعوى في مارس/آذار 2021، لكن عوض يؤكد أن كير لن تتوقف عن إقامة دعاوى لإلغاء القائمة التي تخلف أثرا نفسيا واجتماعيا عميقا على المسلمين الأميركيين.

هل يمكن إزالة الأسماء؟

هل يمكن إزالة أسماء الموجودين على القائمتين؟ يجيب سادوسكي بأنه نظريا يمكن إذا واجه شخص مشاكل خلال السفر أن يتقدم بطلب إلى DHS TRIP (برنامج الاستفسار عن تعويض المسافرين التابع لوزارة الأمن الداخلي)، ولكن هذا البرنامج حسب المحامي، لا يضمن إطلاع المعني على أن اسمه ضمن القائمة، وحتى في حال إخباره بأن اسمه على القائمة، تُقدم له اسباب تكون في العادة غامضة، مشيرا إلى إحدى الشكاوى المقدمة لـ كير، والتي تتعلق بشخص قيل له إنه وُضع في القائمة بسبب أنه اعتنق الإسلام خلال خدمته العسكرية بالقوات الجوية الأميركية، وأعلن وقتها عن رفض المشاركة في أي حرب ضد المسلمين، ورغم أنه سبق القبض عليه في تركيا بسبب وجود اسمه في قائمة المنع من الطيران، لكن وجود اسمه في القائمة كان سابقا للواقعة التي جرت عام 2014.

ولكن الطريقة الأكثر نجاعة لإزالة الأسماء من القائمة بحسب سادوسكي، هي رفع مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية قضية مشتركة باسم المتضررين، وكلما ارتفع العدد كانت الحجج أقوى لرفع الظلم المسلط على المسلمين الأميركيين.

وللرد على ما سبق، تواصلت "العربي الجديد" مع ليزا فاربستين Lisa Farbstein، المتحدثة باسم إدارة أمن المواصلات، المكلفة بتأمين المطارات والمعابر البرية والبحرية، والتي لا تُطبع بطاقات الصعود للطائرة الخاصة بالموجودين في قائمة المنع من الطيران دون موافقتها، للاستفسار عن تفاصيل القائمة المسربة والرد على مطالب المجتمع الأميركي الذي تضرر العديد من أفراده على خلفية وجود أسمائهم على القائمتين، لكنها رفضت التعليق على الموضوع، وقالت إن قاعدة البيانات تخص مكتب التحقيقات الفيدرالي وهو المخول بالرد على أية تساؤلات متعلقة بها.

الصورة
الرد
رد إدارة أمن المواصلات والمكتب الصحافي للإف بي آي على "العربي الجديد" (المصدر: العربي الجديد)

ومن جهته رفض مكتب التحقيقات الفيدرالي التعليق على نتائج الدراسة التي أجراها مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية على النسخة المسربة لقائمتي مراقبة الإرهاب والممنوعين من الطيران، وقال مكتبه الوطني للصحافة لـ"العربي الجديد" إن مركز فحص الإرهابيين أو "Terrorist Screening Center "TSC التابع لـ "إف بي آي" يسهر على حماية خصوصية الأفراد وحرياتهم الشخصية خلال إعداد قوائم المراقبة، وإن إضافة أسماء الأشخاص لهذه القوائم تخضع لمعايير محددة يتم استيفاؤها بذكاء. كما أوضح أن الوكالات الحكومية هي الوحيدة المخولة بإدراج الأسماء، وأن العاملين بها لا يمكنهم إدراج اسم شخص يعرفونه بصفة شخصية، مردفا أن لا أحد يُدرج في القائمة بناء على أصله، عرقه، دينه، معتقداته ونشاطاته التي يحميها الدستور الأميركي، أو على أساس تخمين أو حدس.

ويرد نهاد عوض، بأن قائمة مراقبة الإرهاب تفتقر للإجراءات القانونية العاقلة والمنهجية، التي تثبت عدالتها، وأن الجهات الحكومية حين وضعتها كانت تعتقد أن لا أحد سيتجرأ على الاعتراض عليها، وأنه لا يوجد للمسلمين صوت أو قوة قانونية تطعن في هذه الممارسة، ويتأسف المحامي جاستن سادوسكي لعدم إيلاء الرئيس الأميركي جو بايدن أهمية للمصاعب التي يواجهها المسلمون الأميركيون في حياتهم بسبب قوائم مراقبة الإرهاب، على الرغم من وعوده خلال حملته الانتخابية لرئاسيات 2020 بالنظر في هموم المسلمين الأميركيين ومعالجة مشاكلهم.

بينما يرد الخبير الأمني والمحلل المختص في الشؤون الدولية بيتر همفري والذي سبق له التدريس في الجامعة الأميركية للدفاع الوطني التابعة لوزارة الدفاع، بأن الشعور العام في الولايات المتحدة هو إذا كنت لا تريد أن ترى قائمة مراقبة الإرهاب مليئة بأسماء أفراد مجتمعك، فعليك فعل شيء، ودافع المتحدث عن مكتب التحقيقات الفيدرالي قائلا إنه في السابق حين كان معظم الإرهابيين الذين يتم تحديدهم منتمين للجيش الجمهوري الأيرلندي كانت قائمة الإرهاب مليئة بأسماء أيرلندية، ولكن المجتمع الأيرلندي لم ينتقد "الإف بي آي".

غير أن خليل جهشان المدير التنفيذي للمركز العربي في واشنطن دي سي، يرى أن القائمة تشوه سمعة الولايات المتحدة بالأساس وتبعث برسائل سلبية عن الدولة التي تقول إنها حامية الديمقراطية والحريات المدنية في العالم لاستهدافها العرب والمسلمين، وعن موفق إدارة الرئيس بايدن قال المحلل السياسي  لـ"العربي الجديد": "أصبحت أجد صعوبة كبيرة في التفرقة بين سياسة الإدارة الديمقراطية الحالية وسياسة الإدارة الجمهورية التي سبقتها، استمرار انتهاكات مثل هذه نكسة وتراجع عن وعود الإدارة".

ذات صلة

الصورة

سياسة

عبّر نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق عن "صدمته" باستهداف نعش الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة والمشيعين لجثمانها.
الصورة
سياسة/أمير قطر وبايدن/(نيكولاس كام/فرانس برس)

سياسة

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء الإثنين، خلال استقباله أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في البيت الأبيض، أنه سيبلغ الكونغرس بنيته تصنيف قطر "حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي" (الناتو).
الصورة

سياسة

نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، وثيقة رُفعت عنها السرية أخيراً، تتعلق بالدعم اللوجستي المقدَّم إلى اثنين من الخاطفين السعوديين في الفترة التي سبقت هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 الإرهابية، بحسب ما ذكرت قناة "سي، إن، إن".
الصورة

سياسة

أحيا الأميركيون، اليوم السبت، الذكرى السنوية العشرين لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، بتذكر الضحايا والأبطال، وتقييم آثار الهجوم الإرهابي الأكثر دموية على الأراضي الأميركية، وذلك بعد مرور أقل من أسبوعين على النهاية المشحونة للحرب في أفغانستان.